سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

علي محمود: الوحدة الكردية النواة الأساسية لنجاح مشروع أخوة الشعوب

تقرير / آزاد كردي –

أكد الكاتب والشاعر علي محمود أن التفاهمات بين الكرد خطوة تاريخية مهمة نحو تفاهم أكبر وتعاون عملي، معتبراً أن ذلك سيفيد الشعب الكردي السوري، وكذلك الشعوب الأخرى، منوهاً أن نموذج الوحدة الكردية قد يكون في الفترة القادمة نموذجاً أساسياً للبناء عليه في تحقيق الوحدة الوطنية السورية.
وكان قد أعلن أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي، اختتام المرحلة الأولى من مفاوضات (وحدة الصف الكُردي)، والتوصل إلى رؤية سياسية مشتركة؛ بهدف الوصول إلى التوقيع على اتفاقية شاملة في المستقبل القريب.
مبادرة وحدة الصف الكردي حل لكل السوريين
في هذا الصدد التقت صحيفتنا بالكاتب والشاعر علي محمود الذي قال: إن المبادرة التي أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي يمكن اعتبارها حلاً لكل السوريين خاصة بعد عدة محاولات فاشلة، وأثبتت القوى الكردية الوطنية قدرتها على الجلوس إلى طاولة حوار لحل المشاكل العالقة بينهما، لأن الوحدة الكردية ضرورة هامة لرأب الصدع بين الأطراف السياسية الكردية، ويساهم أيضاً في التقارب بين السوريين جميعاً بأطيافهم دون أن يكون هناك مخرجات اجتماعية وسياسية وأخلاقية في الوقت الراهن.
وأوضح محمود بقوله: إن أهمية هذا الحوار تكمن أوّلاً، في تعبيره عن أوّل منجز حقيقي يفضي إلى تفاهمات حقيقية، وتجاوزها بذلك مرحلة الشكّ والتشكيك في إمكانية مواصلتهما من عدمها، وفي رغبتهما العارمة لوضع الخلافات جانباً وتغليب المصلحة الوطنية؛ وإظهاره.
ثانياً، فإن الأطراف المتحاورة، عدا عن توصّلها إلى رؤية سياسية مشتركة بشأن الموقف من حلّ المسألة السورية، والطرح الكردي لهذا الحلّ، والموقف من الحكومة السورية والمعارضة، قد اتّفقت على حل المسألتين الرئيسيتين المتعلقتين بالجانبين العسكري والإداري، حينما أقرّا بأن تكون اتفاقية دهوك أساساً لمواصلة المفاوضات حولهما، ومما لاشكّ فيه، أن هناك خُطًا حثيثة باعتماد الاتفاقية أساساً لمواصلة المفاوضات، للوصول إلى حل جذري بجسم عسكري موحد، وجعل الإدارة الذاتية القائمة إدارة مشتركة”.
المحتل التركي يقتل الانسان على الهوية والانتماء
وأشار محمود بالقول: إن الإنسان السوري في فترة الأزمة السورية يعيش حالة من الغربة في وطنه؛ بسبب تداول الكثير من الألفاظ العنصرية في مجتمعنا السوري تهدد معها الهوية السورية باستمرار، وبالطبع هذا يؤثر على وحدة الشعوب السورية جميعاً باعتبار أن هناك شرخاً كبيراً حدث في البنية الاجتماعية السورية منذ أن بدأ الفكر الراديكالي يتسرب إلى الشعب السوري وينخر بين مكوناته”.
وأضاف محمود فقال: الإنسان السوري يُقتل ببساطة بسبب هويته الجغرافية أو انتمائه السياسي أو الفكري، لاسيما في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي، وخير مثال على ذلك مدينة عفرين، لا شك أن الوحدة الكردية ستكون النواة الأولى لترجمة بعض الحلول السياسية العالقة إلى حقيقة واقعة، وبهذا المجال، لابد من نسيان الخلافات السياسية المختلفة التي حدثت في الفترة السابقة، وتغليب المصالح العليا للشعب السوري بدلاً عن الأهواء الشخصية والأنانية للكيانات والجماعات الصغيرة.
علينا التمسك بالخيار الديمقراطي لمشروع الأمة الديمقراطية
وبيّن محمود وقال: لا نبالغ إذا قلنا أن الدول الإقليمية المجاورة أو الدول الكبرى ترسل خبراء وشخصيات مخابراتية من أجل تفكيك أيٍّ من المحاولات الوطنية الناشئة من جذورها، بل إنها تزرع الفتنة وتشعل نزعات عبثية في المنطقة لا جدوى منها؛ بينما المهم هو التمسك بالخيار الديمقراطي لمشروع الأمة الديمقراطية. ويمكن للوحدة الكردية تحقيق الكثير من الأمور التي كان ينظر إليها في فترة سابقة على أنها لا تتحقق بحكم غموض ما جرى بين الطرفين، وبالتالي فإن نموذج الوحدة الكردية قد يكون في الفترة القادمة نموذجاً واسعاً يحتذى به وتتخذه بقية الأطراف السورية أنموذجاً للحل.
وأكّد محمود قائلاً: وحدة الصفّ الكردي ستكون لها نتائج إيجابية على كافّة الجغرافية السورية، معتبراً وحدة الصفّ الكردي هي ضمان لوحدة كافّة المكونات بأعراقها وطوائفها، لا بل إن هذه الوحدة هي النواة الحقيقية لنجاح مشروع الإدارة الذاتية ومشروع أخوّة الشعوب في شمال وشرق سوريا الذي يمكن تعميمه على بقية المناطق في سوريا. وينبغي النظر إلى ضرورة أن تكون هذه الخطوة توافقية بين جميع الأطراف الكردية، خالية وبعيدة عن الأجندات الخارجية حتّى تكون لها مساهمة في نجاح مشروع الإدارة الذاتية.
واختتم الكاتب والشاعر علي محمود حديثه بالقول: من المفيد القول أن تأسيس سوريا الحديثة لا سيما في فترة ما بعد الاستقلال من الاستعمار الفرنسي، افتقد تاريخها إلى مثل هذه التفاهمات السورية الحقيقية والديمقراطية، بل إنها حُكمت من قبل طرف وحزب واحد، وبالتالي لا يمكن الحديث عن هكذا إجراء حواري بين أطراف متعددة، هذا الحوار مشروع من أجل الحفاظ على الجسور الوطنية من تاريخ ونضال لكافة شعوب سوريا وليس محصوراً بالشعب الكردي بعينه.