أوقعت أنقرة السوريين في فخ الحدود المفتوحة في بداية الأزمة، ثم بدأت بالتضييق عليهم تدريجيّاً حتى الإغلاق الكامل للحدود تحت طائلة إطلاق النار على كل من يقترب منها ولو لم يكن عابراً لها، فيما تستمر داخل منطقة عفرين المحتلة كلّ أنواع الانتهاكات بحق الأهالي الأصلاء لدفعهم للخروج منها، وتُبتدع في هذا السبيل سياسة الإفقار وفرض الإتاوات والاختطاف لطلب الفديات، وبذلك أضحت المنطقة مغلقة بالنار من الداخل وعلى الحدود.
جريمة على الحدود
ذكر موقع عفرين بوست أنّ الجندرمة التركيّة أطلقتِ النار على الطفل الكُردي “خليل نهاد شيخو” (15 عاماً) من قرية “فيركان” بناحية “ شرا، أثناء محاولة اجتياز الحدود، وأفاد مراسل “عفرين بوست” أن الجندرمة أوقفت سيارتهم وأطلقت الرصاص مباشرة، وقتلت الطفل على الفور، دون أيّ سؤال، فيما رفضت السلطات التركيّة تسليم جثة الطفل لذويه.
موقع توثيق الانتهاكات شمال سوريا ذكر أنَّ حادثَ إطلاق النار أدّى إلى مقتلِ الطفل “خليل نهاد شيخو زرزور” وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين بينهم امرأة.
وبلغ عدد السوريين الذين استشهدوا برصاص حرس الحدود 464 شخصاً حتى نهاية تموز 2020 بينهم 87 طفلاً (دون 18 عاماً) و59 امرأة، فيما عدد الإصابات بطلقٍ ناريّ 498 ممن حاولوا اجتيازَ الحدود أو المزارعين وسكان القرى الحدوديّة القريبة حيث يتمُ استهدافهم مباشرة.
مسؤولون أتراك في عفرين
ذكر موقع عفرين بوست تحت عنوان “مسؤولو الاحتلال يزورون عفرين وكأنها تابعة لولاية تركية” نقلاً عن متابعة لوسائل إعلام تابعة للاحتلال التركيّ أنّ وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، هنأ هاتفياً، مسؤولي ورجال الأمن في عفرين المحتلة، بمناسبة عيد الأضحى.
تهنئة صويلو جاءت عبر مكالمة هاتفيّة على هامش زيارة تفقديّة قام بها “حسين ييمان”، النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لقوات الشرطة والدرك الأتراك العاملين في عفرين. ورافق ييمان خلال الزيارة قائمقام قضاء قوملو بولاية هطاي التركيّة أركان قاياباشي، وأجروا اجتماعاً مع عناصر غرفة العمليات الخاصة التابعة للشرطة التركيّة في عفرين.
وخلال الزيارة، أجرى ييمان اتصالاً هاتفياً مع وزير الداخلية، الذي استغل الفرصة بدوره ليتحدث مع مسؤولي الشرطة والدرك الأتراك فيما يسمونها بـ منطقة عمليات “غصن الزيتون” ويهنئهم بمناسبة حلول عيد الأضحى، حيث يسعى الاحتلال لترسيخ أسماء غزواته العسكرية شمال سوريا لتكون دلالات عليها بدل أسمائها الحقيقيّة والتاريخيّة.
يُذكر أنّ وزيرَ الداخلية التركيّ صويلو كان أول وزير تركيّ يزور المناطق المحتلة، فقد زار في 24/5/2020 بمناسبة عيد الفطر الماضي بلدة الراعي وكذلك النقطة العسكرية فوق جبل بلبله (جاي كر) في منطقة عفرين المحتلة، ورافقه بالزيارة نائباه محمد أرصوي وإسماعيل تشاتاقلي، والقائد العام لقوات الدرك (الجندرمة) الفريق عارف تشيتين ووالي كلّس رجب صوي تورك.
اختطاف واعتقال
اختطف مسلحون من “الجبهة الشامية” المواطن الكُرديّ“جوان علي” من مدينة عفرين بعد فبركة تهمة له، بأنّ المحل الذي يعمل به كان عائداَ للإدارة الذاتيّة. وأفرجت عنه بعد دفع فدية مالية قدرها ستة آلاف دولار.
كما اعتقلت الشرطة العسكرية الشاب الكُردي “شيرو علي” من أهالي قرية كفرجنة، من حي الأشرفية، دون معرفة الأسباب، وجرى الاعتقال قبيل العيد. “نقلاً عن موقع عفرين بوست”
السطو على سيارةٍ تحملُ أموالاً تركيّة لفصيل “فيلق الشام”
في 30/7/2020 أوقف مجهولون سيارة تتبع لفصيل “فيلق الشام، قرب قرية المحمدية المتصلة مع معبر دير بلوط، وسرقوا الرواتب والمصاريف الشهريّة التي تتجاوز 20 مليون ليرة تركية، ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة. ويبدو أن المتهم الرئيس في عملية السرقة هم مرتزقة “الفرقة 23” التي تنتشر في القرية، إضافة إلى وجود حواجز أمنيّة لفصيل “فيلق الشام” قرب المعبر. نقلاً عن موقع عفرين بوست
سرقة سيارة محملة باللحوم
في ثاني أيام عيد الأضحى نهب مسلحون ملثمون، سيارة مُحملة بلحوم الأغنام التي كان من المفترض أن تُوزع على المستوطنين في مدينة عفرين المُحتلة شمال سوريا. وأفاد مراسل “عفرين بوست”، بأنَّ مسلحين ملثمين نهبوا سيارة محملة بتلك اللحوم يوم السبت بعدما خرجت من المسلخ المتواجد بالقرب من المدينة، حيث أوقفها أربعة ملثمون مسلحون وطردوا صاحب السيارة وسرقوا اللحوم. وكان من المفترض أن يتم توزع على المستوطنين بمناسبة عيد الأضحى.
يذكر أنّ اللحوم كانت مرسلة من قبل منظمات خارج عفرين، إلا أنّ سلطات الاحتلال التركي وضعت يدها عليها، وكما العادة فالمساعدات تُمنح اللحم للمستوطنين دون السكان الكُرد، بذريعة أنهم مقيمون، فيما المستوطنين “مهجرون”!
يُذكر أنّه عشية العيد وقعت عدة حالات للسرقة من المحلات التجاريّة (الألبسة وضيافة وإكسسوارات وتم كشفها، إلا أنّه لم يتم تقديم شكاوى حولها، واللافت أنّ النساء المستوطنات قمن بأعمال السرقة.
سرقة مسجد
ذكر موقع عفرين بوست أنه عشية العيد أقدم مسلحون من مرتزقة الوقاص على سرقة مكبرات والبطاريات وعدة غسل الموتى وأشياء أخرى من جامع قرية هيجكه بناحية شيه، كما استولوا على مدجنة لمواطن كردي مهجر تقع غرب القرية.
تخريب وتدمير شواهد قبور
أقدم مرتزقة من الفصائل المسلحة السورية الموالية للاحتلال التركي يوم الأحد الثاني من آب ثالث أيام عيد الأضحى المبارك على تخريب وتدمير شواهد مقبرة قرية شيخ خورزة التابعة بناحية بلبله، دون مراعاة حرمة القبور ومشاعر ذوي الموتى. وفق ما ذكرت منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا.
حرق مزارٍ دينيّ بريف عفرين
ذكر موقع عفرين بوست أنّ مستوطنين أقدموا ليل يوم الثلاثاء 28/7/2020 على إحراق مزار شيخموس الواقع جنوب قرية كاوندا بناحية راجو، بإشعال الإطارات داخله، ما أدى لتدميره ثانية، بذريعة كونه من رموز الشرك بالله، وذلك بعد أيام من ترميمه الاحتلال التركيّ له.
أحد أبناء القرية أبدى استغرابه من ترميم الاحتلال التركيّ للمزار الدينيّ الأثريّ، بعد الصمت طيلة الفترات الماضية عن تخريب ونبش أغلب المزارات الدينيّة وبخاصة الإيزيديّة والعلويّة. ورجّح أن يكونَ الهدف من ترميم المزار، تصويره وتقديمه للمنظمات الدوليّة لتكذيب التقارير الصادرة على وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية العاملة على توثيق الانتهاكات في منطقة عفرين، والتشويش عليها وضرب مصداقيتها.
ابتزاز
ذكر موقع عفرين بوست نقلاً عن مراسله في عفرين، أنّ مستوطناً ينحدر من مدينة “حرستا” بريف دمشق، رفض إخلاء منزل المواطن الكرديّ “محي الدين شكري” الكائن في حي الأشرفية، واشترط عليه دفع مبلغ 700 دولار أمريكيّ لإخلائه، رغم أنّه يحتل المنزل منذ أكثر من عامين. والمواطن الكردي “شكري” من أهالي قرية “حابو” بناحية “موباتا، ويقيم في عفرين.
الابتزاز عبر الترهيب والتخويف وتنفيذ عمليات الاختطاف من أكثر الظواهر شيوعاً في منطقة عفرين المحتلة، ويتم تلفيق الاتهامات الجاهزة بحق المختطفين، تحت طائلة التهديد، والهدف هو إفقار أهالي عفرين الأصلاء والتضييق عليهم ودفعهم لترك ديارهم لتوطين المستوطنين الموالين لأنقرة.
وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبله أن مرتزقة “فيلق الشام” ابتزّت عدداً من المواطنين الكٌرد في قرى الناحية، ماليّاً بذريعة ظهورهم في صورة اُلتقطت قبل ثلاثة أعوام أثناء حضورهم لاحتفاليّة بمناسبة افتتاح مكتبِ حزبٍ كُرديّ.
وخيّر المرتزقة المواطنين الظاهرين في الصورة بين دفع مبلغ 500 ليرة تركيّة، أو تسليم ملفاتهم لميليشيا “الشرطة العسكرية”، ما اضطر المواطنين للرضوخ ودفع المبالغ المطلوبة.
قطع أشجار الزيتون
أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبله، أنّ عناصر من مرتزقة “فرقة السلطان مراد” المحتلة للناحية، أقدموا قبل نحو أسبوعين على قطع نحو 250 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن الكُردي “محمد أحمد جمو” ونحو 100 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن الكُردي “رشيد محمد سيدو”، ويقع حقلا الزيتون في موقع يُعرف باسم “تكنيه” تابع لمركز الناحية.
ولا يقتصر قطع الأشجار على مرتزقة الفصائل والمستوطنين بل حتى عناصر ما يسمى بالشرطة العسكريّة، وذكر الموقع بتاريخ 22/7/2020 أنّ المدعو “أبو خير النعيمي” من فصيل “الشرطة العسكرية”، يقوم بقطع أشجار الزيتون في قرية “زعرة” بناحية بلبله ويبيعها في محلّين بالمنطقة بعد تحطيبها، الأول في قرية “زعرة”، والآخر في مركز ناحية بلبله.
أساليب جديدة للسرقة
لا يدخر عناصر المرتزقة الموالين للاحتلال التركيّ، جهداً في سبيل سرقة ونهب المواطنين الكُرد سكان إقليم عفرين الأصليين، وآخر ما ابتدعوه هو التواصل مع مكاتب الحوالات في عفرين المحتلة، للحصول على معلومات عن المبالغ المُحوّلة عن طريقهم، واستهداف المواطنين الذين تصلهم الحوالات.
فقد أقدم مسلحون يوم الجمعة 31/7/2020 الذي صادف أول أيام عيد الأضحى، على اختطاف المواطنة الكُردية “هديات طاهر عمر” من أهالي ناحية “بلبله”، على خلفية تحويل مبلغ ماليّ إليها من أحد أقاربها خارج مدينة عفرين. ونهبوا المبلغ المُحوّل، وأطلقوا سراحها بعد يومين من الاختطاف، ليتضح أنّ ثمة علاقة بين مكتب الحوالات والمسلحين المحتلين لناحية بلبله.
وتتبع سلطات الاحتلال التركي سياسة الإفقار بحق المواطنين الأصليين في إقليم عفرين المحتل، بهدف التضييق عليهم ودفعهم إلى الخروج القسري وترك بيوتهم، مع العلم أنّ الحوالات المالية رغم محدوديتها تعتبر وسيلة لتأمين ضرورات الحياة والعيش.
من جهة أخرى، وفي أسلوب آخر لفرض الإتاوات، فرضت سلطات الاحتلال التركيّ على أصحاب الآليات في منطقة عفرين المحتل، تركيب لوحات جديدة على كافة السيارات والآليات، وإلزام مالكيها بالتسجيل ودفع الرسوم والضرائب بالعملة التركية بدلاً عن العملة الوطنية السوريّة.
وقد قامت سلطات الاحتلال منذ بداية احتلال عفرين بتبليغ أهالي عفرين الذين يملكون آليات بضرورة تسجيلها لدى دائرة المواصلات التي تشكلت في ظل الاحتلال، كما صودرت أعداد من الآليات بحجة أن مالكيها أتراك، وأنها سُرقت في أوقات سابقة حسب زعمهم، رغم وجود وثائق تثبت أن مالكيها كانوا قد قاموا بشرائها بموجب عقود نظامية وشهادات المنشأ المرفقة مع الآلية.
وتم الاستيلاء على نحو 200 سيارة وتم إرسالها إلى تركيا، بحسب مصادر خاصة استندت إليها منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا، وفي سياق الأساليب المبتدعة لتحصيل المال من المواطنين ما حصل في ناحية “بلبله.
حاجز “الشرطة العسكرية” يُرهب أهالي قرى شيراوا
ذكر موقع عفرين بوست في مطلع آب الحالي أنّ أهالي قرى ناحية شيراوا لا يمكنهم التوجه إلى مدينة عفرين المحتلة، خشية الاعتقال على حاجز “الشرطة العسكرية”، بسبب سوء سلوكه، وقد أُنشِئ الحاجز قرب قرية “ترنده، في مدخل عفرين الجنوبي. وبات مصدر إزعاج للأهالي القادمين من قرى ناحية شيراوا.
ويخضع الأهالي القادمين إلى مدينة عفرين للاستجواب والاستفزاز، وتُطرح عليهم أسئلة، تهدف إلى إيقاع بهم في زلات لسان، أو أية أخطاء تبرر اعتقالهم. ونقل مراسل عفرين بوست حديث مواطن من قرى ناحية شيراوا، قال إنّ الحاجز يطرح أسئلة مثل: “أنت كُردي”، “ماذا كنت تعمل مع الإدارة الذاتيّة”، “أنت في عمر الالتحاق بالخدمة الإلزامية أين خدمت؟”، “إذا كنت تعمل قل لنا ونحن سنساعدك”، وغيرها من الأسئلة. وأضاف المراسل إنّ ذلك الحاجز، خطف واعتقل العديد من المدنيين بتلك الطريقة، وطلب فدى مالية من ذوي المختطفين لقاء الإفراج عن أبنائهم.
ويُشار أنّه في 27/7/2020 صادر الحاجز الهويات الشخصية لسبعة مواطنين بينهم امرأتان، وطلب منهم مراجعة ما يسمى الأمنية المتمركزة في منزل مستولى عليه تعود ملكيته للمواطن الكُردي “صبحي عبدالو”، من أهالي قرية “ترنده.