أكد ممثل الإدارة الذاتية في لبنان، عبد السلام أحمد، أن عقد كونفرانس “الحرية للقائد عبد الله أوجلان” يأتي في وقت تزداد تطلعات شعبنا إلى الحرية، وأشار إلى أن شعار الكونفرانس يعبر عن مدى تأثير دور القائد أوجلان، في رسم معالم الحرية والسلام في المنطقة بأكملها، وأوضح، أن الكونفرانس ركّز على ظروف الاعتقال للقائد وضرورة الضغط على دولة الاحتلال التركي لإطلاق سراحه فورا.
حول ذلك أجرت صحيفتنا حواراً معه، وفيما يلي نص الحوار:
-عقد كونفرانس “الحرية لعبد الله أوجلان، السلام والاستقرار في العالم” في جنوب إفريقيا، ما الهدف من عقد هذا الكونفرانس؟
لا يمكن تناول هذا الحدث بتجريده عن الزمان والمكان والظروف المحيطة بالمنطقة، والعالم، وكردستان، يأتي هذا الكونفرانس في وقت تزداد فيه تطلعات شعبنا إلى الحرية، عبر تراكم تجربة نضالية هائلة يشهد لها الجميع، أنها من أعمق وأقوى الانطلاقات الإنسانية بنهاية القرن العشرين، وبداية القرن الواحد والعشرين، ومن هذا المنطلق، فإننا نتطلع إلى هذا الكونفرانس، الذي انعقد في جنوب إفريقيا بلد نلسون مانديلا، على أنه دمج حقيقي وفعلي لمعالم حرية وتطور الشعوب بين هاتين التجربتين.
ونحن متأكدون، أن التجربة الأولى إذا كانت قد وصلت إلى مرحلة أزالت فيها نظام الأبارتيد، والفصل العنصري البغيض، فإننا وبالمستوى نفسه متأكدون أن ثورة شعبنا بقيمها التحررية والإنسانية، وبما دفعه أبناؤها من دماء، وجهود، وما حققوه من إنجازات حتى الآن، فهي أقرب للحرية من أي وقت مضى، تلك الثورة، التي صنعها ويقودها القائد أوجلان، من هنا فإن انعقاد هذا الكونفرانس بحد ذاته، تحت هذا الشعار، إنما يعبر عن دور القائد أوجلان، في رسم معالم الحرية والسلام في هذه المنطقة الهامة والحساسة من العالم، والدور المنوط بحكومة جنوب إفريقيا في الضغط على الحكومة التركية من أجل إطلاق سراح القائد أوجلان.
-ما سبب عقد الكونفرانس في جنوب إفريقيا، ومن قام به؟ ومن هم المشاركون فيه؟
انعقد الكونفرانس في دورته الأخيرة، واختيار جنوب إفريقيا لما تحمله من رمز للسلام من خلال التجربة النضالية لشعب جنوب إفريقيا في مواجهة نظام الفصل العنصري، والنضال الذي خاضه نيلسون مانديلا ومقاومته في السجن، الذي امتد لأكثر من ربع قرن والتي توّج بالنصر، إننا متأكدون أن المرحلة، التي يمر بها القائد تمثل تشابها كبيرا في تجربته النضالية مع تجربة مانديلا، من حيث الاعتقال وظروف السجن في جزيرة نائية.
لقد تم تنظيم هذا العمل بالتنسيق مع المبادرة السورية لحرية القائد أوجلان، ومجموعة العمل الكردي لحقوق الإنسان في جنوب إفريقيا، وكان الكونفرانس من ضمن سلسلة الكونفرانسات، التي عُقدت على المستوى الداخلي والخارجي والشرق الأوسطي وجنوب إفريقيا، حيث انعقد في مدينة كيب تاون وعلى مدار يومين، وقد شارك من شمال وشرق سوريا فرزندا منذر الممثل للمبادرة السورية لحرية القائد أوجلان، وسما بكداش عن حزب الاتحاد الديمقراطي، وريحان شيخموس عن كونفرانس ستار، وعبد السلام أحمد ممثلا عن الإدارة الذاتية، وحسن رمو مسؤول التغطية الإعلامية، ومحامي القائد أوجلان مظلوم دينج القادم من باكور كردستان، أما من جنوب إفريقيا فقد حضر الكونفرانس كاميرون داغمور المتحدث باسم الكونفرانس الوطني بجنوب إفريقيا، سولي مبيلا المتحدث باسم الحزب الشيوعي في جنوب إفريقيا، ميلفين دي بروين رئيس كونفرانس نقابة عمال جنوب إفريقيا، باري ميتشل ممثل الحزب الشيوعي، المحامي محمود باتيل رئيس مجموعة العمل الكردي لحقوق الإنسان في جنوب إفريقيا، فضيلة، وفاطمة محمد أعضاء في مجموعة العمل الكردي، الناشط الحقوقي إلبي ساكس القاضي في المحكمة الدستورية، الدبلوماسي جوي موسى، ابن القاضي عيسى موسى، الذي تولى الدفاع عن القائد أوجلان، ماركوس سلومونسجين سياسي سابق، بريما نايدوا مناضل، وسجين سياسي سابق، الناشطة الحقوقية سهام سماعي، الحقوقي كريش كوفندر بيسي فيلاكاتي السكرتير العام للحزب الشيوعي في سوازيلاند، الحقوقي وعضو منظمة إيلرخ دبل مكيلني منصور جعفر من مجموعة العمل الكردي لحقوق الإنسان في جنوب إفريقيا، فريد إيساق من المجموعة الإفريقية لدعم فلسطين، زين العابدين قذافي من منظمة زكزاكي في إفريقيا، الناشطة النسائية سيدني لوكيت عالمة الأنتروشي شاتورفيدي ربولوجيا، البروفسورة كارين جينيان المحاضرة في كلية الحقوق بجامعة ويسترن كيب، الصحفي حسين آدم الباحث في منظمة إيليرخ شون هاتينغ، دينيو ماجيفا ممثلة النقابة الوطنية لعمال التعليم والصحة، وتجاوز عدد الحضور مع المحاضرين الخمسين شخصا.
–امتدت أعمال الكونفرانس على مدار يومين، فهل بالإمكان أن تخبرونا عما تم طرحه في النقاشات، التي جرت؟
طُرحت أغلب النقاشات حول وضع القائد أوجلان، وقانونية الاختطاف وظروف الاعتقال، وأفكار القائد أوجلان ومقترح الأمة الديمقراطية، وعن دعم القائد أوجلان، ونضال الشعب الكردي، وأهمية التنسيق بين شعوب جنوب إفريقيا والشعب الكردي، وشعوب شمال وشرق سوريا، وعن الأنظمة والقوانين الديمقراطية ودور الحقوقيين، وعن تركيا التي تنتهك قوانين حقوق الإنسان، ووجوب حرية القائد أوجلان، وكانت فكرة تحرر القائد، التي تحقق من خلالها تتحقق الحرية والديمقراطية في المنطقة هي الركيزة الأساسية التي دارت حولها النقاشات، وإلى السياسة التي يتبعها النظام الرأسمالي، وعن نموذج الدولة القومية في الشرق الأوسط والعالم، والعلاقة بين الدولة القومية والرأسمالية، وكيفية تنظيم الشعب في جنوب إفريقيا ونضالات ومعاناة الأفارقة، والحل الديمقراطي للشرق الأوسط والعالم، والمرأة وانعكاس مشاكل المرأة على السياسة والمجتمع، ومواجهة النظام الأبوي عبر الثورة، وكذلك ثورة المرأة في السياسة ودمقرطة المجتمع إلى جانب نضالات حرية المرأة، والتجربة العربية والإفريقية والكردية، والعنف الممارس ضد المرأة في المجتمع، والهجمات، التي تستهدف المجتمع في شخص المرأة.
وتم التأكيد على ضرورة الوقوف بوجه أشكال العنف ضد المرأة في المجتمعات عبر اتحاد النساء، وتم الحديث عن دور القائد أوجلان في تحرير المرأة، والطلب من الكونفرانس، أن يعمل من أجل حرية القائد وعن أوضاع المرأة قبل الثورة في روج آفا، ودورها في الثورة، وتأسيس تنظيم المرأة، ودور الأكاديميات والتدريب في رفع سوية المرأة ثقافيا، واجتماعيا، وفي بناء العائلة الديمقراطية، كما تم الحديث عن نظام الرئاسة المشتركة، وقوانين المرأة، وتنظيم المرأة نفسها عسكريا في الأمن الداخلي والحماية الجوهرية ووحدات حماية المرأة، ووضع المرأة في المنطقة وضرورة النضال المشترك بين النساء، ودور وفلسفة القائد أوجلان في تحرير المرأة.
وتم النقاش حول موضوع الأمة الديمقراطية، ومشاريع الحكم الذاتي، والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا كنموذج، وعن سياسات حزب البعث، التي تم تطبيقها بحق الشعب الكردي، وهجمات الاحتلال التركي على المنطقة، والمجازر التي تعرض لها الشعب الكردي على يد الأنظمة في دمشق، وطهران، وبغداد، كما تم النقاش حول الاقتصاد المجتمعي، والاعتماد على التعاونيات كأساس للتخلص من الاحتكار والربح الأعظمي، والتركيز على تأمين احتياجات الشعب، وأيضاً حول دور القائد الحقيقي في الثورات، ودور القائد أوجلان، ونيلسون مانديلا، وتشي غيفارا في القيادة، وإلى وجوب إطلاق سراح القائد أوجلان، والدور المتخاذل والمتواطئ للمحاكم الأوروبية، والعالمية في قضية القائد أوجلان، المعتقل منذ خمسة وعشرين عاما، والحديث عن المبادرات لإطلاق سراحه، والحاجة الملحة للكونفدرالية الديمقراطية، وتنوير الشعب الإفريقي للسير على أفكار القائد أوجلان.
-ما مدى أهمية عقد مثل هذا الكونفرانس، وهل سيستمر عقده في السنوات القادمة؟
عَقد الكونفرانس في جنوب إفريقيا كان إيجابيا، وله دلالاته حيث أعطى رسالة للقوى المتآمرة، التي قامت باختطاف القائد أوجلان في كينيا، وإنه بإمكان الشعوب أن تتكاتف والاتحاد من أجل الحرية، وأن المؤامرة لم تستطع النيل من إرادة القائد والشعب في النضال، وبيان أوجه التشابه بين ميراث، وثقافة ونضال القائدين مانديلا، وأوجلان، وهناك أرضية قوية ومناسبة للعمل في جنوب إفريقيا، لإقامة نشاطات أكبر، حيث أن هناك إمكانية لفتح مكتب للإدارة الذاتية، وممثليات في جنوب إفريقيا، نعم سنعمل على تطوير النشاطات والتواصل مع القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية في جنوب إفريقيا، هناك جهود حثيثة لعقد الكونفرانس ونتائج الكونفرانس كانت توحي بضرورة عقد هذه الكونفرانسات، وبشكل سنوي.
–هل بإمكانكم التحدث عن مخرجات هذا الكونفرانس؟
مخرجات الكونفرانس ورسالته جاءتا في البيان الختامي للكونفرانس، الذي انعقد في فندق فاونتنز – سان جورج مول – كيب تاون، جنوب إفريقيا، مع الأخذ بعين الاعتبار الآراء، التي تم الإعراب عنها أثناء الكونفرانس، وبالإشارة إلى شهادة نشطاء كرد، وإدراك مسألة حظر حزب العمال الكردستاني، وقادته وخاصة القائد عبد الله أوجلان الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد، سعياً وراء القضية العادلة للشعب الكردي.
كان القائد عبد الله أوجلان في طريقه إلى جنوب إفريقيا لطلب اللجوء السياسي، الذي عرضه نيلسون مانديلا في شباط 1999، عندما اعترضته وكالات استخبارات معينة في كينيا في 15 شباط / 1999، واختُطف وعُصبت عيناه، وتم تسليمه إلى السلطات التركية، وحُكم عليه بالإعدام في محاكمة غير عادلة أمام محكمة شبه عسكرية، لكن الحكم خُفّف فيما بعد إلى السجن المؤبّد؛ ووجدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لاحقًا، أن محاكمته في تركيا كانت غير عادلة، حيث لم يُسمح له بمقابلة محاميه وأفراد عائلته لمدة عامين، وهو ما يعد انتهاكًا للقانون الدولي، ونحن ندعو الحكومة التركية إلى تسهيل لقاء القائد عبد الله أوجلان بمحاميه وعائلته على وجه السرعة، لأن نظام الاحتجاز الحالي في تركيا يتعارض مع قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد نيلسون مانديلا)، نحن ندرك أن إطلاق سراح عبد الله أوجلان أمر بالغ الأهمية لعملية السلام في الشرق الأوسط، وأخيراً، نطالب الحكومة التركية بالإفراج الفوري عن القائد عبد الله أوجلان والسجناء الآخرين.
– ما رسالة الكونفرانس، ولمن تم توجيهها؟
نلاحظ أن الأزمة الحالية في الشرق الأوسط ومحنة الشعب الكردي ناتجة عن تقسيم كردستان تعسفياً، من قِبل القوى الاستعمارية كل مِن بريطانيا، وفرنسا في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ونلاحظ كذلك، أن الكتاب الأبيض للسياسة الخارجية لجنوب إفريقيا ينص على أنه منذ عام 1994،عوَّل المجتمع الدولي على جنوب إفريقيا لتلعب دورًا رائدًا في الدفاع عن قيم حقوق الإنسان والديمقراطية والمصالحة والقضاء على الفقر والتخلف، ومن هنا ندعو حكومة جنوب إفريقيا، وحزب الكونفرانس الوطني الإفريقي الحاكم، وجميع المنظمات السياسية والتقدمية الأخرى، إلى التمسك بالتزامها بدعم قضية الشعب الكردي في نضاله من أجل الحرية، والكرامة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان.
كما ندعو حكومة جنوب إفريقيا، والحزب الشيوعي في جنوب إفريقيا، وكونفرانس نقابات العمال في جنوب إفريقيا، والتشكيلات السياسية، والاجتماعية التقدمية الضغط على الحكومة السورية، لبدء المحادثات مع الشعب الكردي، ونحث منظمات التضامن وحكومة جنوب إفريقيا للضغط على الحكومة التركية للكف عن هجماتها المستمرة والممنهجة على المناطق الكردية في شمال وشرق سوريا، وباشور كردستان، والتي تستمر بدون محاسبة، وتعرض حياة المدنيين للخطر، وكذلك الكف عن بناء القواعد، والنقاط العسكرية في تلك المناطق.