سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

صحيفة هآرتس الإسرائيلية: الولايات المتحدة وإسرائيل منقسمتان بشأن إيران

مركز الأخبار ـ

يبدو أن كلًّا من إسرائيل والولايات المتحدة منقسمتان حيال التعامل مع إيران، الأمر الذي حدا بدول الخليج إلى تغيير سياساتها واللجوء إلى فتح علاقات مع طهران.
في 21 تشرين الأول، هاجمت مسيّرات انتحارية القاعدة الأميركية في التنف شرق سوريا، ولم يتسبّب الهجوم المنسوب لإيران في وقوع إصابات؛ لأن “دولة صديقة” حذرت الأميركيين مسبقًا وتمكنت من نقل الجنود إلى مكان آمن، بحسب تحليل لصحيفة الهآرتس الإسرائيلية.
تم تفسير الهجوم الإيراني على أنه رد على هجوم جوي كثيف وقع قبل عدة أيام ضد المجموعات الموالية لها في سوريا. على ما يبدو، لم يكن الإيرانيون متأكدين، مما إذا كانت إسرائيل أو أميركا وراء ذلك القصف، لكنهم اختاروا في النهاية هدفًا أميركيًّا لردهم. في الأيام التي أعقبت الهجوم على التنف، سُمعت تصريحات في إيران مفادها أن أميركا من الآن فصاعدًا ستدفع ثمن دعمها لأعمال إسرائيل.
وبطريقة كانت محيرة إلى حد ما لحلفائها في الشرق الأوسط، امتنعت الولايات المتحدة منذ ذلك الحين عن أي رد فعل على الهجوم. وأوضحت إدارة بايدن، على طريقة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق شامير أثناء حرب الخليج عام 1991، أن أميركا سترد بالزمان المناسب وبالطريقة التي تراها مناسبة.
ومع ذلك، بالنظر إلى ذلك من داخل المنطقة، فإن ضبط النفس غير المعتاد لواشنطن حتى الآن هو جزء من اتجاهات أوسع. وينصب تركيز الإدارة على شرق آسيا والمنافسة مع الصين، لقد أصبح الشرق الأوسط ساحة ثانوية.
إن أي عرض أميركي للقوة أو الضعف سيؤثر بشكل فوري على شركائه الإقليميين، ولذلك أعادت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتان سارعتا إلى استيعاب التغيير، فتح خطوط الاتصال مع إيران وخفضتا مشاركتهما في القتال ضد الحوثيين في اليمن.
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام العربية، تواصل إسرائيل مهاجمة المصالح الإيرانية في سوريا – وقع هجومان بصواريخ أرض – أرض هذا الأسبوع – وسيتعين عليها أن تأخذ في الاعتبار احتمال مطالبة الولايات المتحدة لها بضبط النفس.
وأعلنت إيران رسميًّا، الخميس، أنها ستجري نهاية الشهر الجاري جولة جديدة من المحادثات في فيينا مع القوى الأوروبية، تمهيدًا للعودة إلى الاتفاق النووي. وستكون هذه الجولة الأولى في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي أدى اليمين في آب الماضي.
في إسرائيل، يُعتقد أن الأميركيين سيعودون أيضًا إلى المفاوضات، إذا وافق الإيرانيون. إذا لم يحدث ذلك، فإن إسرائيل ستتوسل واشنطن للتحضير لخطة بديلة: زيادة العقوبات الاقتصادية على إيران مع التهديد باستخدام القوة.
العلاقات المهنية والشخصية بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدفاع الإسرائيليين مع نظرائهم الأميركيين جيدة. ومع ذلك، فإن الفجوة بين مواقفهما، خاصة فيما يتعلق بالقضية الإيرانية، كبيرة. الشيء الرئيس الذي يوحد الطرفين في الوقت الحالي هو رغبتهما في بقاء نتنياهو في المعارضة. هذا هو أحد الأسباب التي جعلت الرئيس جو بايدن يظهر علانية الدفء تجاه رئيس الوزراء نفتالي بينيت.