No Result
View All Result
المشاهدات 2
تقرير/ وفاء الشيخ –
روناهي/ قامشلو تبذل المرأة الريفية الكادحة كعادتها قصارى جهدها في الأعمال الزراعية، ولا تكاد تنتهي من العمل في موسم حتى تنتقل إلى الموسم الذي يليه، فالآن في فصل الصيف وتحت أشعة الشمس الحارة يعمل النساء في قطف الملوخية وتخزينها كمؤونة للشتاء.
تعمل النساء في الريف بغية توفير بعض المال لتأمين مستلزمات المعيشة اليومية، وفي هذا السياق حدثتنا إحدى نساء قرية ذبيان نجوى الخضر لتوضح لنا كيفية العمل في موسم الملوخية، قائلة: «مع قدوم فصل الصيف يبدأ الفلاحون بزرع نبتة الملوخية التي يتناولها المواطنون في طعامهم ويدخرونها لموسم الشتاء، كما أن بعض المزارعين يزرعون الملوخية والخضار الصيفية تعويضاً عن خسائر المواسم البعلية السابقة، وأغلبية النساء هنا في القرية ينتظرن هذا الموسم للحصول على بعض المال، فالبعض منهنّ يعملن بزراعتها وأخريات يقمن بحصادها، أما أنا فأعمل بقطفها بعد حصادها، حيث أقوم بقطف الأوراق الخضراء من أعوادها ورقة ورقة تحت أشعة الشمس اللاهبة؛ لأنني في الصباح الباكر أقوم بأعمالي المنزلية ومن ثم أبدأ بالعمل، وبعد تكديس كمية كبيرة من أوراق الملوخية الخضراء؛ أبيعها للناس الذين يرغبون بتجفيفها وتخزينها كمؤونة لفصل الشتاء، ثمَّ أقوم بوزن الأوراق على شكل كيلوات وأبيعها بأسعار مناسبة لأوفر بعض المستلزمات المدرسية لأولادي؛ ذلك أن افتتاح المدرسة على الأبواب وأولادي بحاجة للقرطاسية واللباس، وأحياناً يختلف سعر الملوخية بين عام وآخر».
وأردفت نجوى قائلةً: «العمل في قطف أوراق الملوخية يتطلب جهداً كبيراً، ويصدف موسمها في فصل الصيف الحار».
وأضافت نجوى مشيرة إلى لوح خشبي بقولها: «أرأيت لوح الخشب المرمي على جانب الطريق؟ أصبحت أيدينا كهذا اللوح الخشبي؛ خشنةً وجافةً من كثرة العمل، وعلى الرغم من ذلك نجتمع نحن النساء لنتعاون جميعاً في العمل، ونساعد بعضنا البعض، فإذا لم تنته إحدانا من عملها نقوم بمساعدتها، ونغنِّي أثناء العمل بعض الأغاني الشعبية للترويح عن أنفسنا وللتخفيف من مشقة العمل، ونحن رغم كلِّ هذا الشقاء، فخوراتٌ باعتمادنا على أنفسنا وعدم احتياجنا لنمدَّ أيدينا للآخرين، فحياتنا الريفية على الرغم من التعب والجهد والكدح ممتعة، ويوجد تعاون ومحبَّة فيما بيننا، وتبقى هذه الأيام ذكريات جميلة في أذهاننا».
No Result
View All Result