شهدت ناحية عامودا التابعة لمقاطعة قامشلو بشمال سوريا، تطوراً عمرانياً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، بعد تقديم بلدية الشعب في الناحية التسهيلات اللازمة، كما وساهمت في توفير فرص العمل لعدد من أبنائها.بعد ركود عملية البناء ضمن مناطق روج آفا وشمال سوريا عامةً، نتيجة الأوضاع التي مرت بها المنطقة، وبعد استتباب الأمن والاستقرار ضمنها، ونزوح الآلاف إلى مناطق روج آفا، بادر أهالي ناحية عامودا لتدارك الاكتظاظ السكاني الذي حصل في الآونة الأخيرة، والبدء بعمليات بناء الأبنية وفق المعايير المحددة من قبل المكتب الفني في بلدية الشعب.
ويرجع أبناء الناحية أسباب نشاط أعمال البناء في ناحية عامودا لانخفاض أسعار مواد البناء، كالإسمنت والحديد والرمل، مقارنةً بالأعوام الماضية.
ولحماية الأهالي، اعتمدت البلدية قبل البدء بعملية البناء بعض الإجراءات منها، قيام المكتب الفني في بلدية الشعب بناحية عامودا بدراسة الموقع أو التجمع السكني، ومدى تحمل وقدرة طبيعة الناحية على حمل البناء الذي سيتم إنشاؤه، بعد تقديم مالكي تلك المواقع كافة ثبوتيات الملكية العقارية، بالإضافة لضرورة إنشاء ملجأ أو قبو أسفل البناء تحسباً لأيِّ حالة طارئة.
يحق للأهالي، وبحسب بلدية الشعب في الناحية، تشييد 3 طوابق في الأحياء الفرعية، فيما يمكن للأهالي تشييد 4 طوابق على الطريق الرئيس بين قامشلو – عامودا ودرباسية – عامودا، كما يقوم المكتب الفني بتقديم التسهيلات ومساعدة الأهالي بعد تشييد تلك الأبنية كتزفيت الطرق وتوسيع مجاري الصرف الصحي.
ويرى عمال البناء في ناحية عامودا، أن عملية البناء أفضل بكثير من الأعوام الماضية، بالإضافة لتشييد الأبنية وفق الأسس المخطط لها. كاميران جزيري معلم سيراميك، ويعمل في هذه المهنة منذ 30 عاماً، قارن العمل خلال هذا العام بالأعوام الماضية، وقال: «بات العمل جيداً، وأسعار البناء والمواد مناسبة»، وبيّن: «جميع أصدقائي الذي كانوا يعملون معي وهاجروا إلى الخارج عادوا الآن إلى الناحية بعد توافر فرص العمل».
وبصدد كثرة عمليات البناء في الناحية أوضح جزيري أن السبب يعود إلى الأمن والسلام اللذين حققتمها الإدارة الذاتية الديمقراطية في المنطقة، وتوجه آلاف العوائل من المناطق التي تشهد صراعات ونزاعات ضمن سوريا إلى مناطق روج آفا ومنها ناحية عامودا.