سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عبد الكريم عمر: “دولة الاحتلال التركي لعبت دوراً تخريبياً في الأزمة السورية”

تقرير/ إيفا ابراهيم –
أكد الرئيس المشترك لمكتب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم أنّ الدولة التركية المحتلة تحاول إعادة خلافتها العثمانية، وتقوم بالتدخّل في سوريا بشكلٍ مباشر وتسعى للتمدد في دول أخرى، مشدداً بأنهم يسعون لتمثيل صورة حقيقة لمختلف الشعوب في الإدارة لبناء سوريا جديدة ديمقراطية تعددية لا مركزية.
حديث الرئيس المشترك لمكتب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر جاء في حديث لصحيفتنا معه حول الأوضاع الأخيرة التي تجري في مناطق شمال وشرق سوريا، والمبادرة التي أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لوحدة الصف الكردي.

 
لتركيا أطماع استعمارية وتاريخية في المنطقة
وحول الأوضاع الأخيرة التي تشهدها مناطق شمال وشرق سوريا والانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال التركي بحق شعوب هذه المناطق تحدث عمر بالقول: “بعد مرور مئة عام على اتفاقية سايكس بيكو وبعد أن خسرت دولة الاحتلال التركي دورها الإقليمي، تقوم باستغلال الأزمة التي تحدث في الشرق الاوسط، كما تحاول إعادة خلافتها العثمانية. لذلك؛ تقوم بالتدخل في سوريا بشكلٍ مباشر، واحتلت العديد من المناطق في شمال وشرق سوريا عفرين، سري كانيه (رأس العين)، وكري سبي (تل أبيض)، كما احتلت العديد من المناطق في باشور كردستان، وتسعى الآن لتتمدد في ليبيا وقطر والصومال”.
وتابع عمر حديثه فقال: “لا يمكن أن يكون هناك أي خطوة في طريق إيجاد حل سياسي دون توافق بين الأطراف السورية، هذا من جانب ومن جانب آخر؛ تأثير قانون قيصر وتداعياته على مناطقنا؛ فقانون قيصر هو قانون أمريكي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الحكومة السورية وحلفائه كروسيا وإيران لكي تقودهم إلى العملية السياسية واجتماعات جنيف، ليبدأ الحل السياسي حسب القرار الدولي 2245. أما تداعياته ستشمل المناطق السورية كافة، ومناطق شمال وشرق سوريا. ومناطق شمال وشرق سوريا جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية كما يتم التعامل مع الليرة السورية، وأي انهيار لليرة السورية سيكون لها تداعيات على مناطق شمال وشرق سوريا”.
وأضاف عمر قائلاً: “من بين تأثيرات قانون قيصر؛ تم إغلاق معبر تل كوجر “اليعربية” بين سوريا والعراق؛ وذلك نتيجة للفيتو المزدوج الروسي الصيني، حيث أن هذه المناطق يعيش فيها أكثر من خمسة ملايين شخص وهناك العشرات الآلاف من النازحين في المخيمات، ومخيم الهول الذي يعد أخطر مخيم في العالم يحتضن آلاف النازحين، وما زال هناك هواجس من تفشي وباء كورونا، وهناك نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية ومنها المستلزمات الطبية لمواجهة وباء كورونا. لذا؛ يجب أن يكون هناك دعم من المجتمع الدولي لهذه المناطق لتخفيف تداعيات قانون قيصر؛ كونه لم يتم تخفيفها، سنكون أمام كارثة إنسانية وستكون فرصة لإنعاش لمرتزقة داعش من جديد، وبصورة خاصة في المناطق التي بقيت تحت سيطرتها لسنوات طويلة كالرقة والطبقة ومنبج”.
وأشار عمر بالقول: “الإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا رفعت رواتب العاملين لديها بنسبة 150%، كما رفعت سعر شراء القمح، وهذا له تأثير إيجابي لتحسين الوضع الاقتصادي في المنطقة. وعلى الإدارة الذاتية دعم المشاريع الصغيرة لانتعاش الوضع الاقتصادي، ومراقبة الأسواق وفتح منافذ استهلاكية”.
 
وحدة الصف الكردي تصب باتجاه الحل
وبخصوص المبادرة التي أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، تحدث عمر؛ قائلاً: “مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي وضعت النقاط على الحروف، حيث بدأ الحوار بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، وانتهت المرحلة الأولى بالاتفاق والوصول لرؤية سياسية مشتركة ملزمة. والمرحلة المقبلة ستكون لانضمام المجلس الوطني الكردي إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية كما سيتم تشكيل لجان فرعية، وهذا سيكون زخماً للشعوب الأخرى بالإدارة الذاتية في حوارها المستقبلي مع الحكومة السورية وفق القرار 2245”.
ونوه عمر بقوله: “بترتيب البيت الكردي سيتم إعادة النظر بموضوع الهيئة العليا للمفاوضات التي لا تمثل الشعب السوري؛ كون لا يمكن أن يكون هناك أي حل سياسي للأزمة في سوريا في ظل غياب ممثلي خمسة ملايين في مناطق شمال وشرق سوريا ومنهم الكرد، كون أبناء الشعب الكردي قادوا مشروع الديمقراطية ودفعوا تضحيات كبيرة، واستطاعوا أن يدحروا الإرهاب، وهذه الخطوة إيجابية لتكون أولى خطوات الحل السياسي في سوريا”.
واختتم الرئيس المشترك لمكتب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر حديثه قائلاً: “دولة الاحتلال التركي تلعب دوراً سلبياً وعدائياً في الأزمة السورية. والانتهاكات التي تطال مناطق شمال وشرق سوريا هي نتيجة الفوبيا التركية من الكرد ليس إلا”.