يعود طلبة مقاطعة منبج لمقاعد الدراسة، بحماس لإكمال تعليمهم، وسط حركة شراء محدودة لمستلزمات القرطاسية، والحقائب، واللباس المدرسي، وصعوبة تأمينها، بالإضافة لمخاوف الأهالي من العودة للمدارس الواقعة على خطوط الجبهة في ظل استمرار القصف التركي المتواصل.
أعلنت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا يوم الأربعاء 14 آب المنصرم، ابتداء العام الدراسي الجديد بتاريخ الأول من شهر أيلول 2024، والذي سينتهي بتاريخ الثاني من شهر كانون الثاني 2025، فيما سيبدأ الفصل الثاني بتاريخ 15 كانون الثاني، وينتهي في 15 أيار.
هذا ويعتمد النظام التعليمي والتربوي في إقليم شمال وشرق سوريا على أربع مراحل، “مرحلة الروضة (التحضيري)، والمرحلة الابتدائية، والإعدادية، والثانوية” والتعليم العالي، يدرّس فيها منهاج الإدارة الذاتية، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل شعب على حدة.
تحضيرات مكثفة لاستقبال العام الدراسي
وعن تحضيرات العام الدراسي الجديد، تحدث نائب الرئاسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في مقاطعة منبج “محمد عبدي” لصحيفتنا “روناهي”: “مع بداية العام الدراسي الجديد، عملت هيئة التربية والتعليم في مقاطعة منبج خلال العطلة الصيفية على إخضاع المعلمين المستجدين لدورة تدريبية مدتها 18 يوماً، شملت استراتيجيات وطرائق التدريس والتدريب عليها”.
وأضاف: “بلغ عدد الخاضعين للدورة التدريبية، قرابة 700 معلم ومعلمة”.
وتابع: “لقد افتتحنا دورة لخمسة أيام للمتحدثين في المدارس، بالإضافة إلى إخضاع بعض المعلمين لدورة مغلقة، أكاديمية فكرية مدة 15 يوماً، تضمنت أربع دورات، خضع لها 30 معلماً ومعلمة في كل دورة”.
وزاد: “وافتتحنا دورة لأرشيف المدارس مدة ثلاثة أيام، وكان الهدف منها رفع مستوى المهارات في التعامل مع السجلات الورقية، مثل (الجلاءات، وتقييمات الطلاب، وتنقلات وتغيير صفة المعلمين)، وقد خضع لهذه الدورة 105 إداريين”.
إحصائية عدد المعلمين والطلاب والمدارس في منبج
ولمعرفة عدد المعلمين والمعلمات في مدارس مقاطعة منبج، أكد عبدي: “بلغ عدد المعلمين والمعلمات في مدارس منبج 5620 معلماً ومعلمة حتى تاريخ 1/9/2024”.
واستحدث مدرسة الشهيد “صالح ولو”، التي دمرت سابقاً، ويبلغ عدد المدارس 346 مدرسة، فيما دُمّرت سبع مدارس، معظمها على الشريط الحدودي وخط الجبهة، ويتم العمل على إعادة تأهيلها حتى يتمكن الطلبة من الالتحاق بها مع تأمين الكادر التدريسي اللازم.
وحول معرفة عدد الطلاب في مدارس منبج، اختتم نائب الرئاسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في مقاطعة منبج، محمد عبدي حديثه: “بلغ عدد الطلبة في مدينة منبج العام الماضي 126,000 طالباً وطالبة، ونحن متفائلون بالعام الدراسي الجديد، ونتطلع لأن يكون أفضل من العام السابق، مع تركيزنا على استهداف المدارس، خاصة تلك الواقعة على الشريط الحدودي”.
ارتفاع أسعار اللوازم المدرسية يثقل كاهل الأسر
وفي هذا السياق، رصدت صحيفتنا “روناهي”، إقبالاً ضعيفاً على محلات ومكاتب بيع القرطاسية المدرسية في مقاطعة منبج، وذلك قبل أيام من بدء العام الدراسي، وأرجع التجار والمستهلكون هذا التراجع إلى الارتفاع الكبير في أسعار القرطاسية؛ ما زاد الأعباء المالية على الأسر، التي تسعى لتأمين احتياجات أبنائها.
حيث قالت “مريم الخلف” من منبج: “شهدت أسعار القرطاسية واللوازم المدرسية هذا العام ارتفاعاً كبيراً، وهي “غالية جداً”، هذا الارتفاع يزيد الضغوط على أسرنا، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة؛ ما يجعل تأمين احتياجات أطفالنا المدرسية أمراً مرهقاً”.
وتابعت: “ففي هذا العام نكتفي بشراء الضروريات فقط، وبكميات محدودة، على عكس السنوات السابقة، حيث كنا نشتري بكميات أكبر لتلبية احتياجات أطفالنا”، مضيفةً: “فالارتفاع الكبير في الأسعار أجبرنا على تقليص مشترياتنا؛ ما أثر على توفير المستلزمات المدرسية بشكل كامل لأطفالنا”.
وأكدت المواطنة “مريم الخلف” في ختام حديثها: “تبدأ أسعار القرطاسية من خمسة آلاف إلى 35 ألفاً، وهذه التسعيرة متوسطة، وتختلف حسب حجم الدفتر ونوعيته، أما الحقائب المدرسية، فتبدأ من 50 ألفاً، وتصل إلى 300 ألف ليرة سورية”.
قلق أهالي قرى التماس على سلامة أطفالهم
ومع بداية العام الدراسي الجديد، يشعر أهالي الطلبة في القرى الواقعة على خط التماس بقلق وخوف شديدين على سلامة أطفالهم، بسبب القصف المستمر الذي يستهدف مناطقهم، بما في ذلك المدارس في ريف منبج، حيث تقع 24 قرية على خط التماس بين قوات مجلس منبج العسكري، وجيش الاحتلال التركي ومرتزقته، وتتعرض تلك القرى للقصف بشكل مستمر، لا سيما مع وجود 40 مدرسة.
وتشهد مناطق خطوط التماس في ريف منبج قصفاً متكرراً من جيش الاحتلال ومرتزقته، بالإضافة إلى محاولات تسلل للقرى، التي يسيطر عليها مجلس منبج العسكري، وهذه القوى هي “الهوشرية وأم عدسة شمال شرقي منبج، وصولاً إلى قرى عون الدادات، وعرب حسن، والفارات، والصيادة، والدندلية، والكاوكلي، واليانلي، وقره ويران، والبوغاز، وكور هيوك، والحمرة، وقرى ناحية العريمة غرب منبج”.
والجدير بالذكر، تتزايد مخاوف الأهالي في ريف منبج مع اندلاع الاشتباكات والقصف ومحاولات التسلل المتكررة، ما يزيد شعورهم بالخطر، خاصة خلال ساعات الدراسة، أو الدوام الدراسي، حيث يكون الأطفال في المدارس أثناء وقوع القصف، ما يجعل الأهالي يعيشون حالة من القلق الدائم على خوفا على سلامة أبنائهم.