No Result
View All Result
المشاهدات 0
بيّن الكاتب والباحث فاروق رفيق أنَّ نموذج التعايش المُشترك الذي ظهر في شمال وشرق سوريا هو الحلُّ الأمثل لجميع الشرق الأوسط ولا سيّما الأزمات العراقية، وأشار إلى أنّ العراق جزء لا يتجزأ من المنطقة ولهذا يؤثِّر ويتأثَّر بما يجري في سوريا وغيرها. وأكّد بأنّ كُرد روج آفا وبمشاركة شعوب شمال وشرق سوريا كافة؛ استطاعوا أن يكونوا أصحاب فكر حر وحقَّقوا أشياء كثيرة عبر اختيارهم الخط الثالث ونهج أخوّة الشُّعوب.
وحول أسباب الأزمة العراقية واستمرار الاحتجاجات وتأثيرها على عموم المنطقة وشمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى قضية التدخلات الأجنبية، وسُبل حل جميع الأزمات؛ أجرت وكالة روج نيوز حواراً مع الباحث والأكاديمي فاروق رفيق، وإليكم نص الحوار:
ـ بماذا تربطون أسباب تأزُّم الأوضاع في العراق وما علاقتها بما يجري في المنطقة؟
هذا الوضع ناتج عن عِدِّة أخطاء استراتيجية كبيرة، إحدى هذه الأسباب هو الاحتلال الأمريكي للعراق؛ لأنه من غير الطبيعي أن تأتي قوّة من الخارج لتُسلِّم العراق إلى عدد من أصحاب الفكر والمُمارسات السيئة ويشكل الإرهابيون إحداهم، فمثلاً حزب الدَّعوة الذي نشأ في مطلع الثمانينات وارتكب أعمالاً إرهابية مثل تفجير السفارة العراقية، تجد لهم برلمانيين اليوم في مجلس النواب العراقي، كان من المفروض أن ينهار حزب البعث من الدّاخل، وليس أن تقوم أمريكا بذلك ,وهذا ما أدّى إلى حالة الفلتان هذه، والعراق جزء لا يتجزّأ من المنطقة ولهذا يؤثِّر ويتأثر بما يجري في سوريا وغيرها.
ـ ما الخطأ الذي ارتكبته الولايات المُتَّحدة الأمريكية في العراق؟
لقد سلَّم الأمريكيون العراق على طبق من ذهب للقوى العقائدية والمليشيات المدعومة من إيران، وحوَّلت البرلمان إلى مكان لشراء وجدان الأهالي. لم نجد في تاريخ البشرية كلها شخصاً يتقاضى راتباً قدره 30 ألف دولار ويرافقه 24 مرافقاً أمنيّاً، هؤلاء هم مجموعة من اللصوص تجمَّعوا في مكان واحد يلعبون بمقدرات العراق؛ كيف لشخص أن يكون برلمانياً مُدَّة أربع سنوات ومن ثم يتقاعد ويحصل على راتب تقاعدي يصل لآلاف الدُّولارات؟ والكثير من أموال الشعب العراقي تذهب هدراً.
ـ هل بإمكانكم التَّطرُّق إلى دور الأحزاب العراقية الحاليّة في هذه الأوقات؟
الأحزاب العراقية أحزاب دينية، ومن غير الصحيح أن يكون الحزب ذو طابع ديني، وكمثال على ذلك هُناك الاتحاد الإسلامي الذي يضمُّ الكاكائيين والشبك والشيعة وغيرهم. هذا غير جيّد، فعليك أن تكون إخوانياً كي تنضمُّ لهذا الاتحاد، ولهذا السبب أقول لا توجد أحزاب في العراق، وهذه كارثة بحدِّ ذاتها. لقد كان هُناك حزب واحد لكنه يعاني من الانسداد في الفكر والأيديولوجية. الحزب الشيوعي العراقي؛ استطاع أن يحوِّل نفسه إلى حزب وطني بعد اجتيازه لانهيار الشرق والفكر والاشتراكي عبر إعادة النظر في نفسه، ضم الحزب الكرد والعرب والتركمان، فضلاً عن امتلاكه لتاريخ عريق. لكنه؛ ذهب ضحيّة عدد من السياسيين الأغبياء، لدرجة أنّهم كانوا يفتحون شمسياتهم في العراق حينما كانت الأمطار تهطل في موسكو، بما معناه أنهم لم يستطيعوا أن يمارسوا سياستهم مستقلين عن موسكو، وكانوا يُنفِّذون كل ما كانت موسكو تُمليه عليهم ولهذا لم يستطيعوا أن يكونوا مُمثلين للشعب العراقي.
ـ الاحتجاجات العراقية لا تزال مُستمرِّة إلى الآن ,ما سبب استمرار المُظاهرات وهل بإمكانها أن تتأثر بثورة شمال وشرق سوريا؟
بطبيعة الحال عندما لا تلبي المطالب ستستمر الاحتجاجات، وعلى الجميع احترام مطالب الشعب العراقي؛ لأنهم خرجوا ضُد المشروع الفاشل في العراق. لكن؛ الأطراف السياسية غير واعية من هذا الموضوع، وهذه كارثة كبيرة أيضاً، فشعاراتهم تتجه نحو إحضار صدام حسين آخر لكن بطابع آخر على الحكم. في كل الثورات التي حدثت في الشرق الأوسط وحدّهم كرد شمال وشرق سوريا هم أصحاب فكر حر استطاعوا تحقيق الشيء الكثير عندما اختاروا الخط الثالث ونهج أخوّة الشعوب. والآن بإمكانهم أن يكون أصحاب مشروع أو فكر لخلاص الشرق الأوسط، أسلوب التفكير هناك هو خلق أسلوب حياة جديدة ومثاله هو نموذج العيش المشترك الذي يعطي لكل ذي حقٍّ حقه. لقد رأيت في روج آفا كيف الأرمني والمسلم والكردي والمسيحي يُأسّسون مجالس مشتركة، وشاهدت هناك فكرة الرئاسة المشتركة مؤلَّفة من كردي وأرمني وعربي، هذا هو الفكر الحر، الذي يجب الاستفادة منه، أمّا ما هو موجود في العراق لم ينتج عن فكر ولا عن دراسة.
ـ لماذا بقي المُثقَّف العراقي بعيداً عن الحِراك الشعبي برأيكم؟
لأنّهم مرتبطون بالمنظومة نفسها التي تحكم العراق، المُثقَّفون أيضاً مشاركون في النظام، فمن يذهب إلى بغداد، ومن الذي يصبح برلمانياً. هم أيضاً لا يفكرون ولا يعملون ماذا يحصل، بعض هؤلاء المثقفين كانوا يدقون طبول الفرح عند احتلال العراق؛ لأنهم لم يكونوا أصحاب فكر طويل الأمد، لقد كانوا يظنون ذلك مكسباً كبيراً، بينما كان من المفروض عليهم أن يعرفوا حقيقة العراق، لكنهم لا يعرفون شيئاً، لم يقرؤوا لا تاريخنا ولا تاريخ العراق، أمثلة أفغانستان كثيرة في المنطقة.
ـ الآن والعراق يمرُّ بأوضاع صعبة للغاية، ما المشروع الذي سيجلب الحل للعراق ويخرجه مِمّا هو فيه الآن؟
أُكرِّرها للمرة الألف، إذا كان هُناك فكر حول التعايش المُشترك بين الشعوب في الشرق الأوسط فهو موجود في شمال وشرق سوريا. وباعتقادي إن طُبِّق ذلك على العراق سيكون طوق النجاة للشعب العراقي، عدا عن ذلك لا يوجد أي فكر آخر، حيث يفكر الكثيرون من العرب في العراق بإعادة الدولة المركزية إبان عهد صدام حسين، ولا يفكرون بأسلوب العيش المشترك بين الشعوب ومدى نجاح هذا المشروع. إذا كان الشعب العراقي يطالب بهذا المشروع، فيمكن العمل عليه حتى وقت مُحدَّد، ويمكن أن تكون فيدرالية حقيقية. ولكن؛ يجب أن يتم أخذ الحدود بالحُسبان، وألا تتكرر أحداث 16 تشرين الأول وتُباع أكثر من نصف أراضي باشور كردستان، ويمكن ألّا تكون فكرة سيئة في حال جرى القضاء على الحكم الديني واستبداله بالنظام اللامركزي ,والقضاء أيضاً على الفساد والمحسوبيات، والاخذ بعين الاعتبار القضايا المصيريّة للشعب العراقي.
No Result
View All Result