أكد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبد الكريم عمر بأن عملية التهريب التي قامت بها الاستخبارات التركية دليل على قوة العلاقة بين مرتزقة داعش وتركيا، وأشار إلى أن نشر الإعلام التركي خبر عملية تهريب هذه المرأة هي رسالة لخلايا مرتزقة داعش مفادها: “إننا في تركيا ما زلنا ندعمكم بكل الوسائل المتاحة”.
كشفت الوسائل الإعلامية التركية الرسمية والناطقة باسم حزب العدالة والتنمية في تركيا بأن الاستخبارات التركية تمكنت من تهريب مواطنة مولدوفية وأطفالها الأربعة من عائلات مرتزقة داعش من مخيم الهول الواقع على بعد 45 كم شرق مدينة الحسكة، والذي يقطنه أكثر من 65 ألف نسمة بين نازح ولاجئ، معظمهم من عائلات مرتزقة داعش.
هناك أدلة دامغة تؤكد علاقة تركيا الوطيدة بداعش
وضمن هذا السياق؛ أوضح الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبد الكريم عمر لوكالة أنباء هاوار بأن اعتراف الاستخبارات التركية بتهريب امرأة مولدوفية وأربعة أطفال من عائلات داعش؛ تؤكد العلاقة بين مرتزقة داعش والدولة التركية والتي تكلمنا عنها سابقاً، ونحن لدينا معلومات بأن نساء مرتزقة داعش كافة اللواتي تم تهريبهن موجودات في تركيا، والجهات المعنية التي اعتقلت عدداً من نساء مرتزقة داعش اللواتي حاولن الهرب من مخيم الهول مؤخراً أكدن بأنهن متجهات إلى تركيا”.
ولفت عبد الكريم عمر الانتباه إلى أن من أحد أهداف هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا هو تهريب مرتزقة داعش وداعشيات مع أطفالهن، وقال: “في بداية الهجمات استهدف الاحتلال التركي مخيم عين عيسى الذي كان يضم مئات الأسر من مرتزقة داعش، وتم تهريب المئات منهن وتوجهن إلى تركيا، كما استهدف الاحتلال سجناً في منطقة كوباني كان يوجد ضمنه أخطر داعشيات، وهرب البعض منهن أيضاً. إن ما تم ذكره يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على مدى العلاقة بين مرتزقة داعش والاحتلال التركي، كما يدل على وجود خطة تركية مدروسة بصدد النسوة اللواتي يتم تهريبهن من أجل استخدامهن في مشاريعها السياسية المستقبلية، وكان في استقبال المرأة التي هربت من قبل الاستخبارات والتي تدعى بحسب الإعلام التركي “ناتاليا باركال”، التي جاءت إلى سوريا برفقة زوجها في 2013، كبار مسؤولي السلطات التركية”.
الآلاف من الدواعش دخلوا سوريا عبر البوابة التركية
وأشار عبد الكريم عمر إلى أن المرأة التي هربت من مخيم الهول هي إحدى نساء مرتزقة داعش المنظمات، اللواتي نظمن أنفسهن داخل المخيم، وشكلن ما يسمى بـ “الحسبة”، وقمن بتربية جيل جديد مبني على الفكر الإرهابي والفكر الانتقامي، ونشر الإعلام التركي خبر عملية تهريب هذه المرأة هي رسالة لخلايا مرتزقة داعش مفادها: “ما زلت أدعمكم، ولن أتخلى عنكم”. بعد دحر مرتزقة داعش في معقله الأخير بالباغوز؛ توجه المئات من مرتزقة داعش إلى المناطق التي احتلتها تركيا، وتم إشراكهم في الهجمات الأخيرة التي شُنت على سري كانيه وكري سبي تحت مسميات جديدة، وتم إرسال البعض منهم إلى ليبيا أيضاً”.
وذكر عمر بقوله: “نحن أوضحنا للمجتمع الدولي والعالم أجمع بأن الآلاف من مرتزقة داعش دخلوا إلى سوريا عبر الحدود التركية السورية، الحدود التركية كانت مفتوحة أمام دخول مرتزقة داعش إلى سوريا، وكان يتلقى جرحى داعش العلاج في المشافي التركية، وكانت هناك علاقات تجارية بين الطرفين. هنا أود الإشارة إلى موضوع هام والتحالف الدولي يدرك ذلك أيضًا، فأثناء حملات قوات سوريا الديمقراطية ضد مرتزقة داعش وأثناء تضييق الخناق على المرتزقة في أي منطقة كانوا يتواجدون فيها، كانت تركيا تبدأ بشن هجمات على مناطق شمال وشرق سوريا، فبعد تحرير الرقة شنت تركيا هجمات على عفرين، وأثناء تضييق الخناق على مرتزقة داعش في الباغوز شنت هجمات على مناطق سري كانيه وكري سبي”.
واختتم الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبد الكريم عمر؛ قائلاً: “المجتمع الدولي لم يقم بواجبه تجاه شمال وشرق سوريا حتى بعد هزيمة داعش، الآن يوجد الآلاف من معتقلي مرتزقة داعش وأسرهم ولم يقدم المجتمع الدولي أية مساعدة لنا في هذا الصدد، لا من ناحية تشكيل محكمة لمقاضاة المرتزقة، ولا أي دعم ضمن المعتقلات والمخيمات أيضاً، وبشكلٍ خاص مخيم الهول الذي يُعد أخطر مخيم في العالم أجمع”.