للعام الثالث عفرين منطقةٌ خارجةٌ عن كلّ القوانين، ومستباحةٌ بالمطلق ومغلقة أمام الإعلام، يعيث فيها المرتزقة فساداً، وما يرِدُ من أخبارها هو الجزءُ اليسيرُ، فالمرتزقة بدعمٍ من الاستخبارات التركيّة يواصلون الانتهاكاتِ ويهددون الأهالي فيما لو تواصلوا مع أيّ جهةٍ وأدلوا بمعلومات حول الوضعِ القائم، وإذ لا رادع أخلاقيّ ولا التزامَ بالقيم الإنسانيّة فالجرائمُ ترتكبُ اعتباراً من السرقةِ والإتاوات والخطفِ والفديات والاغتصابِ حتى القتل.
استشهاد مواطن كُردي متأثراً بالتعذيب الشديد
استشهد الثلاثاء 7/7/2020 المواطنُ الكرديّ “عبد الرحمن إيبش بكو”، من أهالي قرية “كورزيليه عقب 20 يوم على إطلاق سراحه، متأثراً بالتعذيبِ الشديدِ الذي لاقاه لدى مرتزقة “فرقة الحمزة”. وكان عبد الرحمن قد اُعتقل قبل شهرين على يد مرتزقة “الحمزة” وبعد تعرضه للتعذيب الشديد في السجن، وأصيب “إيبش” بمرض السل وضيق التنفس. ويذكر أن المواطن “عبد الرحمن” من مواليد 1982، متزوج، ولديه ثلاثة أطفال، ويعمل في محل له لبيع الفول والفلافل في ساحة آزادي في مدينة عفرين.
الحكم بالسجن المُؤبد على شاب من عفرين
أصدرت محكمة تركيّة قراراً بالسجن المؤبد على الشاب الكرديّ منان عبدو إيبش، الذي اعتقلته الاستخبارات التركيّة بتاريخ 15/8/2019 من منزله الكائن في الحارة التحتانية بمدينة “جندريسه الكائن في محيط التل الأثريّ، وساقته إلى داخل الأراضي التركيّة، والتهمة الموجّهة للشاب منان الانتماء للقوات العسكرية إبان فترة “الإدارة الذاتية” السابقة، وزرع الألغام، علماً أنّه كان قاصراً يوم اعتقاله.
كشف أسماء المختطفات لدى مرتزقة “الحمزة”
نقل موقع “عفرين بوست” أنّه تأكد من مصادره أنّ الشابة الكُردية “فالنتينا عبدو” كانت مختطفةً طيلة الفترة الماضية، في سجن مرتزقة “فرقة الحمزة” الكائن في “المقر العام الخاص بقوات الأسايش سابقاً”. وكانت فالنتينا قد اختطفت من عفرين وأجرت اتصالاً بوالدتها بعد مضي 7 أشهر على اختطافها، وأخبرتها أنّها في كفرنبل، ومضى على الاتصال 8 أشهر، وفي 29/5/2020 اقتحم مسلحون من ريف دمشق مقر الحمزات وليتبين وجود نساء مختطفات لديهم.
ومن النساء المختطفات: (1- لونجين عبدو 2- روجين عبدو 3- روكان منلا محمد 4- روشين أموني 5- نازلي نعسان 6- ناديا سليمان 7- استيرفان عبدو 8- فريدة حسن 9- هيفاء جاسم 10- نيروز أحمد بكر ١٧ عاماً من أهالي قرية راجا، والتي أُطلق سراحها في 2/6/2020).
إضافة للفتيات الكُرد، هناك ثلاث شبان كُرد في مختطفون في المركز ذاته، وهم (1- حميد مصطفى مصطفى- قرية مست عشورا، 2- آراز أبو حسن-قرية شيخورزيه، 3- محمد عدنان كولا- قرية كفرزيتيه).
من جهة أخرى أقدم المرتزقة في 5/7/2020 على اختطاف والدة المغدورة ملك من قرية درويش التابعة لناحية شرا، بعد سلسلة من الضغوطات والتهديدات التي تلقتها العائلة بغية التستر على الجريمة بحق ابنتهم وتبرأتهم من قتلها. وذلك حسب موقع عفرين 24.
والدة الفتاة ملك كانت قد ذهبت إلى مدينة إعزاز بغية التعرف على جثة ابنتهم قبل نحو شهر، وتعرضت للتهديد من قبل الاستخباراتِ التركيّة والمرتزقة الموالين لها لدفعها إلى الإدلاء بمعلومات كاذبة عن القضية وإخفاء المعلومات الحقيقيّة قبل أن يتم اختطافها قبل ثلاثة أيام واقتيادها إلى جهة مجهولة.
يذكر أنّه بتاريخ 7/6/2020 عثر على جثة فتاة مقتولة مرمية في الأراضي الزراعيّة في قرية الفيرزيّة شرق مديمة إعزاز، وتم تداول أنها تعود للفتاة الكرديّة القاصرة “ملك نبيه جمعة خليل” والدتها ليلى سلو (16 عاماً) من أهالي قرية “درويش ” التابعة لناحية شرا. إلا أنّ المسلحين روّجوا لخبر أنّها تعود لفتاة من حي الكلاسة- حلب وتقيم في مخيم باب السلامة وتدعى “بيان محمود باضت” وأنّ خالها قتلها بدافع الشرف.
خطف وتعذيب مواطنين
أقدمت مرتزقة الشرطة العسكريّة بتوجيه من الاستخبارات التركيّة بناحية معبطلي يوم الأربعاء 08/07/2020 على خطف عدد من أهالي قرية جولاقا بناحية جندريسه واقتادتهم إلى مركز الناحية بتهمة التعامل مع الإدارة السابقة والخدمة العسكريّة بغرض الابتزاز الماديّ وتحصيل الفدية وهم: (محمد عثمان بن مجيد، محمد رشو بن فريد، عبد الرحمن عثمان بن خليل).
وأفادت مصادر محليّة من داخل عفرين بأنّ الاستخباراتِ التركيّة برفقة ما يسمى بالشرطة المدنيّة أقدمت الإثنين 6/7/2020على اختطاف المواطن “لوند عمر سمو” (26 عاماً) والدته خديجة من أهالي قرية “بعدينو”. وأضاف المصدر بأنّ المواطن لوند اقتيد إلى إحدى السجون في مدينة عفرين دون معرفة سبب الاختطاف.
كما أقدم مسلحو فصيل النخبة التابع للاحتلال التركي على اختطاف المواطن الكرديّ محمد علي مصطفى من أهالي درويشية التابعة لناحية شران واقتيد إلى وجهة مجهولة.
واختطفت مرتزقة النخبة المواطن الكرديّ محمد علي مصطفى بسبب رفضه تسليم قطعة أرض يملكها، حيث اشترط المرتزقة على عائلته إطلاق سراحه مقابل دفع فدية مالية وقدرها ثلاثة ملايين ل.س.
تعدٍ وضرب
أفاد موقع منظمة حقوق الإنسان في عفرين أنّ ثلاثة مرتزقة تابعين لفصيل السلطان مراد المسيطرين على قرية قسطل خضريا بناحية بلبله أقدموا الأربعاء 8/7/2020 على ضرب الشرطي أحمد علو بن عبد العزيز من أهالي القرية يشكل مبرح وجردوه من السلاحِ عنوة بحجّة عدم منحه مياه الشرب للمقر، وسلموه إلى الشرطة العسكريّة دون اتخاذ أيّة إجراءات قانونيّة بحقهم، ولا زال الشرطي محتجزاً في مركز الناحية.
أقدم المسؤول الأمنيّ لمرتزقة “جيش الأحفاد” المدعو أبو سليمان المسيطرين على قرية حسنديرا بناحية بلبله الأربعاء بتاريخ 08/07/2020 على ضرب الشاب سليم سيدو حمزة ضرباً مبرحاً وزجّه بالمعتقل بحجةِ العثور على قطعة سلاحٍ في منزله، علماً أنّ المنازل جرى تفتيشها مراراً طوال العامين الماضيين وذلك منذ تاريخ اقتحامهم وسيطرتهم على القرية وقطعة السلاح ما هي إلا حجة للترهيب وبث الرعب في نفوس الكُرد.
أقدم مسلحون من مرتزقة “سمرقند”، يتزعمهم المدعو “أبو جهاد” العائد قبل أربعة أيام من ليبيا، على اختطاف مواطنين في قرية “دالا” التابعة لناحية “موباتا بتاريخ 4/7/2020. والسبب أنهم رفضوا العمل بالسخرة وقد تعرضوا للضرب والتعذيبِ الوحشيّ والإهانات، والمختطفون هم:
١-المسن عبد الكريم حمادة (٦٥ عاماً)، وابنه ريزان (٢٧ عاماً)، محمد عبد الكريم، أحمد عزيز (٤٨ عاماً) وابنه خالد (20 عاماً)، نزار شكري جيلو (٢٧ عاماً)، الشقيقان محمد وشيار علي أحمد جاية، الشقيقان رزكار ومحمد أحمد عمر.
ونتيجة التعذيب، تعرض الشاب “خالد أحمد عزيز”، لأذية كبيرةً نُقل على إثرها إلى مشفى في مدينة عفرين وهو في وضع صحيّ حرج، أما المسن عبد الكريم حمادة فقد تعرض هو الآخر للضرب والتعذيب المفرط فقد وضعوه في شرشف ورموه أمام منزله، لكنه رفض الذهاب إلى عفرين للعلاج، بسبب الصدمة نفسيّة.
وبعد توسط المدعو “مالك محمد حنان” من قرية “دالا” لدى المسلحين، أُطلق هؤلاء سراح المُختطفين بعد دفع فديات ماليّة لم يُعرف مقدارها.
حرائق
أضرم مرتزقة الاحتلال التركي النيران بأشجار الزيتون والأشجار الحراجية والمحاصيل الزراعية في قريتي “مياسة” و”برج القاص” في ناحية شيراوا، يوم الإثنين 6/7/2020.
ومن جهة أخرى يواصل المرتزقة إضرام النيران في غابات وإجراء قرية حمام بناحية جندريسه، وقطع أشجارها ونقلها إلى تركيا بوساطة من الاستخبارات التركية.
أقدم يقوم المدعو “مجد علوان” المتزعم في مرتزقة “الجبهة الشامية على حرق منزل في قرية “عليقينا\الجديّدة” بسبب شكوى الأهالي ضده إلى “الشرطة العسكرية”، والتي اكتفت بتنبيهه شفوياً، وتذرع علوان بأنّ المنزل “خلية تابعة لوحدات حماية الشعب”. ويذكر أنّ قرية “عليقينا الكرديّة صغيرة تضم 50 منزلاً، يُمارس بحق أهلها أسوأ معاملة.
معمل للحبوب المخدرة في عفرين المحتلة
ذكر موقع عفرين بوست أنّه كُشف مؤخراً عن افتتاح ثلاثة مستوطنين من حي السكري بحلب (أم واثنين من أبنائها) معملاً لصناعةِ الحبوب المخدرة مثل (كابتاجون وترامادول وبالتان ومعجون) بالإضافة إلى حشيش التتن منذ 3 أشهر، والمعمل ظاهر للعيان ويقع ما بين قريتي معرسكة وقطمة في ناحية شرا، في بستان كمال عزت. وتُباع منتجات المعمل للصيدليات في المنطقة وكذلك لقادة الميلشيات بعلم الاحتلال التركيّ.
وأفاد مصدر آخر إنّ شخصاً يُدعى أبو يزن الحمصيّ يبيع الحبوب للمرتزقة في ناحية شرا. وأنّ الحشيش يُزرع في قرية كفر مزة التابعة لناحية شرا في منزل المدعو إسماعيل اللهيبي.
سرقة مواشٍ بغرض الابتزاز ودفع الفدية
شنّ عناصر مرتزقة من “فرقة الحمزة”، بزعامة المدعو “أبو شاهر”، يوم الأحد 5/7/2020 حملة دهم ونهب واعتداءات واسعة على أهالي قرية الفريرية التابعة لناحية جندريسه (التي تضم خليطاً من الكُرد والعرب)، بسبب رفض الأهالي من المُكون العربيّ فيها (عشيرة بني زيد) للإتاوات التي فرضتها المرتزقة عليهم. وسرقت ست سيارات وثلاث دراجات نارية، إضافة لقيامها بمداهمة منازل القرية كلها، وسرقة ما وقع تحت أيدي مسلحيها من أموال، واقتحموا منزل مواطن كُردي في القرية، وتحرشوا بزوجته وسلبوا منه مبلغ مئتي ألف ليرة سورية، فيما أتت “الغزوة” بعد رفض سكان القرية، الخضوع للإتاوات وعمليات السلب التي تقوم بها المرتزقة في القرية لأرزاقهم وممتلكاتهم.
وسرق المرتزقة (١١) رأس غنم من منزل المواطن أحمد حنو الملقب أبو بديع، تتجاوز قيمتها مليونين ونصف المليون ل.س. وذلك في محاولة لابتزازه وإلزامه بدفع الفدية، الأمر حصل فعلاً فدفع المواطن أحمد حنو الفدية لاسترجاع مواشيه. وفقاً لما نشرته منظمة حقوق الإنسان – عفرين
ويوم الإثنين عاود المرتزقة مداهمة القرية بهدفِ سرقة ممتلكات الأهالي وأثاث المنازل وكذلك سرقة سيارات ومواشٍ. فلم يقف الأهالي مكتوفي الأيدي بل التصدّي للمرتزقة ومنعهم من السرقة، فبادر المرتزقة إلى إطلاق النار الكثيف والعشوائيّ، ما أدى إلى وقوع إصابات بين الأهالي، عُرف أنّ أحدهم هو ابن للمواطن محمد حصيدة من المكون العربيّ، فيما لم تعرف تفاصيل هوية البقية.
وأفادت مصادر محليّة خاصة أنّ مرتزقة تابعين لما يسمّى “لواء سمرقند” قاموا بحملة سرقة واسعة لموسم السماق شملت حقول الأهالي المهجّرين قسراً في عدة قرى تابعة لناحية بلبله والقرى هي: رمضانو، حج قاسمو روتا/روتانلي، كوندي مزن.
كما تعرضت زوجة بكر شيخو أحمد من أهالي قرية روتا وهي مسنة وتقيم لوحدها في منزلها للتهديد بالسكاكين من قبل أربع مستوطنين ووجهوا إليها ألفاظ نابية أثناء ذهابها إلى حقلها في محيط قريتها لجني محصول السماق ما اضطرها للهروب من الحقل.
عمليات تجميل خرقاء
في محاولة للرد على ما تداولته المواقع الإلكترونيّة حول إقدام مسلحي مرتزقة “لواء السلطان سليمان شاه” (العمشات)، على طرد مواطنين من منازلهم في قرية “كاخرة” بسبب عجزهم عن دفع الفديات المطلوبة وإسكانهم في خيم على أطراف القرية، قام مسلحو المرتزقة بفبركة لقاءاتٍ مصورة لعدد من أهالي القرية، وهم يكررون جملة واحدة، بأن أحداً لم يطلب منهم إتاوة أو الخروج من منازلهم، وأنّ الخبز يُوزع عليهم بالمجان.
حديث إمام المسجد “محمد حاجي”، الذي استشهد بآية قرآنيّة كان كلمة حقٍ أُريد بها باطل، لأنّ الصور التي تمَّ تداولها للخيم مؤكّدة، وإذ وصف حاجي ناقل الخبر بالفاسق فإنه تجاهل أنّ الفاسق هو من أخرج الناس من بيوتهم، ومن المتوقع ممن يجلس في مكتب المدعو “أبو عمشة” أن يمدحه ضماناً لسلامته، ولكن العجيب أن يُقارن شخصٌ ضياعَ وطنٍ بربطةِ خبز، ويحاول أن ينال رضا مرتزق بوصفه بـ”الحاج”، رغم أنّ سيرة أبو عمشة معروفة، وقد تداولتها مواقع المسلحين أنفسهم، عنه وعن إخوته (فادي ومالك وباسل، يونس)، وأقل ما تُوصف به تلك السيرة أنّها فظيعة ومروّعة.
مختار القرية المدعو “أحمد قاسم” قال إنّه لم يسمع ولم يرَ شيئاً من هذا القبيل، وأنّ القرية بعد “تحريرها” تعيش حالة أمان والعلاقة بين سكان القرية جيدة، وأنّ هناك نحو 300 منزلٍ في القرية يسكنه من يسمّيهم بالمهجّرين (في إشارة إلى المستوطنين، الذي حلّوا مكان سكان القرية الأصليين الكُرد المهجرين)، وتناسى المختار مصيرَ أصحابِ البيوت الحقيقيين! ولماذا تركوا بيوتهم ولم يعودوا ما دامت القرية تنعم بالأمان!
ولعل بقاء الشيخ محمد حاجي إماماً والمختار أحمد قاسم هو محلُّ السؤالِ، حيث قامت سلطات الاحتلال بسلسلة من التغييرات طالت أئمة المساجد والمخاتير، وعيّنت مكانهم آخرين من المستوطنين.
وفيما تبقى من لقاءات فقد كان واضحاً أنّ معظم الأحاديث في المقطع المصوّر كانت تكراراً في صورة تلقين مباشر، ولا يمكن لوم الأهالي فيما يقولون، فالأخبار الواردة من عفرين يوميّاً تفي بالإجابة.
أبو عمشة الذي صنعته الاستخبارات التركيّة قام بجرائم كثيرة في عفرين المحتلة من قتل وخطف واغتصاب وتعذيب للأهالي يسبقها تاريخ من الأعمال المشينة والجرائم مثل الاتجار بالسلاح والحبوب المخدرة وحتى القوادة.