أكد الرئيس المشترك لحزب السلام الديمقراطي الكردستاني طلال محمدأن أحد أسباب إطالة الأزمة السورية حتى الآن هو بقاء نظام البعث الحاكم في سوريا، والذي لم يُلبِّ متطلبات شعبه للعيش بكرامة وحرية وديمقراطية، وأشار إلى أن روسيا لم تلعب دورها المنوط بها في عقد الحوار بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية كما يجب
روسيا استغلت الأزمة لتحقيق أهدافها وغاياتها
حول هذه الموضوع أجرت صحيفتنا لقاءً مع الرئيس المشترك لحزب السلام الديمقراطي الكردستاني طلال محمد، وفي البداية حدثنا عن أسباب إطالة الأزمة السورية قائلاً: “أحد أسباب إطالة الأزمة السورية حتى الآن هو بقاء نظام البعث الحاكم في سوريا، والذي لم يُلبِّ متطلبات شعبه للعيش بكرامة وحرية وديمقراطية، والسبب الآخر هو دعم حلفائه وبخاصة روسيا الاتحادية مُنذ دخوله عسكرياً على الساحة السورية، استغلت هذه الأزمة لتحقيق الأهداف التي جاءت من أجلها، ودعمت النظام الحاكم من أجل بقائه على سلطة الحكم، وهي تحاول بشتى الوسائل الممكنة إعادة سيطرة الحكومة السورية على شمال وشرق سوريا، كي تحافظ على بقائها”.
وأشار محمد إلى أنّ روسيا قادرة على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية إذا كانت جادة في ذلك، وذلك بالضغط على النظام السوري والاتفاق مع القوى الأخرى، وتطبيق القرارات الأممية ذات الشأن والمتعلقة بالأزمة السورية؛ أي قرار 2254.
وتابع محمد حديثه قائلاً: “روسيا تحاول جاهدة توسيع نفوذ النظام السوري على كامل الجغرافية السورية، وكما رأينا ذلك في جنوب سوريا والغوطة الشرقية وحلب، وبعض مناطق من إدلب أيضاً، فهنالك الكثير من المقايضات مع المجموعات المرتزقة وبخاصة مع الدولة التركية الفاشية، وخروج هؤلاء المرتزقة من العديد من المناطق عن طريق تسويات مع النظام السوري؛ كون هذه المناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية، فروسيا تمتلك مقرات ومؤسسات حيوية في سوريا بشكلٍ عام، وتحاول أن تبسط سيطرتها على كامل الجغرافية السورية من خلال الحفاظ على هذا النظام القائم، والسيطرة على المناطق السورية كافة وبخاصةً مناطق شمال وشرق سوريا”.
من غير الممكن العودة إلى ما قبل عام 2011
وحول جدية الموقف الروسي من الحوار بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية تحدث محمد بقوله: “الدولة الروسية يجب أن تتفهم بأن سوريا يحدث فيها تغير ديمقراطي، ولن يرجع النظام إلى ما قبل عام 2011، فروسيا دولة اتحادية؛ كيف تقبل لدولة أخرى، بأن تبقى مركزية وتبقى بيد حزب واحد. والروس مع كل أسف غير جادين بضمان توقيع اتفاقية بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، وهي بإمكانها الضغط على الحكومة السورية للقبول بتوقيع اتفاق مع الإدارة ولكن تحاول استخدام الورقة الكردية أيضاً لتحقيق غاياتها”.
وأردف محمد بالقول: “لقد مضى تسع سنوات على الثورة السورية وخلالها شاهدنا الاتفاقات البينية بين روسيا وتركيا، بخاصة في المرحلة الراهنة وأمام مرأى ومسمع العالم ما حدث في عفرين وإعزاز وجرابلس والباب، كما كانت هنالك مقايضات في مناطق شمال وشرق سوريا، وتوطين المجموعات المرتزقة في هذه المناطق وتهجير الأهالي وحدوث تغييرات ديمغرافية في هذه المناطق، وبخاصة المناطق ذات الغالبية من أبناء الشعب الكردي، ومنها مدينة رأس العين “سري كانيه”، ومن جانب آخر هنالك مقايضات بين روسيا وتركيا بخصوص انقطاع مياه محطة علوك، ويعود ذلك لتخفيف الحرب وهجمات روسيا على المجموعات المرتزقة في معركة إدلب”.
لا تريدان حل الأزمة السورية
وأكد طلال محمد خلال حديثه بأن روسيا وتركيا تساهمان باستمرار الأزمة السورية وقال: “إذا ما كانت هذه الأطراف تريد حل الأزمة السورية؛ فيجب أن يكون هناك قرار بانسحاب تركيا من المناطق المحتلة كافة في سوريا. روسيا تتوافق مع القوى الدولية الأخرى، وأعتقد بأن روسيا قادرة على خلق جو مناسب من أجل البدء بالحوار سواء بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية أو بين المعارضة بشكلٍ عام”.
وتحدث محمد حول المبادرات الذي حصلت من أجل الحوار بين الممثلين عن الإدارة الذاتية والحكومة السورية قائلاً: “روسيا لم تضغط على الحكومة السورية من أجل استكمال هذا الحوار، ودائماً كانت هنالك معوقات من قبل الحكومة السورية من أجل عدم إنجاح هذا الحوار. وروسيا كانت تدعو دائماً إلى إجراء حوار جدي بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية. ولكن لم نشاهد منها خطوات جدية، لذلك نطلب من روسيا أن تساهم بشكلٍ جدي في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.
وأنهى الرئيس المشترك لحزب السلام الديمقراطي الكردستاني طلال محمد حديثه بقوله: “الأزمة السورية لم تعد تتحمل الإطالة، سواءً أكان المجتمع الدولي أو الشعب السوري، لذلك أعتقد أن القوى الدولية تفهمت هذا الشي، وسوف يحدث تفاهمات وتوافقات من أجل البدء بحوار جدي لحل الأزمة السورية في القريب العاجل”.