سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عوائل المفقودين في عفرين يُطالبون بالكشف عن مصير مَنْ فقدوهم

طالبت عوائل المفقودين في عفرين من منظمات حقوق الإنسان الكشف عن مصير المفقودين ومحاسبة الدولة التركية المحتلة على جرائمها اللاإنسانية بحق شعب عفرين.
شنت دولة الاحتلال التركي هجوماً مكثفاً على مقاطعة عفرين في 20 كانون الثاني 2018م، مستخدمةً مختلف أنواع الأسلحة حتى المحرمة منها، واحتلتها في 18 آذار من العام ذاته, وهجّرت قسراً الآلاف من سكانها الأصليين, وخلال تلك المعارك استشهد العديد من الأهالي ومنهم من لا يزال مفقوداً حتى اليوم.
ومن إحدى العوائل الذين فقدوا ذويهم في مقاومة العصر, ولا زالوا يجهلون مصيرهم إلى يومنا هذا رشيدة سيدو وهي زوجة أحد المفقودين لديها ابنة تبلغ من العمر ثلاث سنوات كانت تسكن في ناحية جندريسه قبل تهجيرهم قسراً إلى الشهباء، حيث قالت لوكالة JIN” NEWS” بأن الدولة التركية المحتلة هاجمت مقاطعة عفرين الآهلة بالمدنيين بالقذائف والطيران الحربي دون رحمة ولا هوادة.
قرّر الدفاع عن شعبه وكرامة أرضه
وتابعت: “لقد عانينا كثيراً تحت القصف العشوائي، وكانت المشاهد مؤلمة جداً، فحينها لم يتحمل زوجي رؤية المجازر والسكوت عنها، فقرر الدفاع عن شعبه وكرامة أرضه وحمايتها من المحتل التركي ومرتزقته “ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري”.
برخدان عرب وهو اسم زوجها نقلها إلى إحدى القرى بعيداً عن القصف، ومن ثم التحق بوحدات حماية الشعب ليدافع عن عفرين، وأردفت رشيدة قائلةً: “زوجي كان يحب جندريسه بشكل كبير فهي القرية التي نشأ وترعرع فيها”.
في ذلك الوقت لم يكن قد مضى على زواج رشيدة سيدو سوى ثلاثة أشهر, وأفادت رشيدة بالقول: “كنت حاملاً في الشهر الثاني عندما قرر زوجي الالتحاق بالمقاومة, ليناضل في سبيل حماية عفرين”.
عن تلك الفترة قالت رشيدة بأن تلك الأيام كانت صعبة جداً، ونوهت: “واجهتنا الكثير من الصعوبات. لكن؛ قاومنا بكل إرادة وقوة رغم القصف المستمر على رؤوسنا، وبعد أيام قليلة انقطعت أخبار زوجي، لم أعرف عنه شيئاً، ولم يرَ ابنته التي تبلغ الآن ثلاث سنوات”.
 “سأكون لابنتي أمّاً وأباً”
وتابعت رشيدة بالقول: “تهجرت من أرضي ومنزلي قسراً ودون معرفة أخبار زوجي المفقود, أعيش الآن لوحدي مع ابنتي الصغيرة في مخيم العصر، ابنتي تعيش دون أب، لكني سوف أكون لها أماً وأباً لأعوضها عن كل ما فقدته وأؤمن لها حياة سعيدة”.
لكن أمل رشيدة سيدو لم ينقطع بعودة زوجها, واختتمت رشيدة حديثها قائلةً: “أناشد جميع منظمات حقوق الإنسان والدول أن تطالب وتضغط على الدولة التركية المحتلة للكشف عن مصير زوجي وجميع المفقودين، ومحاسبتها على جرائمها بحق الشعب الكردي حتى نعود إلى عفرين محررة”.
 توجه للمقاومة عن أرض أجداده
الكثير من الألم والإرادة في القصة ذاتها، روناهي أحمد وهي أم المفقود أحمد محمد خليل, قالت روناهي في هذا الصدد: “عندما ذهب ابني للدفاع عن عفرين طلبت منه عدم الذهاب والبقاء مع عائلته, لكنه أبى البقاء وتوجه للمقاومة عن أرض أجداده أرض الزيتون”.
وأفادت روناهي بالقول: “رغم أن ابني كان مصاباً برجليه, لكنه آثر الدفاع عن عفرين والنضال لحمايتها من الاحتلال”.
وتابعت روناهي بأن كان لعفرين حب كبير في قلب أحمد, لذا سمى ابنته الوحيدة باسم عفرين, وهذا السبب الذي دفعه للدفاع عن عفرين الوطن وعفرين الصغيرة لتكون بأمان وسلام.
وأكملت روناهي حديثها: “بعد ثلاثة أيام من مغادرته مرضت عفرين الصغيرة واتصلنا به حتى يأخذها إلى المشفى لكنه جاوبنا بالقول إنه لن يأتي؛ لأن عفرين تناديه لحمايتها وسوف يدافع عنها حتى آخر لحظة في حياته”.
وأكدت روناهي على دعمها لقرار ابنها قائلةً: “ابني قاوم 58 يوماً ونحن سوف نكون على خُطى أولادنا، لأنهم على حق، وسنقاوم حتى آخر لحظة، وحتى آخر نقطة من دمنا”.
وناشدت روناهي المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان للكشف عن مصير المفقودين، مؤكدة بأن هذه المنظمات والدول لم تقف إلى جانبهم, وتابعت: “لأننا كرد لم نجد أحد يقف معنا لكننا مؤمنين بعدالة قضيتنا لذلك هم يرفضون الوقوف إلى جانبنا ومساعدتنا”.
ومن جهتها؛ قالت نعيمة رشو وهي أخت المفقود حمودة رشو من ناحية جندريسه: “شقيقي انضم للدفاع عن عفرين, ولا يزال مصيره مجهولاً منذ احتلال عفرين، لم نعرف عنه شيء إن كان أسيراً أو شهيداً، لذلك فنحن نطالب بالكشف عن مصيره”.
 “نُريد حلاً للشعب الكردي ومعرفة مصير المخطوفين”
ونوهت نعيمة خلال حديثها بالقول: “الاحتلال التركي ومرتزقته يرتكب جرائم وحشية بحق الشعب العفريني, ويمارس أفظع الانتهاكات لإبادته وطمس تاريخه ووجوده, لكن سنقاوم بكل ما أوتينا من قوة للعودة إلى عفرين”.
وطالبت نعيمة الدول النافذة في الشأن السوري بوضع حد لانتهاكات دولة الاحتلال التركي، وشددت بالقول: “نريد حلاً للشعب الكردي ومعرفة مصير المخطوفين”.
ويعيش المهجرون قسراً منذ احتلال عفرين في 18 آذار 2018م في المخيمات، في ظل ظروف صعبة لكنهم لم يستسلموا ولديهم أمل كبير بالعودة إلى وطنهم وعودة المفقودين إلى عوائلهم.