سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عائلة ضريرة تُناشد الضمائر الحيّة

روناهي/ الطبقة-دنيا الإبراهيم واحدة من آلاف النساء اللواتي يعانينَ حول العالم، والتي حملت على عاتقها أعباء عائلتها الضريرة والمؤلفة من أب وخمسة أطفال، فتناشد الضمائر الحية لتقديم يد العون لهم.
دنيا إبراهيم ليست المرأة السورية الوحيدة التي تُعاني من النزوح، ولكن معاناة دنيا النازحة من بادية حماة خوفاً من بطش النظام وبراميله المتفجرة إلى المناطق التي يتوفر فيها الأمان والاستقرار تحت رعاية قوات سوريا الديمقراطية، مختلفة عن بقية النساء.

 معاناة دنيا فاقت حجم الألم، لأن كل أفراد عائلتها مصابين بمرض “ساد الوراثي”، وهو مرض وراثي يولد الطفل وعدسة عينه عاتمة مما يمنع الرؤية. ويصيب مرض الساد الرؤية إن كان كلياً أو مركزياً وذي حجم هام يغطي سطح الحدقة أي (المساحة المركزية للعين التي يمر عبرها الضوء)، والمرض وراثي من جهة الأب وهو ياسر نواف الأطرش.

وفي لقاء أجرته صحيفتنا مع دنيا الإبراهيم حول مرض أطفالها وزوجها الذي حرمهم نعمة البصر حدثتنا قائلةً: “نحن نازحين من بادية حماة منذ أكثر من سنة ونصف، وعائلتي كلهم مصابين بالعمى بسبب مرض ساد الوراثي من جهة الأب، ولدي خمسة أطفال أصغرهم حورية والتي تبلغ من العمر سنة وأربع أشهر، ويجب أن نجري عملية لهم في السنوات الأولى من عمرهم وإلا يصابون بالعمى طوال العمر”.
وتابعت دنيا حديثها حول علاج أطفالها بأنها سافرت إلى دمشق لإجراء الفحوصات اللازمة لإجراء العملية لأطفالها، وتابعت بالقول: “أجريت تصوير طبق محوري لطفلتي الصغيرة حورية، وظهر أنه لديها أيضاً نقص في خلايا الدماغ مما أدى إلى ضعف شديد في النظر، وأجرى الأطباء أول عملية لها، حيث كانت تكلفتها أكثر من500 ألف ل.س في دمشق”.
ولفتت دنيا بأن طفلتها لم تشفَ، وهي الآن بحاجة ماسة لمراجعة الأطباء وإجراء عملية أخرى لها مثل باقي أخوتها حتى تتمكن من النظر في أقرب وقت ممكن، لأنه بعد تقدمها في العمر لا يُمكِن القيام بالعملية لها.
وناشدت دنيا الإبراهيم عبر صحيفتنا نداءً للعالم لمساعدتهم في معالجة أطفالها ليروا النور الذي حُرِموا منه وهم بعمر الزهور، وأضافت قائلةً: “أريد من كل من يملك ضميراً، أن يساعدونني في إجراء العملية لأطفالي بأقرب وقت ممكن، لأن لا أحد يُعيلنا بسبب عمى الأب”.