سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

غياب المراكز التدريبية ظاهرة سلبية ولكن إلى متى؟

تقرير/ جوان محمد –

روناهي / قامشلو ـ تعد المراكز التدريبية الرياضية لمختلف الألعاب منبراً لاحتواء المواهب وصقلها، وتنميتها بالشكل الصحيح، ولكن في إقليم الجزيرة نفتقر لهذه المراكز، ونقصد التي يجب أن يتبناها الاتحاد الرياضي وليست الأندية.
مشروع صدى الذي انطلق في العام 2017 وانتهاء في العام 2018، كان عبر إحدى المنظمات بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة ودامت التجربة لسنة واحدة فقط، وبغض النظر ما قدم أن كان يفي بالغرض أم لا؟ من جهة المستلزمات وما شابه ذلك، والفائدة التي جناها المتدربات والمتدربين، ولكن بالمحصلة كانت خطوة رائدة وإيجابية.
بعدها لم يبادر الاتحاد الرياضي لفتح مراكز تدريبية على الأقل باشتراك رمزي يكون شهرياً ألف ل.س مثلاً، وفي حال تم تسجيل 50 متدرباً يكن هناك مبلغ لا بأس به، يمكن أن يكون راتباً شهرياً للمدرب، وهي ثلاثة حصص في الأسبوع ستكون كافية، رغم يجب على الاتحاد تولي مهام دفع رواتب المدربين، ولكن بحكم الاتحاد دائماً يشكوا من قلة الإمكانيات والمستحقات المالية له من الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، لذلك يفضل أخذ اشتراكات رمزية من المتدربين لتكون راتباً للمدرب كما ذكرنا سابقاً، وطبعاً أن تفتح مراكز لمختلف الألعاب الفردية والجماعية منها، وخاصةً في عطلة الموسم الدراسي، ولا ضير من الإبقاء على هذه المراكز يومي العطل في الأسبوع وهي الجمعة والسبت عند البدء بالموسم الدراسي.
هذا الكلام مر عليه الزمن للتطبيق في هذا العام، بحكم جائحة كورونا  التي سيطرت على الحركة الرياضية وجعلتها في ركود في بعض الأحيان وحتى أدت للتوقف بشكلٍ كامل الآن، ولكن نذكر المعنيين في الاتحاد بضرورة وضع خطة جديدة لتنمية المواهب التي يعج بها إقليم الجزيرة، وعدم تركها للظروف، فهي معرضة للاستغلال من أصحاب النفوس الضعيفة وتوجيهها نحو أمور غريبة عن مجتمعنا مثل تناول المواد المخدرة وأعمال غريبة عن مجتمعنا، فالانشغال بالرياضة أمر هام جداً، ويبعد الأجيال عن كل ما هو يضره.
أن التغيرات الدائمة للاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة من تغيير في رئاسة الاتحاد الرياضي ورؤساء مكاتبه وحتى التغير الإداري للاتحاد الذي كان تابعاً لهيئة الشباب والرياضة منذ تأسيسه في العام 2015 وإلى العام 2016، لينقل فيما بعد إلى ملاك هيئة العمل والشؤون الاجتماعية، وليعود الاتحاد مجدداً ليتبع إدارياً لهيئة الشباب والرياضة في العام 2018، لعب دوراً كبيراً في عدم قدرة الاتحاد على وضع خطط مناسبة للارتقاء بالواقع الرياضي من كافة الجوانب، ومع كل هذه التغيرات التي ذكرت، كان من الأفضل ترك الاتحاد الرياضي كمؤسسة مستقلة، فكل المؤشرات تفيد بأن الاتحاد لا يتمتع بالاستقلالية التامة بحيث يجب موافقة هيئة الشباب والرياضة على كل خطوة يقوم بها.
غياب مشاريع حقيقية للاتحاد في تطوير الرياضة
حتى الآن حقيقية واقعة لم نجد الاتحاد الرياضي صاحب مشروع رياضي ينمي الأجيال وذكرنا التغيرات الحاصلة التي قد تكن سبباً في ذلك، وعدم حصول استقرار حقيقي في الاتحاد للقيام بمشاريع رياضية تفيد المصلحة العام، وارتكز عمل الاتحاد على إقامة الدورات التدريبية والتحكيمية وإقامة دوريات وبطولات فقط، لمختلف الألعاب الفردية والجماعية، وهذا الأمر غير كافي، فالاتحاد يجب أن يضع خطط لأمرين تنمية الفئات العمرية عبر مراكز تدريبية وأكاديميات رياضية وتفعيل رياضة المرأة ودعمها بشكلٍ أفضل بحيث نمتلك فرق نسائية حققت إنجازات كبيرة وخاصةً على صعيد لعبتي التايكواندو وكرة القدم.
يجب الوقوف بجدية على تفعيل خطوة المراكز التدريبية من قبل الاتحاد الرياضي فهناك صالات عديدة وملاعب ضمن استاد شهداء الثاني عشر من آذار، والتي كانت سابقاً مراكز أثناء مشروع صدى الرياضي، ويجب فتح تلك الصالات المؤهلة وتأهيل المتبقية منها كما يجب.
اليوم الأهالي يودون أن يتجه أبنائهم من الشوارع إلى الملاعب والصالات الرياضية وكان الواجب من الاتحاد الرياضي احتواء هذا الأمر بفتح مراكز تدريبية، ولكن لا نعلم هل بالفعل لأن الاتحاد لا يوجد فيه عدد كافي من الرياضيين لا يحمل مشروع رياضي حقيقي؟، والأندية لا تساعده على ذلك؟ أم هناك أسباب أخرى لا يعلمها أحد؟، في السابق سألنا عن أسباب عدم وجود مثل هكذا خطوة لدى الاتحاد؟ وكان الجواب نفكر في ذلك، والكلام قبل سنتين وحتى الآن يبدو التفكير مستمراً وبدون نتائج تذكر، ولذا على الاتحاد الرياضي التحرك وفتح مراكز باشتراك شهري رمزي، وستكون خطوة ناجحة بكل الأحوال أفضل من الجلوس في الغرف المكيف وشرب الشاي والقهوة.