No Result
View All Result
المشاهدات 1
حاورها / رفيق ابراهيم –
في حوارٍ أجرته صحيفتنا مع الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي عائشة حسو تمحور حول الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس حزبهم، وكل ما يتعلق بعملهم خلال هذه المدة من الزمن، وبعض المواضيع الأخرى التي تتعلق بالوضع في سوريا. حيث قالت: «نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي تبنينا المشروع الوطني السوري وإيجاد الحلول الجذرية لما يعانيه المواطن السوري عامة والكردي بشكل خاص، هناك من ساهم في تأسيس الحزب ووصل إلى مرتبة الشهادة».
وأكدت بأن أسمى أهدافهم هو تحرير عفرين ومهما كلف ذلك من تضحيات، وأن من أهدافهم الأساسية أيضاً خدمة الوطن والدفاع عنه وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطن في الشمال السوري وسوريا عموماً، وأن حزبهم حقق الكثير من أهدافها السياسية.
وجاء الحوار على الشكل التالي:
ـ في العشرين من هذا الشهر مرت علينا الذكرى الخامسة عشرة على تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي، ما الظروف التي أدت إلى تأسيس الحزب؟
في العشرين من هذا الشهر؛ احتفلنا بمرور خمسة عشر عاماً على تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تبنى المشروع الوطني السوري وإيجاد الحلول الجذرية لما يعانيه المواطن السوري عامة والكردي بشكلٍ خاص. والهدف الرئيس من الإعلان عن تأسيس الحزب كان من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الكردي والدفاع عنها بلا هوادة، ومن ثم مسؤولية الدفاع عن جميع الشعوب في سوريا، حيث وضع هذا الحزب القضايا المصيرية لعموم السوريين بعين الاعتبار، وعمل منذ تأسيسه على تحقيق الحقوق الكاملة وللجميع وبدون استثناء. وبالطبع كانت هناك ضرورة لتأسيس مثل هذا الحزب في ظل الممارسات التي كانت تحدث في تلك الفترة، بحق الشعب السوري وبخاصة السياسة المتبعة بحق السياسيين والحقوقيين والناشطين والظلم الذي كان يمارس على المواطن السوري يومياً، من قبل السلطات الأمنية الحاكمة. وبإمكاننا تسمية حزبنا بحزب الشهداء ومنذ البدايات، فهناك من ساهم في تأسيسه ووصل إلى مرتبة الشهادة. ولذلك؛ نبارك مرور خمسة عشر عاماً من العمل المتواصل من الجهد والكد والتعب على أرواح الشهداء أولاً الذين كان لهم الدور الأبرز في نجاح الحزب ووصوله إلى ما وصل إليه الآن، والنقطة الأخرى الهامة هي أننا نحتفل بهذه الذكرى بروح مقاومة العصر في عفرين، وكان لحزبنا دوراً كبيراً في تلك المقاومة والتي ما زالت مستمرة حتى هذه اللحظة.
ـ ما الدور الذي قام به الحزب في تنظيم الجماهير منذ التأسيس وحتى الآن؟
الحزب الذي بني على تضحيات الشهداء وعلى الأيديولوجية التي تؤدي للوصول إلى الهدف الذي وضعه نصب عينيه، ومن أجل خدمة الوطن والمواطن بكل تأكيد سيصل إلى ما أراد الوصول إليه. والدور الذي لعبه الحزب كما نعلم جميعاً يمكننا تصنيفه على مرحلتين قبل الأزمة السورية، فهي قامت بتنظيم الشعب حسب ما هو مخطط والعمل على الخروج من الوضع المزري الذي كان يعيش فيه المواطن السوري عامة، وفي روج آفا بشكلٍ خاص، وواجه الحزب الكثير من المتاعب أثناء العمل بين الجماهير من ملاحقة وسجن وتعذيب وكما قلنا استشهد أحد مؤسسي الحزب تحت التعذيب في غياهب المخابرات السورية. والمرحلة الثانية هي مرحلة ما بعد عام 2011 وبدء الأحداث في سوريا وبالطبع مناطقنا لم تكن ببعيدة عما جرى وما يجري الآن، الأحداث التي كانت في البداية مطالب جماهيرية محقة من حرية وتأمين بعض المتطلبات الحياتية إلى أن تدخلت فيها الأيدي الخارجية، ما أدى إلى العسكرة وانزلقت المعارضة إلى أحضان بعض الدول التي استخدمتها لتحقيق مصالحها، والنظام أيضاً لم يتنازل عن المواجهة العسكرية والقمع وسياسة الحديد والنار والتي أججت الصراع حتى وصل إلى ما وصلت إليه الآن. وفي ظل هذه الظروف كان لنا انتهاج الخط الثالث وهو مبدأ الأمة الديمقراطية الذي سلكناه، وهذا المبدأ والنظام كان من اقتراحات حزبنا والذي يحقق المساواة بالحقوق والواجبات بين الجميع، بدون التمييز بين المكونات أو الأديان أو اللغات، وهذا المبدأ نرى فيه الخلاص لعموم الشعب السوري، وبخاصة بعد ثورة التاسع عشر من تموز التي كانت نقطة الانطلاق نحو الديمقراطية وتحقيق الأهداف، وبإمكاننا القول: إن المكاسب التي تحققت كان لحزبنا بصمات كبيرة فيها، الإدارات الذاتية والمؤسسات والخدمات التي قدمت وعلى مستوى الشمال السوري كان عملاً خطط له ونفذ بعقلانية، وشارك فيه جميع المكونات والقوميات وبحرية تامة، وهذا كان من الأهداف الحقيقية والتي عملنا من أجلها على مدار السنوات الماضية. ولا ننسى الهجمات التي تعرضت لها حزبنا من الخارج أرادوا من خلالها إفشال مشاريعها، ولكن لأنها كانت حزباً شعبياً لم يستطيعوا إخماد شعلتها، وكان حزبنا الحزب الوحيد على مستوى الشرق الأوسط الذي اتخذ نظام الرئاسة المشتركة للقيادة، وبذلك تكون قد أشركت المرأة في وضع الساسة العامة للحزب، وحققت المرأة من خلال ذلك مكاسب كبيرة وبخاصة بعد ثورة روج آفا وشمال سوريا، وكان خط الدفاع عن المكتسبات إحدى النقاط الهامة التي اتخذها حزبنا، وهذه الخطوة حققت الأمن والأمان والدفاع عن مناطقنا وتحرير الكثير من المساحات على مستوى شمال سوريا. وكما قلت نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي هدفنا هو العمل من أجل جميع الشعوب في سوريا، من أجل الوصول إلى سوريا الديمقراطية اللامركزية التي تحفظ فيها حقوق الجميع، وتشاركهم في القرار والمصير المشترك.
ـ لكل حزب برنامج يعمل على تطبيقه، هل حققتم ما خططتم له خلال مسيرتكم في السنوات الماضية؟
بطبيعة الحال؛ يعتمد حزبنا على مبدأ وفلسفة الأمة الديمقراطية وهناك خمسة عشر عاماً من العمل الجاد والمتواصل، وكان هناك ضغط كبير على كوادر حزبنا حتى استشهد منهم في السجون السورية، ومع ذلك كان إصرار الرفاق على متابعة المسيرة ومهما كانت الأثمان، واستطعنا تحقيق الكثير مما خططنا له وبخاصة بعد بداية الأزمة السورية. واستطاع حزب الاتحاد الديمقراطي تحقيق المكاسب الكبيرة وحقق جزءاً كبيراً من برنامجه السياسي، وهدفنا الآن هو أن نسعى لتحقيق ما هو مخطط له في الأيام القادمة، وبإمكاننا القول: إن الحزب لديه مشاريع عمل كبيرة وبرامج عمل متواصلة وجميعها تصب في خدمة المواطن، والعمل من أجل إيجاد الحلول السياسية للأزمة السورية، والسعي في تحقيق المشروع الديمقراطي لشمال سوريا ليكون الأساس في حل المعضلة السورية عموماً، كما سيسعى الحزب في التواصل مع جميع الأحزاب والقوى السياسية الكردية والعربية والسريانية في الداخل السوري، للتوصل إلى وحدة الكلمة والصف بشأن مستقبل سوريا، كما يعمل الحزب على التواصل مع جميع الدول الإقليمية والدولية في سبيل إنجاح المشاريع الديمقراطية. ونحن في حزب الاتحاد الديمقراطي هدفنا هو بالأساس من أجل خدمة الشعب بالدرجة الأولى، وهي مسؤوليتنا. ولذلك؛ نعمل ليلاً نهاراً من أجل توفير جميع متطلبات الحياة والأمن والأمان والدفاع عن المكتسبات، وهذا هو الذي يجعل من حزب الاتحاد الديمقراطي أن يكون حزباً جماهيرياً بامتياز.
ـ كيف تقيمون ما يجري على الساحة السورية بشكل عام وفي الشمال السوري بشكل خاص؟
جميعنا يعلم ومنذ البداية عندما هاجم داعش سوريا من وقف في وجه إرهابها هم أهالي الشمال السوري، متمثلة بوحدات حماية الشعب والمرأة وكلنا نعلم من يقفون خلف هؤلاء المرتزقة، ولا يخفى على أحد ما قامت بها الدولة التركية وتقوم بها حتى الآن لدعمهم، والهدف هو محاربة المشاريع الديمقراطية في الشمال السوري وعدم إنجاحها. والوضع في سوريا أصبح متشابكاً لأن الصراع في سوريا بات صراعاً إقليمياً ودولياً، ولذلك كما تدخلت هذه الدول في الصراع يجب أن تكون في الحل أيضاً، والمعنيون بالحل وهم السوريون مع كل أسف مغيبون عما يخصهم. وبعد تحرير الرقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية كان الجميع بانتظار بدء الحل السياسي في سوريا، ولكن هناك بعض الدول لم تروق لها ما حدث وبخاصة تركيا ولاحظنا كيف أحدثوا مؤتمر آستانا، برعاية روسية إيرانية ـ تركية وهذه الدول عملت لتنفيذ أجنداتها وتحقيق مصالحها ليس إلا. واحتلال تركيا لعفرين كانت من نتائج آستانا وأرادت تركيا من خلالها إفشال المشروع الديمقراطي لشعوب شمال سوريا في شخص عفرين، ولكن المقاومة التاريخية التي حدثت في عفرين أفشلت جميع المخططات التركية، وهذه المقاومة مستمرة وستستمر حتى تحريرها بالكامل من براثن الاحتلال التركي ومرتزقتها، ونحيّ هذه الملاحم البطولية والعمليات النوعية التي حدثت في شيراوا وغيرها في الآونة الأخيرة. وفي هذه الأوقات اللوحة السورية غير واضحة وضبابية، فأمريكا تحاول إخراج إيران وميليشياتها من الأراضي السورية والتقليل من دورها، والروس يحاولون النأي بالنفس من الدخول في معركة إدلب وهم يعملون مع الأتراك لتفادي وقوعها، وهذه اللقاءات التي تعقد بين طرفين أو ثلاثة وتغيب عنها السوريون لن تأتي بأي حل، وتبقى هذه الاتفاقات في إطار التهدئة ولكن كيف ستكون الأمور في النهاية هذا ما يجب التفكير به. وعلى هذا الأساس؛ فإن الأمور في إدلب لا يمكننا التكهن بها وإن حدث اتفاق بين الروس والأتراك على المنطقة المنزوعة السلاح، وهي أيضاً لها شروط إن لم تنفذ من قبل الأتراك ستكون النتائج وخيمة، وتركيا تحاول ضم إدلب للأراضي السورية المحتلة وإعادة أحلامها باحتلال المنطقة برمتها. وبالنتيجة يجب أن نعلم إذا ما أردنا إيجاد أي حل للأزمة السورية، علينا إشراك جميع الشعوب والمكونات السورية في المؤتمرات واللقاءات التي تحدث بهذا الشأن، والآن هناك من يكتبون الدستور عن السوريين والسوريون يضربون الأخماس بالأسداس، والإرادة السورية مغيبة عنها وهذا هو الخطأ بعينه، وهدفنا الأول هو تحرير عفرين ولن نتخلى عن هذا الهدف مهما كلف ذلك من تضحيات، والدفاع عن التراب السوري هي من الأهداف أيضاً، ووحدة الأراضي السورية هي مسألة هامة بالنسبة لنا.
ـ ما هي مشاريعكم وخططكم المستقبلية التي تودون القيام بها في المرحلة المقبلة؟
لدينا الكثير من المشاريع الخطط التي وضعناها وستكون على رأس أعمالنا، تعلمون وخلال مؤتمر حركة المجتمع الديمقراطي عملت الحركة على أن يكون ارتباطها بمؤسسات المجتمع المدني، ولذلك كان القرار ببقاء الأحزاب السياسية التي كانت تعمل ضمنها خارج إطارها. ولكن؛ هذه الأحزاب ستقوم بعملها وكان لنا اجتماع كأحزاب في الأيام الماضية وأكدنا أن العمل معاً سيستمر وبوتيرة أكبر، ليس هذا فحسب، بل قررنا التواصل مع جميع الأحزاب والقوى السياسية للتوصل إلى حل جميع الإشكالات التي تعترض طريقنا، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وبشكلٍ أوضح سنعمل في المرحلة القادمة على توحيد الأحزاب السياسية في إطار واحد من أجل العمل معاً في هذه الأوقات الحساسة. وأمامنا انعقاد مؤتمرات النواحي والأقاليم وهذه من البرامج والخطط الأساسية لنا كحزب في المرحلة القادمة، وسنعمل على تقوية الهيكلة التنظيمية داخل الحزب، كما ستكون هناك محاولات جادة من أجل التواصل مع القوى الوطنية السياسية في الداخل السوري، وبالطبع يجب ألا ننسى انعقاد المؤتمر الأول للمرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي وهذه كانت خطوة مباركة، وهناك مجلس خاص بالمرأة له أعمال خطط وبرامج خاصة به، يعني بالعموم هناك مبادرات بتقوية الصف الداخلي والعمل على تقوية العلاقات الخارجية مع جميع الدول.
ـ في الختام؛ هل من كلمة تنهون بها حوارنا هذا؟
نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي وعلى اعتبارنا حزب الشهداء سنسير على دربهم ولن نتخلى عنه، وتحرير عفرين هو الهدف الأسمى الذي نسعى إليه، ومن مشاريعنا العمل الجاد على تلافي الأخطاء التي مرت في المرحلة الماضية والسعي لتوحيد الصف الكردي وتوحيد كلمة القوى الوطنية في سوريا، وإيجاد الحلول السياسية عن طريق الحوار السوري ـ السوري، ننحني إجلالا وإكباراً لأرواح شهداء الحرية في الشمال السوري وفي كل مكان.
No Result
View All Result