قامشلو/ علي خضير – الفنَّان التَّشكيلي “حبيب عبد القادر” من مدينة الحسكة، مدرّس في معهد إعداد المدرّسين قسم الرّسم، فنَّان مميَّز ومرهف الحسّ، عَشِقَ اللَّوحات التَّشكيلية وبرع فيها بقلم الرَّصاص والرّيشة، ومالت سجيَّته للرّسم الانطباعي والسِّريالي بعشق، فنال درجة البراعة فيهما أيضاً، يهوى رسم اللوحات الواقعية أكثر، ويميل كثيراً للرّسم بالسِّكِّين.
كافح وجاهد طوال حياته العمليّة إلى أن وصل إلى هذه المرتبة من الإجادة، وعقد العزم على أن تبدع ريشته كل ما هو مبهر؛ مَا جعله ينال حب وتقدير الجماهير والأصدقاء على حدٍ سواء، أقام عدَّة معارض شخصيّة، وشارك في معارض فنّية كثيرة داخل وخارج شمال وشرق سوريا.
إقامة المعارض تتيح فرصة لتبادل الإبداع
بدايةً تحدَّث لنا الفنان “حبيب عبد القادر” عن مشاركته في معرض الفن التشكيلي الثامن في مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة قامشلو، موضِّحاً أنَّ وجوده ومشاركته في السومبوزيوم ومعرض الفنّ التّشكيلي هو عمل بورتريه (لوحة واقعية)، وكان سعيداً جدَّاً مع زملائه الفنَّانين المشاركين في المعرض أيضاً، وهناك عدّة أعمال تواجدت في الملتقى، كانت لوحات انطباعيَّة، واقعيّة، تشكيليّة، تجريديّة، ما خلق تنوُّعاً فنِّياً جعل الفنَّانين متماسكين فنّيّاً، ومكتسبين أفكاراً فنية من خلال تبادل الآراء والخبرات الفنية فيما بينهم.
يفضِّل الرَّسم بالسِّكّين ومن ثمَّ بالرَّصاص
يجيد الفنَّان عبد القادر الرّسم بالرّصاص بإتقان، ويميل أكثر الأحيان للرَّسم بالسِّكّين، لأنَّه يعدُّه دلالةً على ثقافة الفنَّان وإحساسه الجميل، كما يفضِّل الرَّسم الانطباعي والسّريالي. فالرَّسم السّريالي هو فنّ يدمج بين الواقع والخيال، حسب ما وصفه حبيب عبد القادر، وهو تابِع لمدرسة عالميّة للفنّان “سلفادور دالي”، وحالياً توجد لدى الفنَّان عبد القادر عدَّة أعمال عن الطّبيعة، وأعمال مناظر طبيعية.
وأشار: “نحن نفتقر لهذا الرَّسم، ونسعى دائماً أن نصل لمستوى الأعمال الفنّية الأوروبية، لكنّنا نحبِّذ أن نرسم لوحات واقعيّة تعبّر عن واقعنا الَّذي نعيشه، لأنَّها أقرب إلى الواقع في مناطقنا في شمال وشرق سوريا”.
شارك في ثمانين عملاً زيتيَّاً
شارك عبد القادر في عدَّة معارض سابقة، وعن ذلك قال: “الفنَّان هو الذي يجني ثمار أعماله من خلال عرضها في هذا الملتقى أو غيره، فقد شاركت في عدَّة معارض، منها في مدينة الطّبقة، وفي مدينة قامشلو وعامودا، وكنت مشرفاً للمسابقات في هيئة الشّباب لشمال وشرق سوريا”.
كما وقام بعدَّة مشاركات بمعارض فردية ومعارض جماعية، بما يقرب من ثمانين عملاً زيتياً لمدة ثلاث سنوات.
اقتراحات وخطط مستقبليّة
الخطّة القادمة هي تجهيز معرض من قبل الفنَّان عبد القادر بمساعدة بعض زملائه وطلَّابه في معهد إعداد المدرّسين بعد التخرُّج لأول دفعة من معهد إعداد المدرسين؛ التابع للإدارة الذاتية، الغاية من ذلك هو النُّهوض بالجيل الذي يسعى أن يكون فناناً ومثقفاً في المجال الفنِّي، وبدوره يرقى هذا الجيل بالمجتمع، ليزهر للأجيال القادمة من خلال أعماله الفنّيّة الجميلة.
الفنان الرسام حبيب عبد القادر اختتم حديثه: “نشكر هيئة الثقافة لشمال وشرق سوريا لدعمها لهذا الملتقى، ونتمنى من جميع الفنانين دوام التوفيق والنجاح والتقدم نحو الأفضل، ونحن كأسرة فنية في شمال وشرق سوريا مسرورون في هذا الملتقى، ندعم هذا المعرض، وهو يدعمنا، ونتمنَّى وجود ملتقيات قادمة وأعمال أجمل، كما نتمنى دائماً أن يكون هناك تواصل مستمر ودعم معنوي أكثر لنا كفنَّانين، كوننا كتلة فنية واحدة من الصعب تجزئتها”.