No Result
View All Result
المشاهدات 0
هيفيدار خالد_
يشهد قطاع غزة الفلسطيني منذ ما يقارب أربعة أشهر حرباً ضروساً بين حماس وإسرائيل، فاقمت معاناة الفلسطينيين أضعافاً مضاعفة، وخلقت من ورائها كارثة إنسانية حقيقية، إذ بلغ عدد ضحايا هذه الحرب الدموية، حتى الآن أكثر من 26 ألفاً و750 ضحية، بالإضافة إلى65 ألفاً و636 جريحاً، ليتجاوز بذلك عدد الضحايا الأطفال في غزة عدد الضحايا الأطفال في كل الصراعات والحروب التي شهدها العالم خلال العام الماضي مجتمعة.
فئات المجتمع الغزي جميعها تعاني من صعوبات جمة في الحياة ومن مختلف المجالات، فالرضع في غزة اليوم يتجرّعون مرارة الحرب وقساوتها لعدم توفّر الحليب لهم، وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي، وفقدان مياه الشرب ونقص المعلومات مع انقطاع شبكات الإنترنيت عن معظم البلدات.
الأطقم الطبية والمرضى جميعهم فروا من مستشفيات جنوب غزة مع احتدام المعارك، وانهيار المنظومة الصحية بشكل كامل وبوتيرة سريعة للغاية، فالعاملون في مجال الصحة لا يستطيعون الذهاب إلى أماكن عملهم في أغلب الأوقات لرعاية المرضى لأنهم يخشون على حياتهم في ظل القصف الذي طال كل مكان هناك… وكذلك المرضى وعائلاتهم يخشون من الذهاب إلى المستشفيات لأنهم قد يموتون وهم في طريقهم إليها. وحتى الطواقم الصحفية التي كانت تواكب التطورات الميدانية غادرت المنطقة نتيجة فقدان مقومات الحياة هناك.
من الجدير بالذكر هنا أيضاً أن هذه الحرب الشعواء خلقت جيلاً من الأيتام في غزة، فهناك المئات من الأطفال ممن فقدوا أمهاتهم وآباءهم وأشقاءهم، ومنهم من لم يبق له أي أحد من عائلته، مجسدةً مأساةً ربما لن تفارق أذاهنهم مدى الحياة… ولكن ما ذنب هؤلاء الأطفال ليغرقوا في بحر المعاناة والآلام ويتجرعون الموت في كل ثانية يعيشونها؟
السكان في غزة أصبحوا أكثر يأساً ونفد صبرهم في انتظار توزيع المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، لأنها متقطعة جداً وغير متوفرة وخاصةً بعد وقف الدعم الدولي عن العديد من المنظمات الإغاثية، وهو ما من شأنه خلق مجاعة حقيقية في مناطق بالقطاع الفلسطيني وزيادة معاناة الحرب أكثر من أي وقت مضى.
ما نراه في غزة أمر صادم، والمعاناة تفطر القلوب مع استمرار الحرب التي وضعت معالمها في نفوس الفلسطينيين وأجسادهم وديارهم، دون أن تضع لها أي بصيص لنهاية أو وقف لإطلاق النار في المدى المنظور، ليفقد مع استمرارها أي أمل لعودة الحياة كما كانت عليه قبل هجوم السابع من تشرين الأول، بعد أن تحوّلت غزة لأرض خراب.
نعم كما أسلفت آنفاً الأطفال الذين يتجرعون الموت في كل ثانية يعيشونها هم الخاسر الأكبر في هذه الحرب… لا حماس ولا الجيش الإسرائيلي، بل هم الأطفال والنساء والسكان المدنيون من يدفعون الثمن باهظاً… لذلك على جميع الأطراف في هذه البقعة الجغرافية المهمة تاريخياً البحث عن حلول جذرية من أجل إنقاذ الشعوب من كل ما تتعرض له من جرائم، وخاصة الشعب الفلسطيني، ابتداءً من محاربة الخطاب اللاإنساني الذي يغذي الصراعات والنزاعات الدموية التي تستهدف إرادة الشعوب المظلومة المطالبة بعيش كريم وحياة حرة تسودها العدالة والسلام والإنسانية بعيداً عن العنصرية وسياسات الاستبداد والظلم والطغيان وحروب الإبادة.
No Result
View All Result