إن التهديدات القادمة من أنقرة هي تهديدات يُقصَد منها زراعة بذور الفتنة بين شعوب شمال وشرق سوريا، ودق إسفين بين مكوناته المتآخية، تلك المكونات، والشعوب التي رسمت مع بعضها ودشنت مشروع الأمة الديمقراطية والإخوة، والتعايش السلمي. وحول التهديدات التركية بغزو شرق الفرات؛ استطلعت صحيفتنا آراء بعض من وجهاء العشائر العربية والوجوه السياسية في كركي لكي ومحيطها وكان لنا هذه اللقاءات:
هدفها احتلال سوريا
“أردوغان نبتة خبيثة، وجار سوء، ومرتزقته المرتبطين معه يسلكون سلوك إجرامي”؛ بهذا القول، وصف لنا المتحدث الرسمي لعشيرة الشرابية في سوريا والعراق محمد عارف البو حمدون تهديدات أردوغان لشرق الفرات، وأشار بأن التهديدات القادمة من أنقرة هي حرب إعلامية بامتياز تديرها دائرة الحرب الخاصة المرتبطة بأردوغان مباشرة، والغاية منها بث الفتنة، والتفرقة بين شعوب شمال وشرق سورية، وشرائحه المجتمعية المتنوعة. وأضاف: “ولذلك نطالب القبائل، والعشائر العربية هذه العشائر العربية التي تمتاز بالعادات، والتقاليد، والنخوة، والقوانين الوضعية؛ أن يدركوا أن التهديدات التركية تصب في خانة احتلال سورية ككل، وهدفها قولاً واحداً احتلالي”.
وتابع البو حمدون: “إن أردوغان ليس عدو لقومية بعينها، فهو يسعى إلى تهجير وتشريد المدنيين من القوميات كافة، وهو وريث ثقافة دموية ورثها من أجداده العثمانيين الذين احتلوا أرضنا لمدة 400 عام”.
وأكد محمد عارف البو حمدون: “هناك من يأكل من سفرة أردوغان ممن يدعون بأنهم يمثلون العشائر العربية في أورفا، وعنتاب، نحن نؤكد أن هؤلاء لا يملكون القيم العربية الأصيلة، وهؤلاء خونة ومرتزقة لا يمثلون سوى أنفسهم، ويسلكون طريق الخيانة، ونتوجه لأردوغان عبر صحيفتكم، ونقول له أن الدار لأهلها، وأنت واهم، وتعيش أحلام لن تتحقق، وعليك أن تعلم أن احتلالك لشرق الفرات هو أحلام يقظة”.
واختتم المتحدث باسم عشيرة الشرابية في سوريا والعراق محمد عارف البو حمدان حديثه بالقول: “نطالب من منبركم الدول المؤثرة في الشأن السوري أن تلجم أردوغان عند حده، فالمشروع الذي تبناه أبناء شمال سوريا هو مشروع ديمقراطي لكافة الشعوب، وهو النموذج الأمثل لإنهاء الصراعات في المنطقة، ونؤكد بأن سقوط هذا المشروع سيؤدي إلى سقوط المنطقة برمتها، وستتحول حالة الاستقرار التي شيدها أبناء الشمال السوري إلى حالة من الفلتان الأمني في ظل مشروع أردوغان إن تحقق”.
مساعي الاحتلال التركي بزعزعة استقرار المنطقة
ومن جانبه؛ أكد وجيه عشيرة بني سبعة صالح أحمد المحمد: “لا أسمي التهديدات الصادرة من أنقرة بالتهديدات التركية، بل أسميها التهديدات الأردوغانية، وباعتقادي أن الشعب التركي بريء مما يخطط له، وغير راضٍ عن تهديدات أردوغان، وأردوغان لا يمثل إلا حزبه، وهو ذو عقلية ديكتاتورية، ولا شك أن حياته السياسية باتت قريبة قاب قوسين أو أدنى من الانهيار”.
وأشار المحمد أن تلك التهديدات هي للاستهلاك المحلي فقط لكي يرضي مرتزقته، وحلقته الضيقة من صقور حزب العدالة والتنمية، فهو يقول بأنه أينما كان أجداده العثمانيين سيكون هو أيضاً، ومن ناحية أخرى نتيجة للضغوطات الداخلية التي تواجهها، والوضع الاقتصادي المتردي في الداخل التركي يريد أن يصدر تلك المشاكل الداخلية إلى الخارج تحت يافطة استعادة أمجاد السلطنة العثمانية. وأكد: “ونحن بدورنا كعشائر، وقبائل عربية نقول له أننا كشعوب متآخية لسنا بلقمة سائغة لكم لأن جميع شعوب سوريا، وأخص بالذكر شعوب شمال، وشرق سوريا رافضة لتوجهات أردوغان الاحتلالية”.
واختتم وجيه عشيرة بني سبعة صالح أحمد المحمد حدثه بالقول: “نؤكد أن تركيا في حربها ضد الشمال السوري لا تقصد حزباً بعينه كما يدّعي، وهي تحاول زعزعة أمن المنطقة وإخوّة الشعوب فيها، والتي تحققت بفضل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، أن تهديداتهم النارية الساعية إلى إحداث التفرقة بين المكونات قد انقلبت عليهم، وتحولت إلى طريق للوحدة بين الشعوب فتهديداته خدمتنا، وزادت من تلاحمنا، وأن مشروعه الإخواني سيرتطم بالصخرة الصماء للشعوب السورية”.
تهديداته تستهدف جميع شعوب المنطقة
وفي السياق؛ ذاته عبّرت الناطقة باسم مكتب المرأة في حزب الحداثة في سوريا علياء موسى عن رفضها للتهديدات التركية قائلة: “بالنظر، والتمعن للتهديدات التركية نلاحظ أن التهديدات ليست فقط للشعب الكردي في المنطقة، بل تستهدف جميع الشعوب المتعايشة معاً على هذه الأرض؛ لأن جميع الشعوب هنا متماسكة، ومتكاتفة، ويعود الفضل إلى الفكر الذي تبنته الإدارة الذاتية التي برهنت للعالم أنها خطوة مميزة وناجحة ومثال يُحتذى للشعوب المتطلعة للحرية”.
وأشارت علياء إلى أن التهديدات التركية تسعى لاحتلال المنطقة وتحت مسميات عدة، وتأتي لضرب الأمان والسلام؛ لأن التاريخ التركي، والاحتلال العثماني معروف عبر الزمن فقد جربناه لأربعة قرون وهو تاريخ شُيد على جماجم الشعوب. وأكدت بأن أمريكا بانسحابها من منطقة شرق الفرات تمهد الطريق للفاشيين الأتراك أن يعيثوا في الأرض فساداً، وأنهم بانسحابهم يعطون الفرصة لداعش أن يتنفس الصعداء ولا سيما إذا ما تمكن أردوغان من احتلال المنطقة.
وأنهت الناطقة باسم مكتب المرأة في حزب الحداثة في سوريا علياء موسى حديثها بالقول: “إننا أصحاب مشاريع ديمقراطية، ومهما يحصل لن نتراجع قيد أنملة عما بدأناه، ومسيرة الحرية، والتعايش السلمي لن نتركه، وسندافع عنه بتلاحمنا وسنتصدى لجميع المخططات التي تستهدف شعوب المنطقة”.