روناهي/ الرقة – بعدَ اجتياح جيش الاحتلال التركي للمناطق السورية المحاذية للأراضي التركية في شمال شرق سوريا تفنن المرتزقة مما تسمى بالجيش الوطني السوري بجرائمهم البشعة التي طالت حتى الأطفال، فكانوا الخاسر الأكبر من بين المتضررين بسبب عملية نبع الإجرام، وتحديداً ذوي الاحتياجات الخاصة، فعدد منهم آل به المآل مقعداً أو مشوهاً بسبب الإصابات الناجمة عن القصف العشوائي والمتواصل على المناطق الحدودية مع تركيا.
أطفال أرغموا على الانخراط ضمن رحلة المعاناة
تحتَّم تسليط الضوء على المعاناة اليومية التي يعيشُها الأطفال جراء الحرب المستمرة والتي سعَّرَ نارها الاحتلال التركي ريثما بدأت تهدأ ليعود الأطفال مرغمين للانخراط ضمن رحلة المعاناة مجدداً تُضاف إلى معاناة الإعاقة التي تُلازمهم أبدَ الدهر.
عبدو مصطفى طفلٌ من سكان تل أبيض/ كري سبي المحتلة يَتحدثُ لنا عن معاناتهِ جراء الإعاقة الجسدية التي وضعته في موقف شديد الصعوبة بعد الهجوم الوحشي التركي قائلاً: “أفزعني الهجوم التركي عندما بدأ لأنني معاق لا أستطيعُ الركضَ بل حتى المشي للهروبِ من الخطر المحدق, وحتى أهلي لا يملكون سيارة تنقلنا إلى مكان آمن ليقينا شر المحتل التركي ومرتزقته، لكن ساعدنا أهالي الحي في النزوح إلى الرقة”.
“على أمل العودة إلى بيتنا مجدداً”
ويذكر عبدو أنهم نجوا بأرواحهم تاركين كل ما يملكونه خلفهم، فيقول والدموع تنساب على خديه اللذين اخشوشنا أرقاً وتعباً: “تركنا حاجياتنا هناك في تل أبيض بعد الترويع الذي تعرضنا له بسبب عُنف الهجوم، حتى منزلنا تهدم بسببِ القصفِ، والآن نقطن في مدينة الرقة على أمل العودة إلى بيتنا مجددًا”.
كما عبر الطفل عن استهجانه لضراوة الاحتلال التركي متسائلاً: “لقد كنا نعيش سعداء في ديارنا لكن اليوم ماذا حل بنا؟ لماذا تفعل بنا تركيا ما تفعله؟ ما هو الذنب الذي ارتكبناه لكي ندفع ثمنه أمننا واستقرارنا؟”.
واستاء عبدو من تجاهل المنظمات الدولية للأطفال والمدنيين الذين هُجروا بسبب العدوان التركي وعدم تقديم أي مساعدة لهم حيث اقتصر الدعم على ملاءةٍ رثَّة، وصندوقٍ كرتوني فيه حبيبات من الأرزِّ والسكر.
أمَّا عبدو فهو حالة من عشرات مثائلها قليلة، وقصةٌ من مئات نظائرها التي تتكلم عن معاناة الأطفال جراء الإعاقة الدائمة في سوريا عامةً، وشمال شرق سوريا خاصةَ التي تولِّدُ عامل ضغطٍ كبيرٍ عليهم، وعلى ذويهم جراء رحلة التهجير المستمرة حتى هذه اللحظة.
المنظمات الإنسانية تتغاضى
وعن المنظمات المعنية بتلك الحالات، والمتوجب عليها رعاية هؤلاء البراعم ومساندة ذويهم فحدِّث بلا حرج عن التراخي، والتناسي، والتغاضي، فقَصَّةُ شعر عامل المنظمات الإنسانية، ونظافة نظارته الشمسية باتت أولويته، حيث أغشى سوادها الداكن على نواظرهم فلم يروا عبدو ورفاقه المهجرين قسراً.