No Result
View All Result
المشاهدات 1
رفيق ابراهيم –
على ما يبدو أن ساعة الحسم والجد قد حانت بالنسبة للدور الأمريكي في المنطقة ككل وسوريا بشكلٍ خاص، وبخاصة أن العلاقات الأمريكية ـ الروسية لا تسير بشكلها المطلوب، كما هي الحال مع إيران وتركيا. وكما هو معلوم العلاقات الأمريكية مع دول محور آستانا الثلاث في أسوء حالاتها هذه الأيام، والدول الثلاث معاقبة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية اقتصادياً، وهذه الدول هي الأكثر اهتماماً بتحقيق مصالحها في سوريا وهي تدخلت بكل قوتها في الأزمة السورية. إذا ما استثنينا الروس الذين باتوا يسيطرون على أكثر من ستين بالمئة من مساحة سوريا، ومن ضمنها الساحل السوري شريان سوريا ومركز ثقلها الاقتصادي والحيوي بالنسبة للنظام السوري، والاتفاق الروسي مع النظام على مدار عشرات السنين تؤكد بأن سوريا باتت مستعمرة مصغرة لروسيا في المنطقة إن شئنا أم أبينا. وما حصل كان بسبب سياسات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي تخاذل كثيراً وتغاضى عن كل ما تم فعله من قبل الروس، وما نعيشه هذه الأيام في المنطقة هو من نتائج تلك السياسة التي تبنتها أمريكا آنذاك. ولكن؛ مع استلام ترامب دفة الحكم في أمريكا تغيرت السياسة الخارجية الأمريكية كثيراً عما كانت عليه تجاه الروس وتجاه كل من إيران وتركيا والعالم بأسره، ولكي تؤكد أمريكا أنها تراقب الوضع عن كثب وبخاصة في الملف السوري، وفرضت عقوبات جديدة على روسيا وحليفتها إيران التي باتت تعاني الأمرين، نتيجة تلك العقوبات القاسية التي فرضت عليها وهي لم تعد قادرة على تجنب الانهيار الاقتصادي والمالي في الداخل الإيراني، حيث دخل الاقتصاد الإيراني العناية المشددة، نتيجة العقوبات المفروضة عليها، والتي أدت إلى انسحاب الكثير من الشركات ورؤوس الأموال من السوق الإيرانية، وأثرت بشكلٍ كبير على صادراتها النفطية التي تشكل عصب الحياة بالنسبة لها. وكل ذلك بسبب سياساتها المعادية لدول المنطقة وتدخلها في شؤون دول الخليج بالدرجة الأولى الحليف الأول لأمريكا، ولا بد هنا أن نذكر الدور الإسرائيلي الهام في هذه القضية، والهجمات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا دليل واضح على سلوك إسرائيل تجاه إيران وميليشياتها، التي لا تعد ولا تحصى في سوريا المتاخمة لحدودها. وذريعتها في ذلك الحفاظ على الأمن والوجود الإسرائيليين، وبالطبع فأمريكا لا تدخر أي جهد في سبيل إرضاء طفلتها المدللة إسرائيل، حتى ولو كان على حساب الآخرين. ومع دخول التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى سوريا، وعقد تحالف لمحاربة الإرهاب مع وحدات حماية الشعب ومن ثم قوات سوريا الديمقراطية، هذا التحالف لم يرضي بعض الأطراف الإقليمية وفي المقدمة تركيا، ولم تتوانى تركيا بتقديم التسهيلات كافة للإرهاب المتمثل بمرتزقة داعش وبعض المجموعات المتطرفة الأخرى كي يدخلوا إلى الأراضي السورية، وكل هذا موثق بالأدلة والصور، ومن أجل هذه العلاقة الحميمية بين الدولة التركية وهؤلاء المرتزقة أخذت العلاقة الأمريكية التركية بالتدهور، وتركيا تحاول بشتى الوسائل الضغط على أمريكا لسحب مساعداتها للقوات المتحالفة معها، وقوات سوريا الديمقراطية أبلت بلاءً حسناً في القضاء على داعش وتقليص نفوذه، ويمكننا الجزم بأنها القوة الوحيدة التي حررت المدن والمناطق الكثيرة في سوريا من مرتزقة داعش وداعميهم. ولذلك؛ باتت قوات سوريا الديمقراطية الرقم الصعب في جميع الحلول السورية المستقبلية، وأمريكا باتت تدرك هذه الحقيقة الواضحة تماماً وهي تدرك أن ذهاب الأتراك إلى المحور الروسي يخلق نوعاً جديداً من التوازنات في المنطقة، وهذه نقطة هامة جداً لبقاء الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي في سوريا، وقد يكلف هذا الأمر تركيا الكثير ويخلق لديها جمة من المشاكل، وقد تكون هناك بعض النتائج الوخيمة عليها منها مثلاً، سحب قاعدة أنجرليك من الأراضي التركي لتبقيها في المنطقة القريبة منها، وهذا الموضوع وارد جداً. إذ؛ أن أمريكا تضغط على الجميع الآن لتحقيق الأهداف التي جاءت من أجلها. ولذلك؛ تربط بقاءها ببقاء الإيرانيين والروس، وروسيا عملياً باقية إلى أجل غير مسمى، وقد يتم اخراج بعض القوات الإيرانية إرضاءً لإسرائيل وأمريكا، ولكن هناك جذور إيرانية متغلغلة في جميع مفاصل سوريا، وبخاصة أنها وقعت في الأيام الماضية اتفاقاً للدفاع المشترك بينها وبين النظام السوري وبمباركة روسية، التي تهمها من يحارب على الأرض عوضاً عنها. ولهذا؛ فأمريكا باقية وباعتقادي ستفرض على الجميع القبول بما تخطط لها؛ لأنها القوة الرئيسية التي لها التأثير البالغ على مستقبل المنطقة وسوريا خاصة.
No Result
View All Result