سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فتح الله حسو: “تغييب شمال وشرق سوريا بحد ذاته فشل للجنة الدستورية”

 حوار/ آلـدار آمـد –

أكد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي السوري فتح الله حسو بأن المؤتمرات والاجتماعات حول الأزمة السورية لن يأتي بأي نتيجة بدون مشاركة الإدارة الذاتية الديمقراطية، وأن اللجنة الدستورية التي تم تشكليها من قبل روسيا وتركيا وإيران هي لإطالة أمد الأزمة السورية، وشدد على دعم الحركة السياسية الكردية في أجزاء كردستان تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية والعمل من أجل إيجاد آلية لوحدة الصف الكردي وتشكيل مرجعية لها. هذه المواضيع كان محور الحوار الذي أجرته صحيفتنا معه؛ وكان الحوار التالي:
ـ مع دخول الأزمة السورية عامها التاسع؛ كيف تقرؤون الخارطة السياسية السورية؟
دخلت الأزمة عامها التاسع وما زالت القوى المتصارعة على الساحة السورية تنأى عن إيجاد حل لإنهاء الصراع والقتال، بالرغم من عقدها للمؤتمرات والاجتماعات المتتالية هنا وهناك. ولكن؛ دون جدوى فكل دولة لها أجنداتها الخاصة بها، وتعد معركة إدلب مفصلية في الأزمة السورية، حيث تحاول روسيا والنظام كسب هذه المعركة، بينما تدعم دولة الاحتلال التركي المجموعات الإرهابية بغية فرض شروطها وبسط نفوذها على المزيد من المناطق. من جهة أخرى الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا التي تمثل المشروع الحقيقي للديمقراطية في سوريا وهو مشروع وطني بامتياز للحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وبعيد كل البعد عن التجزئة والانقسام، حيث حافظت الإدارة على النسيج المجتمعي من خلال عقدها الاجتماعي، وبناء المؤسسات والقوة العسكرية الوطنية التي تدافع عن مكتسباتها وتحارب الإرهاب إلى جانب قوات التحالف الدولي.
ـ تم الاتفاق مؤخراً على تشكيل اللجنة الدستورية من قِبل روسيا وتركيا وإيران، ما رأيكم بها؟
ما يقال عن الدستور السوري الذي يتم الإعداد له هو دستور لحماية مصالح الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا، هذه الدول التي فشلت في اجتماع أنقرة حول مصير إدلب، ودولة الاحتلال التركي ترفض أي مشاركة للإدارة الذاتية الديمقراطية في صياغة الدستور وترفض حتى الاعتراف بالوجود الكردي وحقوقه، وتساوم على كل شيء في حرمان الشعب الكردي من حقوقه المشروعة، وتركيا وإيران والنظام متفقون حول هذا الأمر، وهذه اللجنة التي تم الاتفاق عليها من أجل كتابة الدستور؛ ستكون عقبة أمام حل الأزمة السورية وكتابة الدستور وهدفها فقط إطالة عمر الأزمة السورية ومن المبكر جدا الحديث عن تشكيل لجنة لصياغة وكتابة الدستور، فغياب إرادة أكثر من خمسة مليون نسمة في شمال وشرق سوريا عن كتابة الدستور هو بحد ذاته فشل لهذه اللجنة، بمعنى أن أي دستور لم يشارك في كتابته أبناء شمال وشرق سوريا سيكون حبراً على ورق ولن يعني أبناء هذه المنطقة.
ـ ما تقييمكم للواقع السياسي الكردي رغم التهديدات التي تواجهه؟
في الشأن الكردي؛ نعلم جميعاً إننا نمر بمرحلة مفصلية للغاية ودقيقة، وبخاصة في ظل التطورات الجارية والاتفاقات والمساومات بين الدول المهيمنة على الأرض السورية، ما زال وضع الحركة الكردية يرثى له؛ لأنها منقسمة على نفسها، فالمجلس الوطني الكردي والذي بدوره ترك الساحة واختار الجبهة المعادية لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية تحت لواء الائتلاف، والذي يتحرك ويعمل وفق الأجندات التركية ولعب دوراً سلبياً للغاية منذ بداية الثورة السورية، وحارب المشروع الديمقراطي في المنطقة بشكل عام وتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا بشكل خاص، والتي التف حولها جميع أبناء شمال وشرق سوريا من الشعوب كافة وحققت إنجازات كبيرة على الأرض من خلال بناء المؤسسات والهيئات من جهة، ودفاعها عن المنطقة وحربها ضد الإرهابيين والمرتزقة من جهة أخرى، كما أنها جسّدت أخوّة الشعوب على الأرض من خلال الوحدة الوطنية بين الشعوب المختلفة عبر نظرية الأمة الديمقراطية.
هذا المشروع يشكل خطراً على الأنظمة المستبدة في المنطقة التي تعاني من أزمة الديمقراطية. لذلك؛ تحاول القضاء على هذه التجربة بكل قوتها. لهذا؛ يتطلب من الحركة السياسية الكردية والكردستانية دعم تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية قبل الجميع، والعمل على عقد مؤتمر وطني كردستاني بأجزائه الأربعة لوضع آلية لوحدة الصف الكردي وتشكيل المرجعية السياسة للشعب الكردي والكردستاني، مع تزايد التهديدات والاعتداءات على الشعب الكردي في جميع أنحاء كردستان ، حيث تعتبر هذه المرحلة مصيرية للوجود الكردي أو فنائه. لذلك؛ على جميع الأحزاب والتنظيمات الكردية التحلي بروح المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم والقيام بما يقع على عاتقهم من أجل النهوض بالشعب الكردي وتحقيق الحرية والديمقراطية له.