No Result
View All Result
المشاهدات 0
عبد الرحمن محمد –
ونحن ما زلنا نتحدث عن إبداعاته وأدبه المميز وكتاباته الأنيقة المفعمة بالآلام والمعاناة والشيء اليسير من الأمل، اختطفه الموت منا ليرحل إلى عالم الخلود الأبدي ويترك ميراثاً من الأدب والثقافة والتساؤلات، ليرحل حنا مينة عن وطن لم يعرف فيه سكينة لروحه بعد أربعة وتسعين عاماً شهدت صرخته الأولى في وجه الحياة.
هو شيخ الرواة والكتاب بلا مواربة، وحكيم أدباء عصرة، وقد شهدت مدينة اللاذقية سنة 1924م مولده، وظلت عالقة في فكره وبين أهدابه وسطور كتاباته التي ركزت كثيراً على البحر وأهله، واتسمت بالواقعية والمعاناة.
للشيخ الراحل روايات وكتابات رسمت حروفها في الذاكرة السورية، لم تنطفئ “المصابيح الزرق” منذ عام 1954م فيها، وما زال “الشراع والعاصفة” في صراع على البقاء، ويقف شاهداً على “نهاية رجل شجاع” ويسطر روايات أخرى كـ “الياطر” وغيرها من الأعمال الخالدة.
أمضى مينه سنين عمره في عشق للبحر وصداقة حميمة معه، بين اللاذقية ولواء اسكندرون، وأمضى حياته كادحاً في الأعمال الشاقة كالعتالة والحلاقة وغيرها، وكان البحر مصدر الهامه وموضوع جل كتاباته: “البحر كان دائما مصدر إلهامي، حتى أن معظم أعمالي مبللة بمياه موجه الصاخب”، ولم يكن يحب الشهرة والظهور للعالم ككاتب متميز، بل كتب منذ زمن وصيته التي جاء فيها “عندما ألفظ النفس الأخير، آمل، وأشدد على هذه الكلمة، ألا يذاع خبر موتي في أية وسيلة إعلامية، مقروءة أو مسموعة أو مرئية، فقد كنت بسيطاً في حياتي وأرغب في أن أكون بسيطاً في مماتي”.
عمل شاق في الوطن وغربة وهجرة ومعاناة في الغربة، كانت ثمارها حوالي الأربعين عملاً أدبياً أثرت المكتبة العربية وأضافت لها الكثير من الإبداع. وترجم البعض منها للغات عالمية فيما تم تحويل العديد منها إلى أعمال فنية متنوعة في السينما والتلفزيون.
ساهم حنا مينه في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب في دمشق في خمسينات القرن الماضي، ولعب دوراً ريادياً في الرواية السورية والعربية واستحق لقب “شيخ الرواية السورية”.
كان نصير الكادحين والمرأة في كل أعماله ونال العديد من الجوائز العربية، ورغم كل نتاجه الأدبي وكتاباته فإنه كان يقول عن الكُتاب: “مهنة الكاتب ليست سواراً من ذهب، بل هي أقصر طريق إلى التعاسة الكاملة”.
No Result
View All Result