سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

طفلة من ذوي الهمم تزرع البسمة والأمل على وجه والديها

روناهي/ تل حميس ـ

يتحدون الإعاقة بتقديم الخدمات بشكل مختلف عن أفراد المجتمع، فالطفلة “رسل عبد الجبار” لا تسمع بأذنها، ولكن تنظر وتسمع بقلبها، فتغير واقع والديها الحزين وتزرع روح التفاؤل في قلوبهما، وتمنت والدتها أن يتحقق حلمها وطفلتها بشراء سماعة آذان لها لتكمل حياتها بشكل طبيعي.
فذوو الهمم هم مخلوقات بريئة لهم أحلامهم وطموحاتهم البسيطة فحلم كل شخص منهم على قدر إعاقته فطموح الطفلة “رسل عبد الجبار” هو الحصول على سماعة أذن لتسطيع السمع بها كبقية أقرانها، وتعيش حياتها الطبيعية دون التنمر عليها من الآخرين، فهي تمارس بعض الأعمال القادرة عليها بدقة وإتقان.
طفلة لم تتجاوز الثالثة عشرة، واجهت قسوة الحياة دون نطق وسمع، تسكن مع عائلتها المكونة من ستة أشخاص، وتعيش العائلة كلها ظروفاً معيشية صعبة.
أسباب إعاقة الطفلة “رسل”
ففي قرية “الهليل” التابعة لمدينة تل براك وداخل بيت طيني بسيط ولدت رسل في هذه القرية النائية، الخالية من الطرق المعبدة، والصيدليات ذوات الإسعافات الأولية، كل هذه الأسباب هي التي كانت سبب في إعاقتها.
والدة رسل ـالتي لم تفصح عن اسمهاـ؛ أرادت أن تشاركنا قصتها، التي وجدت فيها الكثير من الصبر والأمل بالعلاج يوماَ ما، فأوضحت لصحيفتنا “روناهي” سبب إعاقة ابنتها: “ففي ليلة من ليالي الشتاء القاسي والأمطار الغزيرة كان عمر رسل سنتين فأصابتها حرارة عالية جداً فقمت بوضع الكمادات والماء البارد، ولكن دون جدوى لأن إسعافها كان مستحيلاً في هذ الجو السيء، وبقيت كذلك حتى الصباح، فقمت بأخذها إلى مشفى في مدينة الحسكة ولكن كان كل شي قد انتهى، لقد فقدت سمعها ونطقها كانت صدمة لنا لأننا حاولنا جاهدين معالجتها كثيراً، ولكن لا فائدة”.
حلم “رسل” وأهلها 
وحاولت رسل تغيير واقع والديها الحزين وزرع روح التفاؤل في قلوبهم، لقد بدأت تنمو وتكبر ويكبر ذكاؤها معها، فنوهت والدة رسل إلى “أنها تقوم بتقليد كل شي ء ورائي فقمنا نعتمد عليها في الأعمال المنزلية كاملةً أنا ووالدها عدا الطبخ فنحن نفهم على بعض من الإشارات، وهي تحلم كأي طفل طبيعي بأن تسمع وتتكلم، وبسبب الوضع المادي السيء فنحن غير قادرين على شراء سماعات آذان لها، فهي تقدر بـ15 مليون ليرة فهي بحاجة إلى سماعتين فأكثر ما يؤلمني تعرضها للتنمر من الآخرين فلا أحد يناديها باسمها بل بالصماء البكماء”.
لقد عاشت “رسل” ظروفاً قاسية ومعاناة حقيقية، وعلى الرغم من ذلك فهي تحلم بأن تذهب إلى المدرسة كأخوتها وباقي أقرانها، فمن أجل رسل وخوف والديها أن تتكرر هذه الحادثة معهم في هذه القرية النائية فقد قاموا بالانتقال إلى مدينة تل حميس، فذوو الهمم ليسوا نكرة أو صفحة مطوية في ذاكرة النسيان هم من أصيبوا في عمل، أو في مرض، أو في حادثة.
ففي الختام ناشدت والدة الطفلة رسل عبد الجبار المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية لتأمين احتياجات ذوي الهمم ومساعدتهم في العيش على هذه الأرض بصحة وسعادة، وتمنت من الله عزو جل أن يأتي يوم وتحقق حلمها، وطفلتها بشراء سماعة آذان لها لتكمل حياتها بشكل طبيعي.