روناهي/ حسام إسماعيل ـ تخرج عائلة المُهجّر محمد الحسن منذ ساعات الصباح الباكر من مخيم مهجري كري سبي للعمل في الخضروات الصيفية التي تم زراعتها مع بداية موسم الخضروات بالقرب من المخيم المذكور كمبادرة ذاتية من الأهالي المُهجّرين، وكغيرها من العائلات المتطوعة تسعى العائلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضروات، وتوفيرها لكافة الأهالي القاطنين فيه، وتأمل في العودة لمناطقهم التي هُجِّروا منها إبان عدوان دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها الأخير على مناطق شمال وشرق سوريا.
صحيفتنا روناهي التقت بعائلة المُهجّر محمد الحسن من قرية العريضة الواقعة إلى الغرب من مقاطعة كري سبي المحتلة، والتي ساهمت في مبادرة (بقجة المخيم) مادياً، وجسدياً من خلال العمل الزراعي منذ بداية تأسيس هذا المشروع لتحقيق الاكتفاء الذاتي للأهالي المهجّرين.
الزراعة مقاومة…!
يقول المُهجّر محمد الحسن:” حبي للزراعة جعلني أشارك في زراعة هذه الخضروات، لا أستطيع الجلوس في المخيم والتأمل كثيراً في ما حدث لنا بعد تهجيرنا من قريتنا الواقعة على خطوط التماس مع العدو التركي ومرتزقته، تعودنا أن نُعمر الأرض لا أنْ نعيث بها فساداً كما يفعلون بقرانا وممتلكاتنا المنهوبة”.
وأضاف الحسن:” أكثر ما يجعلني أخرج مع عائلتي هو ملء الفراغ، والشعور بالحاجة الى أن -أشتغل شيئاً ما- لمقاومة هذا الكبت والغضب مما يَفعله وفعله العدو التركي ومرتزقته بحقنا، والإصرار على إعمار الأرض بما ينفع الناس والمُجتمع”.
تحقيق الاكتفاء الذاتي
بدورها بيّنت الأم سعدة الحسن التي بادرت بحصاد (الملوخية) بأن هذا المشروع يجعلهم يشعرون بأنَّهم يأكلون مما يزرعون بغض النظر عن الدعم المُقدم من المنظمات المتمثل بـ”سلال الإغاثة”، إلى جانب تموين الأهالي بما يحتاجونه من خضروات ( باذنجان ـ بندورة ـ ملوخية ـ فليفلة …إلخ)، بأسعارٍ مناسبة.
وأردفت سعدة ” تعودنا على زراعة الخضروات الصيفيَّة من كدِ أيدينا”، واستذكرت المهجرة الأيام الخوالي في قريتها قبل العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا عندما كانت تزرع الخضروات في بيتها الذي أضحى اليوم خراباً بسبب استهدافه بكافة أنواع الأسلحة من قبل العدو التركي ومرتزقته”.
وتأمل عائلة الحسن بالعودة إلى قريتهم بعد إخراج المحتل التركي ومرتزقته من المناطق المحتلة في القريب العاجل، والعمل في أرضهم المسلوبة وإعمارها من جديد.