No Result
View All Result
المشاهدات 1
عبدالرحمن محمد –
لم يستطع أحد حتى الآن معرفة العمر الحقيقي للأرض، وعندما نقول الأرض فإننا نعني مجمل الكرة التي نعيش عليها وما يحيط بها من الكواكب والغازات والأجرام، وما تخبئه في باطنها من عالم مجهول من الثروات والخيرات، ورغم آلاف الرحلات والمغامرات الاستكشافية فإن ما عرف عن الفضاء المحيط وعن الأرض وما تكتنزه في جوفها لأن ما نعرفه لا يكاد يكون نقطة في بحر.
في كتاب “الايكولوجيا” نرى شرحاً مسهباً وفي عشرين جانباً مما يتصل بالبيئة والحفاظ عليها والنظام الايكولوجي وظهور مفهوم الايكولوجيا وتعريفها ومعناها، وجوانب هامة في اتصالها بالايكولوجيا، ويضم الكتاب إضاءات على مفاهيم الايكولوجيا، نظرية الانساق البيئية ومشاكل البيئة والنظريات الكلاسيكية في العلاقة الإنسانية والبيئة، والايكولوجيا الاجتماعية والأخلاق والبيئة وموضوعات أخرى شيقة وهامة، جاءت في ثلاثة أقسام هي: القسم الأول المنهج العلمي، القسم الثاني المنهج الفلسفي، والقسم الثالث المنهج الايكولوجي.
يسلط الكتاب الضوء على العديد من الجوانب الهامة فيما يتعلق بالطبيعة وآفاق العمل على حماية الطبيعة الأم والبيئة وبخاصة بعد ثبوت خطأ الكثير من النظريات التي كانت تقول بأن لا حد لعطاء الطبية وأن مخزوناتها لا تنفذ، وإن بإمكانها أن تنتج وتعيد ولادة كل ما تخسره، ولكنها باتت أمام معضلات في نفاذ الكثير من الموارد، ومشاكل مصيرية وانتهاكات صارخة بحق البيئة الطبيعية التي لحقها الكثير من الضرر الذي بات يهدد بكوارث جمَّة، وظهر البعض منها جلياً كالاحتباس الحراري، وارتفاع الحرارة وتسونامي وثقب الأوزون والتصحر وغيرها.
ويضعنا الكتاب أمام ثقافة وتعامل متناقض مع الطبيعة يبرز في ناحيتين أساسيتين:
الأولى: علاقة الإنسان منذ الأزل مع الطبيعة وحبه لها والتغني بجمالها وبراءتها وصفائها وخيراتها والنظرة المقدسة لها من خلال التغني بها وتقديس العديد من ظواهرها ومكوناتها. الثانية: تتجلى في سعي الإنسان إلى استغلال الطبيعة والحصول على أكبر قدر ممكن من الرفاهية والربح المادي والاستغلال الجائر للموارد الطبيعية، والأساليب المتبعة في ذلك والتي انهكت الطبيعة وغيرت في بنيتها وأثرت في مناخها وما يحيط بها، وانقراض بعض الأصناف النباتية والحيوانية نتيجة الاستغلال الجائر والهمجي أحياناً للطبيعة، حتى بات الإنسان الذي كان من عشاق الطبيعة ومقدسيها من أكبر أعدائها وأشدهم فتكاً بها.
في القسم الثاني “المنهج الفلسفي” وفي دراسة للنظريات الكلاسيكية في العلاقة الإنسانية- البيئية نرى دلالة واضحة على مدى ارتباط الإنسان بالبيئة ومدى حفاظ كل منهما على الآخر ونقرأ:
“إن الجنس البشري هو الحلقة الأخيرة من سلسلة التطور الطبيعي للكائنات الحية عموماً، ولعالم الحيوان خصوصاً، والنتيجة الأولية والأهم على الإطلاق والتي يمكن استخلاصها من ذلك، هي أنه من المحال على النوع البشري، أن يعيش بشكل عشوائي، وإنه كلما ظل مرتبطاً بسلسلة التطور الطبيعي تلك، وبقي ممتثلاً لمتطلباتها كلما تمكن من إدامة ذاته، أما في حال إعطابه لحقوق التطور الطبيعي الذي يرتكز إليه، فلا مفر حينئذ من غياب التكامل البيولوجي وبالتالي مواجهة خطر عدم إدامة الذات بالتأكيد”.
تأتي أهمية الكتاب في الجوانب العديدة التي يتناول فيها موضوعاً بات الشغل الشاغل للعالم أجمع، وفي تقربه المتناقض من مسألة تهدد العالم أجمع، والأهم إن الكتاب يتناولها من وجهات نظر علمية وفلسفية متعددة في دراسة مبسطة تستحق النظر إليها والتمعن فيها بكل تعمق ودراية.
No Result
View All Result