بيّن عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم أنّ وحدة الصف الكردي هي التي تحدد مصير الشعب الكردي، وشدد على ضرورة تحقيق الوحدة الكردية على المستوى الكردستاني، وأكد: “نحن جاهزون لأجل هذه المساعي بدون أدنى شك وسنعمل على ذلك بكل تفاني”. وأوضح أنّ تأسيس “أحزاب الوحدة الوطنية الكردية” مطلب جماهيري لتحقيق الوحدة الوطنية.
أعلن 25 حزباً وحركة سياسية في روج آفا عن تأسيس مظلة موحدة لهم في العشرين من شهر أيار الجاري تحت مسمى أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، وستعمل أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، التي ستقودها هيئة منبثقة عنها، على توحيد جميع الفعاليات الخاصة بالوحدة الوطنية الكردية، حيث يجري العمل عليها على قدم وساق، بعدما طرح القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي مبادرته لتوحيد صفوف الحركة السياسية الكردية.
وللحديث بشكل أوسع حول ماهية هذا الخطوة؛ أجرت وكالة روج نيوز حواراً مع عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم، حيث قال: “إن توافق 25 حزباً سياسياً في الرؤى حول وحدة الصف ليس بالشيء الهين، والهدف هو التقدم باتجاه تحقيق وحدة الصف الكردي، حيث نسعى بجدية لضم المجلس الوطني الكردي لاتحاد أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، واللقاءات مستمرة بشكل دائم في هذا الإطار”.
وكان الحوار على الشكل التالي:
ـ كيف تم تأسيس أحزاب الوحدة الوطنية الكردية في روج آفا؟
هذا الموضوع يجري العمل عليه منذ زمن طويل، وهو مطلبنا جميعاً من جماهير وأحزاب، وفي هذا السياق، كانت تجري العديد من اللقاء منذ أمد بعيد، ولقد وجدت الفرصة المناسبة الآن لتوحيد آرائنا، وبشكل خاص بعد الدعوة من قبل مظلوم عبدي، رأينا أنه من المهم أن نخطو هذه الخطوة في سبيل الوحدة، لذلك أردنا تشكيل وفد مشترك، وشارك 25 حزباً وطرفاً سياسياً في هذا الإطار وهو العدد الأكبر ضمن تلك المساعي التي تهدف إلى وحدة صفوف الحركة السياسية الكردية في روج آفا.
ـ من هي الأحزاب التي انضمت إلى هذه المظلة أو هذا الاتحاد؟
لقد تم الكشف عن الأحزاب التي انضمت إلى سقف هذه المظلة عبر بيان، وبدون أي شك أن الذين يعملون في روج آفا هم الكرد، رغم وجود العرب والتركمان والآشوريين في إداراتنا بروج آفا، لكننا نريد أن يكون للكرد كلمة موحدة لما يتطلبه الوضع الآني الحساس في المنطقة.
ـ لماذا لم ينضم أحزاب المجلس الوطني الكردي لهذا الاتحاد؟
أحد وظائف هذه المظلة هي إجراء اللقاءات والاجتماعات مع المجلس الوطني الكردي، النقاشات منذ البداية كانت تحصل بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي، إلا أن اللقاءات الآن تحصل عبر وفد مشترك، وليس من طرف حزب الاتحاد الديمقراطي فقط، وهذا مهم للغاية، ولا تزال اللقاءات مستمرة مع المجلس الوطني من أجل ضمهم إلى هذه المظلة والأمور تبشر بخير.
ـ أثناء دعوة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي إلى وحدة الصف الكردي، سافر وفد من المجلس الوطني الكردي إلى تركيا، إلى أي درجة تؤثر علاقات المجلس الوطني مع دولة الاحتلال التركي بهذه المحاولات؟
دون أي شك سيكون لهذا الأمر تأثيراً. لكن؛ لن يؤثر على إضعاف محاولاتنا بكل تأكيد لأن هناك الأهم وهو السعي لوحدة الصف الكردي، هناك من يحاول شق الصف الكردي، بين الكردي الجيد والكردي السيء، ودون أي شك نحن ننظر بقلق إلى هذا النوع من المساعي وتركيا معروفة بعدائها للكرد ومن دون تمييز.
ـ هذه الوحدة التي تحققت الآن، هل هي للأطراف السياسية أم تشمل جميع فئات المجتمع؟
أملنا هو ألا يبقى أي كردي خارج هذه الوحدة وهذا الإطار الجامع. الذين انضموا إلى هذه المظلة هم الأحزاب السياسية فقط، لكننا نسعى في روج آفا إلى عقد مؤتمر وطني يجمع كل الكرد فيها، أي أننا لا نريد أن يكون التواجد في هذه الوحدة مقتصراً على الأحزاب السياسية فقط، بل نريد وجوداً للمؤسسات المدنية والشخصيات والأدباء المعروفين، وسيكون ذلك عبر خطوة أخرى سيتم إطلاقها فيما بعد، بعد تأسيس الوحدة الوطنية بين الأحزاب الكردية، سيكون هناك مؤتمراً أو كونفرانساً لتوحيد المجتمع بكل فئاته وشرائحه وأقسامه وهذه من أهم الخطوات التي نسعى إليها.
ـ هل ستكون لكم محاولات في هذه الإطار لنقل تجربة روج آفا إلى الأجزاء الأخرى من كردستان؟
هذا الأمر متروك لما بعد تحقيق الوحدة في روج آفا، وبلا أي شك نريد أن تحقق جميع أجزاء كردستان وحدتها الوطنية، وهناك مساعي في هذا المضمار من قبل المؤتمر الوطني الكردستاني الذي لا يدخر أي جهد في سبيل هذا المطلب، يجب ألا تنحصر هذه الوحدة في حدود روج آفا فقط، بل يجب أن تتحقق هذه الوحدة في باقي أجزاء كردستان، ونحن جاهزون لأجل هذه المساعي بدون أدنى شك وسنعمل على ذلك بكل تفاني؛ لأن وحدة الصف الكردي هي التي تحدد مصيرنا ككرد.