سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عفرين… الاحتلال وفوضى السلاح

تقرير/ رامان آزاد –

باتت عفرين منطقة مغلقة أمام الإعلام، وما يصلُ من أخبارها هو الجزء اليسير جداً، وفي ظل فوضى السلاحِ تجاوزت جرائم الاحتلال التركيّ ومرتزقته كلّ الحدودِ، لدفع الأهالي الذين بقوا إلى مغادرةِ المنطقةِ، إذ لا يكتفي الاحتلال بتغيير نسبيّ للتركيبة الديمغرافيّة للمنطقة بإسكان عوائل المرتزقة فيها والموالين له، بل يهدف إلى إنهاء الوجود الكرديّ الأصيل فيها، لا باتت عفرين خزّان الارتزاق ينقل الاحتلال منها العناصر للقتال في ليبيا
اشتباكات
نقل موقع عفرين بوست يوم الثلاثاء 23/6/2020 عن مصادر محليّة أنّ الاحتلال التركيّ أوعز إلى مرتزقة “الجيش الوطنيّ السوريّ”، بإخلاءِ مقراتِها داخل مركز إقليم عفرين المحتل، والتوجّه إلى مواقعها خارج المدينة، خلال مهلةٍ حُدّدت بثلاثة أشهر، الأمر الذي خلق حالةَ امتعاضٍ عامّةٍ لدى المرتزقة.
 وبموجبُ الأمرِ سيتم الإبقاء في المدينة على ميليشيات “الشرطة المدينة والعسكرية”، تحت طائلةِ اعتقال من يرفض الأمرَ حتى لو كان قياديّاً، وإرسال المرتزقة للقتال في ليبيا. ونقل الموقع أنّ اشتباكاتٍ محدودةً وقعت في قرية ترندة بين ميليشيا “الشرطة العسكريّة”، ومرتزقة “الحمزة” بسبب رفض الأخيرة تنفيذ الأمر، واُعتقل على خلفية الحادثِ عددٌ من مرتزقةِ الحمزة.
وثّق المرصدُ السوريّ لحقوق الإنسان، الأحد 22/6/2020 وقوع اشتباكاتٍ عنيفة في شارع يلانقوز في بلدة جندريسه بين مجموعتين من مرتزقة “أحرار الشام”، وأسفرت عن قتيل و5 جرحى نُقل بعضهم إلى المشافي التركيّة. والغالب أنّ خلافاُ على تقاسم المسروقات كان سبب الاشتباكات.
انفجار عبوة ناسفة في عفرين
أصيب 6 مستوطنين بينهم أربعة أطفال بجراح مساء السبت 20/6/2020، جراء تفجير عبوة ناسفة مزروعة بسيارة سوزوكي في شارع الفيلات وسط مدينة عفرين، دون أن تتبنى أي جهة المسؤولية عن التفجير. وكانت العبوة الناسفة قد زُرعت في سيارة على أوتوستراد الفيلات مركونةٍ بين مشفى آفرين ومشفى ديرسم. وأفادت مصادر محليّة أنّ المرتزقة منعوا تصويرَ حادثِ التفجيرِ والاقترابَ من المكانِ.
وفي ادعاء مكشوفٍ أصدرت ما تسمى “رابطة المستقلين الكُرد السوريين” والتي كانت منضوية في صفوف ميليشيا “الحمزة”، بياناً زعمت فيه أنّ مكتبها كان مستهدفاً بالتفجير، دون توضيح طبيعة الأضرار التي لحقت به. علماً أنّ كلّ البيوتِ القريبة من موقع التفجير لحقت بها الأضرار. وادعاء الرابطة يناقضه الواقع، إذ أنّ المقرّ يقعُ في البناء الذي يشرفُ على مثلث جندريسه في بناء المرحوم جاهد الغباريّ، ولا يمكنُ أن يكونَ مستهدفاً مباشرة بالتفجير نظراً لبُعد المسافة. والغالب أنّ التفجير كان في سياق التنافسِ الفصائليّ على بسط النفوذ بالمدينة.
وأفادت مصادر محليّة أنّ التفجيرَ جاء عقب ساعات من اقتحام مرتزقة “جيش الشرقية”، لمقر ميليشيا “لواء صقور الكرد” والهيئة العليا لكرد سوريا المُنحلّة وسط إطلاق كثيف للرصاص في الهواء، وأزالوا كلَّ اللوحاتِ عن واجهةِ المقرِّ وصادروا جميع محتوياته واستولوا على المقرات، ووضعوا علامات تشيرُ إلى أنَّ المباني أصبحت تابعة لمرتزقة جيش الشرقية.
سلب..
أقدم مسلحون من مرتزقة فرقة السلطان مراد” يوم الجمعة 19/6/2020 على الاعتداء على المواطن محمد حسن عرب، بالضرب المبرح بعد تقييده بينما كان يقوم برعي أغنامه في واد يقع بين قريتي كفرجنة ومشاليه/مشعلة. وسرقوا 3 رؤوس ماشية منه، والمواطن محمد عرب من المكوّن العربيّ قدِمت عائلته إلى المنطقة منذ أربعين عاماً.
وفي قرية كفرجنة أيضاً أقدم مرتزقة تابعون لفصيل جيش الإسلام يوم السبت بتاريخ 20/06/2020 على خطف المواطن جميل منان حمدوش واقتياده إلى جهة مجهولة. وفي التالي أطلق سراحه مقابل جرار زراعيّ.
في ناحية بلبله، يستمر مرتزقة “فيلق الشام” بسلب موسم “ورق العنب على مرأى أصحاب الكروم في قرى (دراقليا وميدان اكبس) وعلى طريق (بيباكا – قرية كاريه وعشونة)، ويتم تشحن الإنتاج إلى سوق الهال في مدينة عفرين.
إتاوات..

في ناحية “موباتا، خيّرت مرتزقة لواء السلطان سليمان شاه- العمشات يوم الجمعة 19/6/202، العوائل الكرديّة التي بقيت في قرية كاخره بين دفع إتاوة ماليّة مقدارها 200 دولار أو مغادرة من منازلهم وقريتهم، ليتمَّ إسكان المستوطنين بدلاً عنهم فيها. ونقلت منظمة حقوق الإنسان-عفرين عن مصادر محليّة بأنّ مجموعات مسلّحة تابعة لمرتزقة سليمان شاه (العمشات) اُستقدمت إلى القرية إضافة إلى وجود سابقٍ لمرتزقة سمرقند في القرية، وتمَّ إنذارُ خمس عوائل من السكان الأصليين بمغادرة منازلهم إلى أي جهة، واختيرت العوائلُ التي يغيبُ عنها معيلها بسببِ الخطف أو الوفاة.
الجدير بالذكر أن قرية كاخره كان يسكنها نحو 500 عائلة، هُجر منها نحو 200 عائلة مع بداية الاحتلال، ومع قيام مرتزقة “العمشات” بإسكان عوائل عناصره وأقربائهم بالقرية والتضييق على السكان الأصليين انخفضت نسبة السكان الأصليين إلى أقل من 40%
اللغة الكرديّة تهمة
اعتدى مسلحان من ميليشيا “فيلق الشام” بتاريخ 17/6/2020 بشكل عنيفٍ على المواطنين الكُرديين محمد إبراهيم شيخو وإبراهيم شيخو في قرية دراقليا بناحية شرا وانهالوا عليهما بالضرب بأخمص البنادق بسبب تحدثهما تحدثهما باللغة الكُردية في حضور المرتزقة.
وفي إطار إجراءات التضييق والاستفزاز تستوقف حواجز المرتزقة المارة عشوائياً وتسأل إن كانوا كُرداً أم عرباً، مسلمين أم إيزيديين، ويُساق الكرديّ إلى المقر الأمنيّ، ليُستجوب ويُفتش هاتفه للعثور بغاية البحث عن حجّة لخطف والابتزاز الماليّ. ونقل موقع عفرين بوست أنّ مرتزقة “الجبهة الشامية” يوم السبت 20/6/2020، اختطفت القاصرين الكُرديين “رشيد شيخ كيلو (16عاما) وصلاح مصطفى(17عاماً) على حاجزها الأمنيّ بحي الأشرفية بمحيط دوار كاوا بحجّة “المُكابرة”، واقتيدا إلى المقرّ الأمنيّ الكائن في محيط “دوار كاوا”، لتفرج عنهما بعد وقت قصير.
الحرائق التهمت 141 دونم من محصول القمح
نشرت منظمة حقوق الإنسان – عفرين نقلاً عن مصادر محليّة ” في ناحية شيراوا، أنّ قصفَ الاحتلال التركيّ ومرتزقته بتاريخ 19/6/2020 على قرية “بينه” أدّى إلى احتراق (141) دونم تقريباً من أراضي محصول القمحِ العائدة لأهالي القرية.
إطلاق نار تعسفيّ
أقدم مرتزق من ميليشيا “فرقة الحمزة” في تمام الساعة العاشرة من ليلة الأحد الواقع في 14/6/2020 على إطلاق 3 رصاصات على الشاب الكُردي شعبان عبد الرحمن عطش الملقب بـ “خل ديني”، لدى مروره أمام مقر المرتزقة بقرية شنكيليه-ناحية راجو، ما أدى لإصابته برصاصة في فخذه وأسعف إلى أحد مشافي عفرين. ووفق منظمة حقوق الإنسان في عفرين، أنّ سبب إطلاق الرصاص على المواطن “عطش” هو رفضه طلب المرتزق تلك الليلة منه تنظيف مقر الميليشيا وإعداد الطعام لمرتزقة المقر!