No Result
View All Result
المشاهدات 0
مثنى عبد الكريم-
سيّداتي سادتي قراءنا الأعزاء هذه المرة ستكون حكاية وطن مختلفة لأنها حكاية وجع وكشف أقنعة، حكاية عن وطن أحب الجميع ولكن لم يحبه الجميع، أعطاهم بلا مقابل فخانوه وقدموه قرباناً على مذبح المصلحة الشخصية والمنفعة الخاصة، وطن عاش زماناً طويلاً يعاني من تشرذم أبنائه وضياع المودة بينهم حتى جاء ذات يوم من يحمل فلسفة تجمعهم وتوحّدهم وترعى حقوقهم ويكون الكل في هذا الوطن سواسية كأسنان المشط نعم لا فرق فيه بين أحد فكلنا بشر إلا من أبى أن يكون بشرياً هنا قد يحضرك أيها القارئ العزيز سؤال مهم وهو هل هناك من يرفض بشريته وفق هذه الفلسفة الجميلة؟!!
اسمح لي أن أجيبك: نعم !!!! هناك الكثيرين وسأشرح لك كيف؟؟
من يُقدّم مصلحته الشخصية على حساب مصلحة الوطن والقضية فهو يرفض بشريته، ومن يُقدم منفعته الخاصة على حساب قضية ليس بشر، ومن يُقدم قبليته على حساب أمميته ليس بشر، ومن يُقدم قوميته على حساب وطنه ليس بشر، ومن يمكر ويحاول أن ينخر كدود الخشب جسد المشروع الذي ضحى آلاف الشهداء من أجل توطيد أركانه ليس بشر.
والكثير الكثير هناك ممن فقدوا وطنيتهم وتحولوا إلى لا بشريين بل انتهازيين ينتظرون الفرصة المناسبة لكشف أقنعتهم التي ارتدوها على مرِّ أعوام.
أذكر مثلاً عندما بدأت تهديدات الفاشية التركية والتحركات على الحدود الشمالية كان هناك أصوات لبعض الأشخاص الذين ركبوا مركب الأحزاب السياسية بدأت ترتجف ولسان حالها يختلف، وعندما قالت أمريكا أنها ستنسحب بدأت تلك الأصوات تعد الحقائب للهروب وتنادي إلى الحضن الدافئ سألجأ بعد أن كانت تطعن وتلعن وكنت أراقب قول الإمام الشافعي الذي تمثل أمامي وارتسم واضحاً :
جزى الله الشدائد عني كل خير وإن كانت تغصصني بريقي
وما شكري لها حمداً ولكن كشفت بها عدوي من صديقي
نعم يا سادة يا كرام إن كل ما مررنا به من أزمات عرفنا حقيقة خبايا نفوس كثيرة تراها اليوم تستمر بكشف أقنعتها عبر مخالفات مفهوم الأمة بتقديم مصلحة الوطن على مصلحته ليعمل جاهداً عبر العشائرية والمناطقية والعلاقات التي تبنى على التحالفات من وراء الجدران وتحت الطاولات وفي الغرف النائية على استمرار مصالحه الشخصية والسعي خلف تبوء المناصب والسلطات والديكور الجميل لطاولات ومكاتب، لا تلومهم فلم يعرفوا يوماً معنى أن تسجن من أجل الحرية وأن تصمت رغم ضربات الجلاد الذي يريد أن ينتزع اعترافك على رفاقك لتصرخ قائلاً لن اعترف لتصل تلك الصرخة حدود قلب الرفاق ويأخذوا قرار الاستمرار بالنضال طالما كان في مثل هذه الحركات التحررية آساداً كهؤلاء، لا تلوموهم فإنهم لم يستنشقوا هواء الجبال الذي يخلوا من المنافقين ولم يعيشوا معنى حقيقة القيادة ولا طراز الإدارة ولا كيف تضحي ليحيى رفيقك ورفيقتك ويحيى الوطن.
لا تلوموهم لأنهم ظنوا بأنهم إن خضعوا لتدريب قصير سيكونون قادرين على الحفاظ على الأقنعة الزائفة التي سقطت مع أول اختبار وأسقطت معهم أقنعة الانتهازيين الذين على شاكلتهم ولكنهم نسوا أن أصحاب القضية الحرة والمشروع العادل كالصقور تحلق حاميةً عنه ومدافعة عن أركانه وعن الأسس والقواعد والأطر الحقيقية وسيُفشلون كل محاولة لاستهداف هذا المشروع الوطني وسنساندهم لأنه واجبنا… نساندهم بالقلم والسلاح والنقد والاستمرار بالوقوف بوجه الانتهازيين الإمعة.
نعم اليوم يا سادة لن نحكي حكاية وطن بل سنسمع من الوطن صرخته وسنوصلها عبر كل المنابر لأخذ الحيطة والحذر والوقوف بحزم فهم أيها السادة لم يفهموا من الديمقراطية سوى معناها الورقي ومن النضال السياسي سوى المصطلحات وأنا كلي ثقة بأن الوطن سينتصر …. وسننتصر.
No Result
View All Result