ملامح المعركة المستمرة في ليبيا تبدلت منذ أكثر من عام، لتحقق قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا بالسلاح والعسكريين الأتراك والمرتزقة السوريين والأجانب، تقدماً ميدانياً على الأرض في المراحل الأخيرة، ما أدى إلى إعلان قبول الطرفين استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار لحوار جنيف “5+5″، ما جعل المراقبين يجمعون على مزيد من الحضور الأميركي في الأزمة الشرق أوسطية الوحيدة التي غابت عنها نسبياً على مدار نحو عقد من الزمن، لكن الآراء توحدت حول إعلان القاهرة بدعم مصر للحوار الليبي والتوصل إلى حل للأزمة الليبية حسب المبادرة المصرية.
ضمن هذا السياق قال عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس النواب الليبي على التكبالي بأن الفوضى هي الحالة العامة التي تعيشها ليبيا وسببها تدخل تركيا في الصراع الليبي، وأكد: “أن رفض الأتراك وحكومة الوفاق الغير شرعية مبادرة القاهرة بشأن الحلول في ليبيا فأنه لن يكون أمامنا سوى الحرب، وأن تركيا تتسبب في إطالة أمد الحرب في ليبيا ويجب ردعها”.
نُريد سلاحاً لدعمنا على الأرض
وللمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع والحديث عن آخر المستجدات على الأرض أجرت وكالة هاوار لقاءاً مع عضوة لجنة الدفاع والأمن في مجلس النواب الليبي علي التكبالي وفي حديثه عن أقوال اللواء أحمد المسماري بأن هناك دول خذلت الجيش الوطني الليبي قال بأن هناك دولاً قد قصرت في مد الجيش الليبي بالسلاح للدخول إلى العاصمة طرابلس، ولم تمده بالكميات المطلوبة لحسم المعركة على الأرض وظن أن هذه الدول التي تؤيده قد خذلته، دون ذكر المسميات معبّراً عن رأيه بأن هذه الدول يعرفها الجميع.
أما بشأن أسباب دخول قوات فاغنر الروسية في الحرب ضد حكومة الوفاق في طرابلس وانسحابها فجأة والذي أدى إلى حدوث خلل في ميزان القوى ذكر التكبالي: “الكل يتحدث عن الفاغنر وكأنها الجيش الأحمر الروسي، حقيقة الأمر أنه كان هناك بعض المستشارين الذين يتبعون قوات الفاغنر الروسية وهي منظمة معروفة تجلب المرتزقة إلى كل مكان في العالم، ولكن تأثيرها لم يكن قوياً بدليل أنها لم تكن في الصفوف الأولى، ولم يؤسر أو يقتل منها أي شخص، رغم الادعاءات التي ادعتها حكومة الوفاق بأن هناك قوات من الفاغنر الروسية وغيرها، ونحن الليبيين لا نريد أحداً للتدخل في شؤوننا، فعندنا الجيش الليبي الذي يزيد عدد أفراده عن 80 ألف جندي، ونحن لا نريد أفراداً ولكننا نريد سلاحاً لدعمنا على الأرض”.
سوريا وليبيا تتشابهان في سبب الأزمة
ولدى السؤال عن مدى احتمالية وجود صفقة بين تركيا وروسيا حول ليبيا أشار التكبالي بأن تركيا دولة كبيرة بالطبع، لها مصالح وأطماع في كل مكان في العالم ومنها ليبيا، ومصالحها مع روسيا معروفة أيضاً، ولكن خلافاتهما أكثر من مصالحهما، بعد أن تم تدشين خط الأنابيب بينها أي بين روسيا وتركيا لم تعد في حاجة لذلك التعاون الدولي الكبير، ولكنها تستخدمها كورقة ضغط ربما ضد الدول الأخرى الكبرى التي قد تتدخل في ليبيا، مضيفاً “لكننا كما نعرف أن تركيا لا تعصي لأمريكا أمراً مهما حدث”.
“سوريا وليبيا تتشابهان في المواقف وتتشابهان في سبب الأزمة، فنحن نعلم أن سوريا تملك احتياطياً كبيراً من الغاز في البحر المتوسط، وتقف في الواجهة، لذلك يريدون إضعافها ودعموا المجاميع المرتزقة والإرهابية بدعم من أطراف إقليمية كتركيا، وجاؤوا لتحرير سوريا، ولكنهم من داعش ومن جبهة النصرة، ويعلمون ذلك ويدفعون لهم الأموال الطائلة، بحسب ما ذكره التكبالي في حديثه لوكالة هاوار.
قسد الوحيدة التي تصدت لداعش
ونوه بأن داعش ظل في سوريا مدة طويلة ولم يستطع أحد أن يخرجهم، فسيطرت على مساحات واسعة، وتلقت الدعم الكبير في سبيل إبقاء الأوضاع في سوريا غير مستقرة، وقوات سوريا الديمقراطية هي الوحيدة التي تصدت لهم وحررت شمال وشرق سوريا منهم بالطبع بدعم من التحالف الدولي، أما في ليبيا بحسب قوله فأن الفوضى الخلاقة لا زالت مستمرة حتى الآن وهي التي تمثل التشابه في المواقف.
ويجد التكبالي بأن روسيا لم تتفق مع تركيا لتنقل المرتزقة إلى ليبيا، ومن ثم يُقضى عليهم هناك، ولكن الحقيقة أن تركيا لا تتورع في أي شيء وليس لها أي عهد أو ميثاق، متابعاً “وقد عرفناها على مدى التاريخ على هذه الشاكلة، ولكن لن تقوم روسيا بذلك، فلو قامت روسيا فعلاً بذلك فهي مؤامرة كبيرة على ليبيا وعلى الروس أن يتخلصوا من هؤلاء المرتزقة، وهذا هو على الأقل المنطق الأخلاقي الذي يحتم عليهم أن يكونوا مخلصين للشعب الذي كان يأويهم وكان يتعامل معهم بصدق”.
رد الفعل حال الرفض
أما بشأن إعلان القاهرة في حل الأزمة الليبية قال بأن إعلان القاهرة أعطى زخماً للمبادرة التي قام بها مجلس النواب منذ سنتين تقريباً والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمن عليها، وهو الذي أوصلها إلى كل أذن في العالم، ويبدو أنه أعطي له ضوءاً أخضر لأن يقوم بهذه المبادرة، وهذا هو الفرق بينهم وبين مصر، إن مصر لها وزنها العالمي وقد وافقت أمريكا كما نعرف وكل الدول الكبرى على هذه المبادرة وسوف يرون ماذا سيحدث في المستقبل القريب.
في حال عدم قبول حكومة الوفاق الحوار السياسي، ما هي السيناريوهات المحتملة؟ كان رد علي التكبالي على هذا السؤال: “سوف تتعنت حكومة الوفاق في طرابلس قليلاً برفضها، ولكنها بعد أن رأت أن كل الدول موافقة على المبادرة سوف ترضخ والأتراك لن يجدوا أي مناص غير القبول بهذه المبادرة، أما إذا ركب الأتراك رؤوسهم وأوعزوا إلى حكومة الوفاق برفض هذه المبادرة فليس أمامنا إلا الحرب وعلى العالم أن يساعدنا في ذلك لأننا لن نسمح للأتراك أن يبقوا في ليبيا، ولن نسمح لمدينة مارقة مثل طرابلس ألا تكون في الجسم الليبي ككل”.