No Result
View All Result
المشاهدات 2
رياض درار –
ما كان لروسيا أن تتمدَّد في سوريا لولا الموافقة الأمريكية التي سلمتها الملف منذ اتفاقات كيري لافروف. وكيري كان قد فقد الأمل من المعارضة السورية التي طالبها في مؤتمر الرياض الأول أن تخرج بحلول مبتكرة وخلاقة فخرجت بأسوأ تركيبة متناقضة لا تستطيع أن تؤدي دوراً عدا أنَّها سلمت مصائرها لقيادات سابقة في الدولة السورية وكانت قد سلمتها من قبل لهلاميين لا صورة لهم ولا صوت سياسي وهم ممن تعربش على سلم الثورة الشعبية وسلمها لدول تتحكَّم بها.. فكان لا بد أن تسلِّم أمريكا الملف للروسي على أن يبقى بيدها الحل النهائي وعلى أمل أن تتمكَّن روسيا من الضغط على النظام وسحبه إلى التفاوض عبر جنيف لتحقيق تسوية كان لا بدَّ من أن يكون الطريق إليها عبر التخلُّص من الفصائلية التي تراكمت فيها تجمعات الإرهاب الدولي والتطرُّف الإسلامي. ولكن روسيا تفرَّدت في المسار خارج التوافُق مع أمريكا فاتفاقات الدول لا تسير كما هو مرسوم على الورق دائماً!. وكانت آستانا هي الحل الروسي لتفتيت هذه الفصائل والتفرُّد بها عبر ما سمي مناطق خفض التصعيد، واستعانت روسيا بالدولتين الأكثر تأثيراً على هذه الفصائل ــ إيران وتركيا ــ مقابل حصة لكلٍّ منهما. إيران في الجنوب وتركيا في الشمال ولم تشارك أمريكا في آستانا كي لا تكون شريكة لإيران في أي اتفاق أو عمل يؤثر على حساباتها تجاه المسألة الإيرانية وملف النووي غير المستقر.. وتحصيناً للجنوب من أن تنداح فيه إيران وحزب الله على الحدود الاسرائيلية فكان الاتفاق الثلاثي ــ روسيا وأمريكا والأردن ــ في الجنوب. وتكفَّلت اسرائيل بإبعاد ايران وعدم تمدُّدها، مع أن إيران هي من بادر بإخراج الفصائل في نبع بردى بعد اتفاق آستانا الأول واستمرت تتحرَّك في محيط دمشق حتى تحقَّق طرد جيش الإسلام وبقية الفصائل وهي حقَّقت نصيبها من آستانا رغم قولها: هل من مزيد!! أما تركيا فقد نالت حصتها في شمال حلب وأخذت عفرين ووضعت نقاط مراقبة حتى حدود حماة وتطالب بنصيبها في منبج وتراهن أن تكون إدلب من تابعيتها في الكعكة السورية ولكنها أيضا تتضرَّر من الضغط الأمريكي في ملفات أخرى.
لقد حاولت روسيا التفرُّد في الملف السوري عبر آستانا وسوتشي والخروج بحلٍّ دولي في جنيف. لكن؛ الرد الأول كان في فيينا عبر اتفاق الدول الخمسة، ومنع المعارضة من المشاركة في سوتشي، ما أدى إلى فشله وتوقفه عند بند اللجنة الدستورية التي ولدت ميتة ولن يكون لها قيمة بسبب انعدام الوزن. والآن أمريكا تعود عبر التعيينات الجديدة والتصريحات لتمارس نفوذها في استعادة المبادرة السياسية الدولية بعد أن قاربت من إنهاء داعش في شرق سوريا، وتعيين جيمس جيفري ممثلاً خاصاً لسوريا وهو المعروف بمواقفه الهجومية ضد روسيا وإيران. وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية أنه سيقود الجهود الأمريكية لإعادة تنشيط جهود السلام المتوقفة منذ فترة طويلة والمعروفة باسم “عملية جنيف”. إذًا لا مكان لآستانا ولا سوتشي، والحل لن يسير إلا في العربة الأمريكية، فلننتظر تطورات جديدة على الأرض وسياسات لا بدَّ من أن تجعل أصدقاء أمريكا يشعرون بالثقة من صحة توجهاتهم.
No Result
View All Result