دجوار أحمد أغا_
كانت البشرية تعيش بسلام ووئام ولم تكن هناك أية معارك أو حروب بين البشر من أجل الهيمنة والسيطرة وتقاسم النفوذ. كان الإنسان سنداً وداعماً لأخيه الإنسان في مواجهة الحيوانات المفترسة والكوارث الطبيعية، وكانت الأم هي الملجأ والحضن الدافئ للجميع. الأم كانت تحافظ على التوزيع العادل بين الجميع وتحمي الجميع وهي الأساس في تنظيم حياة البشر.
لكن بعد ظهور العقلية والذهنية الذكورية، وبدء تسلط الفكر الذكوري والسعي من أجل السيطرة على المجتمع، ظهرت معها نزعة الاقتتال والحروب والمعارك التي بلغت أوجّها مع نشوء الدولة القومية. اختفى الأمن والأمان والاستقرار في حياة البشر وظهر بدلاً عنه، الخوف والقتل والدمار تحت مسميات مختلفة، لعل أبرزها الحربان العالميتان الأولى (1914 ـ 1918)، والثانية (1939 ـ 1945) التي حصدت أرواح الملايين من البشر في سبيل مصالح قوى مهيمنة ومسيطرة على العالم.
يوم السلام العالمي
بدأت الحرب العالمية الثانية في الأول من أيلول 1939 بهجوم ألمانيا الهتلرية على بولندا والتي ذهب ضحيتها عشرات الملايين من البشر، القسم الأعظم منهم أناس مدنيون، إلى جانب الكم الهائل من الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، بالإضافة الى الأضرار المعنوية التي لحقت بالبشر وخاصة النساء والأطفال. تسببت هذه الحرب في الكثير من الألم والحزن والدموع للشعوب التي لم تكن تريد سوى العيش بسلام. ومن أجل درء حدوث مثل هذه الحروب البشعة مرة أخرى، أعلن مجلس أوروبا للأمم المتحدة يوم الأول من أيلول من كل عام “يوم السلام العالمي”. هذا اليوم الذي أصبح يوماً للمقاومة ضد كافة أشكال الحروب والقتل والدمار، يوماً عالمياً للوقوف في وجه الظلم والطغيان ورفع الأصوات عالياً في مواجهة الحروب والقتال، والدعوة الى حل الخلافات والمشاكل من خلال ثقافة الحوار السلمي والمفاوضات.
النضال من أجل السلام
حركة حرية كردستان بدأت نضالها من أجل الحرية وتحقيق السلام والعدالة والمساواة ليس فقط في كردستان، بل في عموم الشرق الأوسط والعالم. انطلقت هذه الحركة من فكر وفلسفة القائد والمفكر عبد الله أوجلان المبنية على حرية الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها وقدرتها الفعلية على إدارة نفسها بنفسها على أسس ديمقراطية حقيقة وليست مزيفة. كما اعتمدت على حرية المرأة بالدرجة الأولى والتي يمكن من خلالها تحقيق حرية المجتمع وتأمين السلام والاستقرار. الحفاظ على البيئة والعيش ضمن بيئة طبيعية متكاملة من خلال الاهتمام بالنظام البيئي والحفاظ على توازنه. يأتي يوم السلام العالمي هذا العام ودولة الاحتلال التركي تُكُّثف هجماتها الوحشية بحق شعوب الشرق الأوسط وفي مقدمتهم شعبنا الكردي كونه يمثل طليعة هذه الشعوب في مقارعة الاحتلال ورفض الخنوع والاستسلام. يقوم باستهداف المرأة بشكل متعمد بغية إضعاف إرادتها الحرة وثنيها عن المضي قدماً في النضال والكفاح. لكنها لن تنجح في ذلك، المرأة الحرة أصبحت تمتلك إرادتها وتمثل ذاتها الحرة، وهي ماضية على نهج الشهداء في مقاومة ومقارعة المحتل حتى تحقيق النصر.
مبادرات السلام التي طرحها القائد أوجلان