No Result
View All Result
المشاهدات 1
حاوره/ رفيق ابراهيم –
أجرت صحيفتنا حواراً مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني (سوريا) عبد الكريم سكو كانت محاوره أسرى داعش لدى قوات سوريا الديمقراطية ومقاومة العصر المستمرة في عفرين وما يجري في إدلب وبخاصة بعد انتهاء المهلة التي أعطيت للمرتزقة، وضرورة الوحدة الوطنية، وبعض المواضيع الأخرى التي تهم شأن شمال سوريا والمنطقة. حيث قال: “إن أسرى داعش لدى الإدارة الذاتية تشكل ضغطاً إضافياً عليها لأن بلدانهم ترفض استقبالهم، على الدول العظمى أن تضغط على الأمم المتحدة كي تقبل مشاركة ممثلي قوات سوريا الديمقراطية في المؤتمرات والمحادثات التي تحدث بشأن الحلول للأزمة السورية، والمشاركة في وضع مسودة الدستور السوري الجديد”.
وأكد سكو بأن الاتفاقية التركية ـ الروسية ما هي إلا كذبة بين الدولتين مهمتها الحفاظ على المرتزقة في إدلب، وأن الواقع الكردي مؤلم في ظل هذا التشتت بين القوى الكردية، والمؤتمر الوطني الكردستاني ضرورة حتمية في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة.
وإليكم نص الحوار الذي جاء على الشكل التالي:
ـ كلنا يعلم عن وجود أسرى لمرتزقة داعش لدى قوات سوريا الديمقراطية وبأعداد كبيرة ودولهم لا تقبل استقبالهم، لماذا لا تقبل هذه الدول بعودتهم إلى بلدانهم، وكيف يمكننا أن نستثمر هذه القضية لصالحنا؟
بالطبع ومن خلال المعارك التي حدثت بين قوات سوريا الديمقراطية ومرتزقة داعش، ونتيجة المعارك الطويلة ضد مرتزقة داعش أدت تلك المعارك إلى دحرهم وتقهقرهم وخسارتهم الكثير من المناطق، وبالتالي فقدانهم أعداد كبيرة من مقاتليهم، بالإضافة إلى خسارتهم الكثير من المساحات والمناطق والمدن، وبالنتيجة كان هناك أعداد كبيرة من الأسرى وهم حتى الآن موجودين لدى قوات سوريا الديمقراطية، وعددهم يتجاوز السبعمئة بالإضافة لعوائلهم وأطفالهم. وهؤلاء يشكلون ضغطاً إضافياً على الإدارة الذاتية لأن بلدانهم لا تقبل بعودتهم وهي ترفض استقبالهم، والسبب أن هؤلاء وبحكم بقائهم مدة لا بأس بها مع المرتزقة وإتقانهم شتى طرق القتال وارتكابهم أفظع الجرائم، باتت دولهم تخاف من قدومهم لأنهم قد يقومون بأفعال منافية للقانون عندما يعودون. والإدارة الذاتية وعبر مؤسساتها المختصة بهذه الأمور على تواصل مستمر مع حكومات تلك الدول، لإقناعهم بضرورة أن يعود هؤلاء إلى دولهم وهم ومن يحاكمونهم ينظرون في أمرهم، ولكن حتى الآن لم تستجب هذه الحكومات لمراسلات الإدارة الذاتية، وستستمر المؤسسات المعنية في الإدارة الذاتية بمثل هذه الأمور في الضغط على تلك الدول لتبني المرتزقة وقبول عودتهم. يمكننا من خلال هذا العدد الكبير من الأسرى أن نحض الدول على تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية، وتقديم ما هو ممكن عبر الضغط على الأمم المتحدة كي تقبل بمشاركة ممثلي قوات سوريا الديمقراطية في المؤتمرات والمحادثات التي تحدث بشأن وضع الحلول للأزمة السورية، والمشاركة في وضع مسودة دستور سوري جديد.
ـ حملة عاصفة الجزيرة في مراحلها النهائية وهي تحقق التقدم، ومرتزقة داعش تستخدم الأهالي هناك كدروع بشرية، سياسياً كيف سيكون الوضع بعد الانتهاء من داعش في تلك المناطق؟
كلنا نعلم أن عاصفة الجزيرة تلاحق الجيوب الأخيرة المتبقية من مرتزقة داعش في شرق الفرات من دير الزور، والمعارك على أشدها هناك والمرتزقة يحاولون بكل قوتهم الدفاع عن تلك المنطقة، وهم يستخدمون العربات المفخخة والأحزمة الناسفة ويحاولون استخدام شتى صنوف الأسلحة، والأهم من كل ذلك هو استخدامهم المدنيين كدروع بشرية ليعيقوا تقدم قوات سوريا الديمقراطية. لكن؛ المقاتلون في قوات سوريا الديمقراطية يتصدون لهجماتهم ويكبدونهم خسائر في الأرواح والمعدات، ويحررون المزيد من المساحات والقرى والمدن من أيدي المرتزقة. بالطبع بعد القضاء التام على مرتزقة داعش في تلك المنطقة، لا بد من الالتجاء إلى الحلول السياسية التي يجب أن تكون في نهاية المطاف، ولا بد من جلوس السوريين إلى طاولة المفاوضات وبجميع مكوناتهم وأطيافهم، وليس كما يجري الآن في المؤتمرات التي تعقد في جنيف وآستانا وسوتشي، ومن لهم دور على الأرض وحققوا الانتصار على الإرهاب هم مغيبون عما يجري بخصوص إيجاد الحلول للأزمة السورية. وهنا لا بد للدول والقوى العظمى الفاعلة على الأرض السورية الضغط في هذا الاتجاه؛ أي بإشراك ممثلي الشمال الشرقي من سوريا في تلك المحادثات، ويجب أن يعلم الجميع بأنه ما لم يتم دعوتنا إلى المفاوضات بالشأن السوري وبخصوص الدستور السوري الجديد، لن يكتب لهذه المحادثات أي نجاح يذكر ويجب أن تدرك الدول الراعية والمندوب الأممي إلى سوريا هذه الحقيقة.
ـ مقاومة العصر في عفرين مستمرة وبأشكال جديدة وعمليات نوعية، ماذا بإمكاننا فعله لزيادة وتيرة تلك العمليات وإخراج الاحتلال التركي ومرتزقته من عفرين؟
باعتقادي أن المقاومة البطولية في عفرين لم تتوقف ولو للحظة واحدة، والعمليات التي تستمر تؤكد ذلك، وهناك كل يوم وساعة عمليات ضد الاحتلال التركي ومرتزقته، ولن تتوقف إلى أن تتحرر المدينة من الاحتلال التركي الغاصب. وفي هذا الجانب يجب أن تتحد جميع المواقف الداخلية في شمال سوريا والعمل على وحدة الكلمة ووحدة جميع شعوب ومكونات المنطقة، للوقوف ضد الأعمال التركية الإجرامية التي ترتكب كل يوم هناك، والدولة التركية تعادي جميع شعوب المنطقة.
ـ بعد انتهاء المهلة في الخامس عشر من الشهر الجاري والتي مُددت لخمسة أيام أخريات، لإخراج جبهة النصرة والسلاح الثقيل من المناطق المنزوعة السلاح، يبدو أن الأمور لم تتغير مهما أعطيت من مهل، كيف ستكون الأمور في إدلب وهل هناك معركة قادمة؟
الأتراك وبعد أن تورطوا وهم كانوا يعلمون سلفاً أن النصرة وبعض الفصائل الأخرى لن يقبلوا بالاتفاق الروسي ـ التركي الذي وقّع في سوتشي، وهي كانت تعلم بأنه لو أعطي مهلة حتى الشهر القادم أيضاً لن تقبل تلك الفصائل بما وقّع بين الروس والأتراك، وهذه الاتفاقية كذبة بين الدولتين وما هي إلا للحفاظ على المجموعات الموالية للأتراك. وهذه الاتفاقية معرضة للخروقات بشكلٍ يومي؛ لأن الجميع يعلم بأن جبهة النصرة الإرهابية لن تقبل بحلها ضمن المجاميع الموالية لتركيا وهي التي تسيطر على معظم محافظة إدلب السورية، والأكثر عدداً وعدة من بين كل تلك الفصائل المرتزقة، ولن تقبل بالشروط التركية التي تفرضها عليها. واللعبة التركية انكشفت في محاولة إطالة عمر المهلة للحفاظ على المجموعات الموالية لها، كي تستخدمها لتنفيذ أجنداتها في المنطقة وضرب المشاريع الديمقراطية في الشمال السوري، وهو الهدف الرئيسي لتركيا. ولكنها؛ لن تنجح في ذلك لأن المطامع التركية في الأراضي السورية لن تكون لها نهاية. وفي ظل هذه الوقائع على الأرض باعتقادي أن الأمور في إدلب لن تُحل بتلك السهولة التي نتخيلها ويتخيلها الأتراك، وأن أي ضغط على جبهة النصرة قد يحمل لتركيا الكثير من المتاعب وأولها تنفيذ العمليات في الداخل التركي، وتركيا تخاف من هذه الناحية كثيراً وهي تحسب لها ألف حساب. ولذلك؛ تركيا غير قادرة على الضغط عليها. ولأن الوضع في إدلب معقد قد يؤدي إلى معركة تحسم كل شيء؛ لأن الشرط الروسي لم يُنفذ حتى الآن وروسيا قد يَنفذ صبرها، وعند ذلك ستكون لروسيا ضربات استباقية تستهدف مواقعهم الاستراتيجية ومواقع أسلحتهم ومخازن الأسلحة، وتركيا لن تقحم نفسها في تلك المعركة الخاسرة حتماً، وستحاول قدر الإمكان إطالة أمد بقائها في تلك المنطقة للحفاظ على مصالحها.
ـ الوحدة الكردية في هذه الأوقات حاجة ماسة يجب أن تسعى إليها القوى والأحزاب الكردية، ما هي نظرتكم لواقع الحركة السياسية الكردية، وهل هناك بوادر للملمة صفوف الحركة الكردية؟
في الحقيقة واقع الحركة الكردية واقع مؤلم ويُرثى له في ظل هذا التشتت بين القوى الكردية، وهذا واقع غير سليم، وما يحصل هو نتيجة المصالح فهناك من يضحي بكل شيء في سبيل الوطن والأرض، وهناك مع كل أسف من يهوى أجواء البلدان الأوروبية، والعمل لتحقيق أجندات بعض الدول والثمن هو بعض الامتيازات المالية وبعض الأرصدة في البنوك. وفي ظل هذا التناقض الحاصل بين الطرفين الطرف المتشبث بالأرض والدفاع عنه حتى آخر قطرة من دمه، والطرف الآخر الذي باع كل شيء من أجل راحته الشخصية وشتان بين هذا وذاك، كيف لنا أن نقول يجب أن تكون هناك وحدة كردية، وكما قلت هناك بعض القوى السياسية الكردية، لا أقول جميعها تُبّدي مصالحها الشخصية على المصلحة العامة. وأقول للذين تركوا وطنهم والوطن بأمس الحاجة إليه يجب ألا يتدخل بشؤونه، ولا يحق له أن يتكلم بالنيابة عنه، وهو لا يمثل من هو في الداخل الذي يعيش الحالة بحلوها ومرها، وبأي صفة يتحدث عن الوطن طالما تخلى عنه في الظروف الصعبة، ليس هذا فحسب وكان البعض منهم يدور في فلك العدو الذي قتل أطفالنا ونسائنا ونهب خيراتنا ودمر آثارنا في عفرين وغيرها من المناطق. وباعتقادي من الصعب أن تتفق الأطراف الكردية لأن كلٌ يفكر على طريقته الخاصة به، والمشكلة عندما تسأل فالكل يريد الوحدة ولكن العِبرة في التطبيق. ومع ذلك فالمؤتمر الوطني الكردستاني ضرورة حتمية في هذه الظروف التي تمرُّ بها المنطقة وكردستان خاصة، وما أتمناه أن ينعقد هذا المؤتمر عاجلاً وليس آجلاً.
ـ كيف تنظرون إلى وضع الشمال السوري وبخاصة بعد تأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا؟
بخصوص الوضع في الشمال السوري وسوريا بشكلٍ عام يمكننا القول: إن كل شيء مرتبط بالمصالح الإقليمية والدولية والساحة السورية أصبحت ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، فالروس والأمريكان يحاول كل منهما شد الحبل نحوه، وعملية شد الحبل هذه ستؤدي إلى عدم الاستقرار وقد تساهم في تفتيت وتقسيم سوريا إلى عدة مناطق. وروسيا تؤكد بقاءها في سوريا إلى أمد بعيد، وأمريكا تربط بقائها ببقاء الإيرانيين وعملياً فأن إيران لن تخرج من سوريا قدر المستطاع، وإن خرجت عسكرياً ستبقى سياسياً وهي مؤثرة جداً على النظام السوري، وهي من الفاعلين في الأزمة السورية لأنها وقفت بجانب النظام منذ البداية، وتركيا تحاول الحفاظ على المدن المحتلة من قبلها قدر المستطاع، إذا فالكل يحاول تحقيق مصالحه والحصول على أكبر حصة من الكعكة السورية. وما يمكننا استخلاصه من هذه الأوضاع القائمة في سوريا وبخاصة شمال وشرق سوريا، هي أن الوقائع تقول من الواجب أن تكون هذه المناطق مناطق تخضع لإدارة ديمقراطية معترف بها دوليا وإقليمياً، وبخاصة بعد قيام الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تلك الإدارة التي كنا بأمس الحاجة إليها أكثر من أي وقتٍ مضى، هذه الإدارة التي ستكون الوجهة الدولية إليها وهي تضم في كنفها جميع الشعوب والمكونات وتمثل شعوبها وأديانها ولغاتها كافة.
No Result
View All Result