روناهي/ الشهباء ـ تعيش مناطق شمال وشرق سوريا ظروفاً استثنائية بعد ظهور إصابات بفيروس كورونا، وفي الشهباء تعمل الجهات المختصة جاهدةً للحد من انتشار الفيروس عقب ظهوره في المنطقة حيث سجلت 14 إصابة مؤخراً، توفت اثنتان منها
أعلنت هيئة الصحة لإقليم عفرين في مقاطعة الشهباء عن تسجيل إصابات بفيروس كوفيد 19 (كورونا)، فطبق حظر التجوال منذ الخميس الماضي في ناحية أحرص بقرار من قبل خلية الأزمة في الشهباء، بهدف منع تفشي الفيروس في المنطقة، وأغلقت صالات الأفراح والمسابح والصالات الرياضية، ودعت الجهات المعنية الأهالي عبر مكبرات الصوت إلى ضرورة التقيد بالتعليمات الصادرة بخصوص الحد من انتشار الفيروس.
ومن جانب آخر باشرت مجالس النواحي وبلدياتها بالبدء بحملة مكثفة من أجل تعقيم الشوارع والمحلات وأُصدر تعميم لأصحاب هذه المحلات بتوخي الحذر وارتداء القفازات والكمامات وضرورة تعقيم المحلات والبضاعة بشكلٍ مستمر، والتقيد بالتعليمات حرصاً على السلامة العامة، كما ذكر في التعميم بأنه في حال ارتكاب أي مخالفة سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية والجزائية بحق المخالفين.
خطوات توعوية للمواطنين
ولمعرفة الأوضاع عن قرب التقت صحيفتنا “روناهي” مع الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة بإقليم عفرين في الشهباء هيفين حسين التي حدثتنا عن إجراءات الوقاية في الشهباء قائلةً: “بعد اكتشاف حالات إصابة في المقاطعة والتي وصلت لأربع عشرة حالة ووفاة شخصين من المصابين، اتخذنا إجراءات وقائية من أجل منع انتشار هذا الفيروس محاولين السيطرة عليه، حيث أعلن عن حظر للتجوال في ناحية أحرص، وهذه الخطوة تعود لسبب اختلاط أحد المصابين مع عامة الأهالي في الناحية، ونسقنا مع مجالس النواحي والكومينات في تلك المنطقة من أجل التعاون لتوزيع المواد المعقمة وتوعية الأهالي”.
وأشارت هيفين في حديثها بالقول: “نحن كلجنة الصحة سنقوم بمراقبة الحالات والإصابات وتقديم الدعم النفسي والدوائي وإرشاد المجتمع عبر نشر بروشورات توضح كيفية الوقاية من الفيروس لحماية أنفسنا منه”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم عفرين بالشهباء هيفين حسين حديثها قائلةً: “على الأهالي الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل الأيدي باستمرار بالماء والصابون بشكلٍ جيد، وتعقيم الخضار بالماء والملح قبل الأكل، فدرهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج”.
العمل معاً للحد من انتشار الفيروس
وفي السياق ذاته أوضح الرئيس المشترك لمجلس ناحية تل رفعت محمد حنان بأن فيروس كورونا انتشر في جميع أنحاء العالم وحجم الإصابات كبير، وفقد مئات الآلاف من الأشخاص على أثره حياتهم.
مضيفاً بأنه في الآونة الأخيرة انتشرت هذه الجائحة بشكلٍ كبير في منطقة الشرق الأوسط وخاصةً في سوريا، حيث إن الفيروس انتشر في الكثير من المناطق ومنها حلب التي تعتبر المعبر الوحيد للمقاطعة، ولخطورة الوضع وبعد تسجيل عدة إصابات بالفيروس اتخذت الإدارة الذاتية إجراءات وقائية احترازية منعاً لانتشاره بشكل أكبر والعمل على كبحه، حيث أعلن عن حظر التجوال في ناحية أحرص كما أغلقت المعابر ذهاباً وإياباً حتى إشعار آخر، وشكلت لجنة مشتركة من هيئة الشؤون الاجتماعية ومجلس البلدية وهيئة الصحة ضمن النواحي كي يقوموا بالعمل بشكل مشترك لمنع انتشار الفيروس.
قلة الإمكانيات وعدم توفر الأطباء والأجهزة
وأوضح بالقول: “عقدنا اجتماعاً في ناحية تل رفعت من أجل تشكيل لجنة مصغرة من بلدية الناحية ولجنة الصحة والمجلس، بهدف العمل بشكل مشترك في سبيل مكافحة هذه الجائحة، حيث سنقوم بحملة تعقيم ضمن الناحية وتوعية الأهالي، إلا أننا نعاني من قلة الإمكانيات وعدم توفر الأطباء والأخصائيين والأجهزة الطبية الضرورية من أجهزة التنفس الاصطناعي وغيرها من المواد الطبية والمعقمات”.
واختتم الرئيس المشترك لمجلس ناحية تل رفعت محمد حنان حديثه قائلاً: “نأسف من موقف منظمة الصحة العالمية لعدم تقديمها المساعدات الطبية لنا منذ بداية انتشار فيروس كورونا في العالم، ونناشدهم عبر صحيفتكم “روناهي” بأن تقوم بواجبها الأخلاقي والمهني، وتقدم المستلزمات الطبية الضرورية للمقاطعة، التي يسكنها مئات الآلاف من المهجرين من عفرين قسراً بعد احتلالها من قبل تركيا، وذلك من أجل النجاة بأرواحهم من الموت، ولكنهم يواجهون هذه الجائحة في الوقت ذاته والتي تهدد مئات الآلاف من أرواحهم الآن”.
كما التقينا بهذا الخصوص الرئيس المشترك لمجلس بلدية تل رفعت أحمد داوود الذي أشار قائلاً: “بعد التعميم الذي صدر من الإدارة الذاتية من أجل توقيف جميع المؤسسات والاتحادات والهيئات عن العمل عدا المؤسسات الخدمية التي من أعمالها الاهتمام بنظافة المقاطعة، باشرت بلدية ناحية تل رفعت بحملة تعقيم في جميع أحياء الناحية من رش مادة الكلور عبر صهاريج وبخاخات خاصة، والتي بدأت منذ اليوم الأول من التعميم الذي دخل حيز التنفيذ الخميس الماضي المصادف 6/8/2020، والحملة ستبقى مستمرة”.
أما بخصوص تعقيم المنازل في الناحية، بيَّن بأن عمالاً سيؤدون دورهم برش المعقمات والمبيدات عبر بخاخات محملة على الأكتاف، منوهاً بأن العدد لديهم قليل، وهم بحاجة لعدد أكبر منها لتتم العملية بشكل أسرع.
واختتم الرئيس المشترك لمجلس بلدية تل رفعت أحمد داوود حديثه بالقول: “نطالب الأهالي التقيد بالتعليمات الصادرة وتوخي الحذر وتعقيم منازلهم بمادة الكلور بشكل دائم من أجل الوقاية من المرض والتعاون مع البلدية”.