سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عيد الموسيقى… تلاقي ثقافات العالم

إعداد/ هايستان أحمد –

لأهمية ومكانة الموسيقى المرموقة بكل شعوب العالم ولأنها روح الحياة اللطيفة ونسيمها، يحتفل العالم بعيدٍ خاصٍ للموسيقى، فهو ليس مهرجان موسيقي.. عيد الموسيقى أو Fête de la Musique هو عيد حرّ، شعبي، ومتاح لجميع الموسيقيين من الهواة والمحترفين للمشاركة فيه. يسمح هذا العيد الموسيقي بعزف وممارسة كافة أنماط الموسيقى في جوّ من الفرح والمتعة. الغاية من هذا العيد هي الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، من أجل نشر مختلف الأعمال الموسيقية للناس من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية. يعد هذا اليوم فرصة رائعة للتواصل ومشاركة لحظات مميزة عبر اللغة العالمية التي يفهمها الجميع، “الموسيقى”، يطلب من الموسيقيين العزف مجاناً، وتكون جميع الحفلات مجانية ومفتوحة لكل الناس, ولهذا السبب يكون أداء الحفلات في أماكن مفتوحة مثل الشوارع والحدائق والساحات أو في المباني العامة مثل المتاحف، محطات القطار، وغيرها الكثير.
البداية من فرنسا
أُطلق عيد الموسيقى Fête de la Musique في 21 حزيران 1982، (في يوم الانقلاب الصيفي لنصف الكرة الشمالي)، من قبل وزارة الثقافة الفرنسية، ويحتفل به في أكثر من مئة بلد في أوروبا وحول العالم. وبفضل نشاط الشبكة الثقافية الفرنسية حول العالم انتشر عيد الموسيقى بشكل واسع عالمياً وأصبح هذا اليوم ينظم من قبل منظمين محليين ضمن كل بلد.
عيد الموسيقى لغة مشتركة لمقاومة ثقافية
فالعيد فسحة اللقاء حول لغة عالمية يفهمها الجميع، ونوع من المقاومة الثقافية. أصبح تقليداً ينتظره الشباب. عيد الموسيقى العالمي في 21 حزيران، تحتفل كثير من المدن الفرنكفونية وقليل من غير الفرنكفونية بعيد الموسيقى، الذي انطلق من فرنسا محتفياً بموسيقى الشوارع والكرنفالات قبل أن يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى مهرجان عالمي، وتحتفي به كلّ مدينة على طريقتها، مع الحفاظ على فكرة الاحتفالية في الفضاء العام.
الاحتفال ضخم حقاً وله شعبية كبيرة، وتقدّر فعالياته في فرنسا وحدها بآلاف الحفلات، وفي 2017م، خرج قرابة عشرة ملايين شخص من كافّة الأعمار في الشوارع في هذا المهرجان، وعادة ما تبدأ الاحتفالات في العصر وتستمر حتى منتصف الليل. مئات الفرق من محترفة وهواة، من الجوقات التقليدية، والموسيقى الكلاسيكية، والروك، والبوب، والموسيقى البديلة، ومجموعات الدي جي، في حالة ترضي كل ذائقة واختيار. لم يستغرق بقية العالم وقتاً طويلاً ليصلهم نبض المهرجان، بفضل المعاهد الثقافية الفرنسية المنتشرة، وسرعان ما أصبح نجاحاً دولياً أيضاً، بمشاركة 120 بلداً، وقد أقيم في 700 مدينة من العالم حتى الآن من البرازيل إلى أستراليا وحتى مدن المغرب ومصر.
وعلى ضوء عيد الموسيقى العالمي أعلنت شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات، أن دورة عيد الموسيقى برسم سنة 2020م، ستجرى فوق أحد أسطح مدينة الدار البيضاء، تحت شعار “الموسيقى فوق السحاب “. وأفاد بلاغ للجهة المنظمة بأنه “في ظل جائحة فيروس كورونا، لن يتغير الأمر، حيث وعلى عادتها، ستدأب شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات في تنظيم اليوم العالمي للموسيقى والاحتفاء به مع الساكنة البيضاوية”.
عيد الموسيقى هذا العام في المغرب
وشددت شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات في بلاغها على أن اليوم العالمي للموسيقى كان ولازال حاملاً لقيم التعايش والتعاون والاحتفال بين المواطنين، حيث يشاركون يوماً خاصاً بهم للاحتفال. وأوضحت أن عروض هذه السنة ستختلف عن سابقاتها، حيث ستكون “الموسيقى فوق السحاب”، إذ سيتناوب الفنانون ليلى، عبد الفتاح النكادي، باوندليس، وسكينة الفحصي، على المنصة الواقعة فوق أحد أسطح مدينة الدار البيضاء في جو خاص يخيم عليه سحر غروب الشمس العزيز على سكان مدينة الدار البيضاء.
وأبرزت أن حفل هذه السنة، سيكون بثه حياً، حيث بإمكان سكان مدينة الدار البيضاء جميعاً، متابعته مباشرة عبر قنواته على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى هو أيضاً فرصة لتكريم وشكر مجموعة من الفنانين المغاربة الذين ساهموا فنياً إبان فترة الحجر الصحي بإبداعاتهم الموسيقية عبر تقنيات البث المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنذ انطلاق هذه المبادرة الفنية سنة 1982م، رمز اليوم العالمي للموسيقى، يضيف البلاغ، لاتحاد والتفاف سكان المدينة والبلد مهما اختلفت ثقافاتهم وأعراقهم حول الموسيقى.
لأن الموسيقى هي اللغة الموحّدة للشعوب، يجب علينا إعادة إحياء هذا العيد عاماً تلو الآخر، كفرصة لمشاركة وإيصال المميزات الثقافية لكل بلد ولكل نمط موسيقي.. وبهذا يصبح هذا اليوم حدثاً رمزياً هاماً في معظم بلدان العالم.