No Result
View All Result
المشاهدات 0
آراس بيراني_
مورست على المرأة بمدى التاريخ ضغوط حياتية مجتمعية كبيرة، فهي كانت عنصراً هاماً في التعبير عن الحياة عبر رمزيات مختلفة، ومتعددة المستويات، فقد عبر الفن عبر الرسم أو النحت عن حالات السعادة والفرح، وأيضاً عن التعاسة والحزن، عن القداسة والخطيئة، الطهارة والنجاسة، الولادة والموت.
وكانت الصورة مصدر تعبير مباشر عن الحياة، وكانت لغة الصورة هي اللغة الأكثر دهشة، ووضوحاً لإيصال رسائل الإنسان منذ القدم. والمرأة خلال تاريخها الطويل والشاق كافحت لنيل واستحقاق ما تملكه الآن بإصرار وثقة.
طرحت السينما وخلال المائة عام من تاريخ اختزاع فن السينما قضايا مجتمعية عديدة، ولعل من أبرزها قضايا مصيرية للمرأة، بدأت ربما بجعل المرأة سلعة استهلاكية تسويقية وإظهارها في الأفلام السينمائية كمصدر للمتعة البصرية، في مجتمعات أقل ما كانت توصف به أنها ذكورية، فرصدت شركات الإنتاج السينمائي العالمية أرصدة مالية ضخمة في سوق جديدة ناشطة، ولكنها تركت لنا، في سجلات التاريخ السينمائي من جانب انتاجي مغاير، أفلاماً خلدت شخصيات نسائية سينمائية، تركت بصمات فنية لا تنسى، فقد أستوحى مخرجو السينما من حكايات، وأساطير الشعوب أفلاماً مدهشة، كما نقلت السينما قصصاً رائعة عن نضال المرأة وفلسفتها في الحياة، ذلك كله ساهم بإيصال صوت المرأة إلى مجتمعات بعيدة كل البعد عن ساحات كفاحها، فبدأت مرحلة جديدة متنورة مرحلة من عدم الاستخفاف بذوق المشاهد إزاء مرحلة تهميشه وسلبه لذوقه وفكره، وباتت شخصية المرأة عبر أدوارها تأخذ منحى آخر حيث تدلنا النتاجات السينمائية على قائمة رائعة وملهمة من الشخصيات والأدوار الجريئة، التي مارستها في أهم وأشهر الأفلام العالمية، وباتت السينما سلاحاً جديداً مناصراً للمرأة ولحقوقها، وهو الفن الذي أساء لها ولشخصيتها طويلا عبر أفلام التعري والبورنو، والتي سعت إلى محو شخصيتها إنسانة فاعلة في المجتمع، فرأينا المرأة الشرطية القوية والرياضية، والعالمة، والمحاربة، والأم الضحية، والطالبة الجامعية، والفلاحة، ورأينا مرارة حياة المرأة الكردية، وظروف عملها المتعب ونجاحاتها، وإخفاقاتها، كما رأى “ميجرسون” الحاكم العسكري الإنكليزي بكردستان الجنوبية في عشرينات القرن الماضي بأن: (نساء الكرد أشجع النساء في استخدام البنادق، وهن على صهوة الفرس، وقد عُرفن ببسالتهن في القتال على مر التاريخ الكردي).
ولهذا لا غرابة أن نجد المرأة الكردية المعاصرة بهيئة محاربة شديدة المراس مقاومة وجريئة، صمدت ضد أعتى الجماعات الراديكالية أجراماً، وتطرفاً وإرهاباً، وهي تستكمل شجاعة لا نظير لها، وتكمل ما بدأته الجدات.
استطاعت السينما العالمية والكردية نقل الصورة الحقيقية للمرأة الكردية في أفلام عدة، تفردت بالتعبير عن بنية طبقية أسرية، وأفردت في معالجتها للأزمة السورية مساحات واسعة لبيان المرأة الكردية، ومقدرتها وشجاعتها في دحر القوى الذكورية الظلامية المتمثلة بداعش وأخواتها، وتستمر السينما الكردية حافلة بقضايا المرأة، وإن كان هناك ثمة نقص إنتاجي، ونأي عن خوض غمار إنتاج أفلام ذات أنفاس روائية طويلة. وعلى مستوى الإنتاج الكردي، لكنها مرحلة سينمائية جديدة، ربما قد أعلنت عن بدء التصوير.
No Result
View All Result