أوضح رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا شيخموس أحمد، بأن ما جرى في مخيم الهول دليل على قوة علاقة تركيا بمرتزقة داعش، كونها المعبر الأساسي لدخوله إلى سوريا، وخطوة لاستخدام هؤلاء المرتزقة لتهديد الأمن الدولي، وأكد بأنه يقع على عاتق المجتمع الدولي الوقوف في وجه هذا الابتزاز ومخططات الاحتلال التركي التوسعية في المنطقة.
منذ بداية الأزمة في سوريا وظهور مرتزقة داعش وغيرهم من المجموعات المرتزقة الراديكالية، تسعى تركيا وبكل السبل إلى دعم الإرهاب والاستفادة منه في سوريا، لتمرير مخططاتها وأجنداتها في المنطقة، وفي الفترة الأخيرة كشفت الوسائل الإعلامية التركية الرسمية والناطقة باسم حزب العدالة والتنمية في تركيا أن الاستخبارات التركية تمكنت من تهريب مواطنة مولدوفيّة وأطفالها الأربع من أسر مرتزقة داعش من مخيم الهول.
وكان في استقبال المرأة التي تم تهريبها من قبل الاستخبارات التركية، والتي تدعى بحسب الإعلام التركي ” ناتاليا باركال”، والتي سافرت إلى سوريا برفقة زوجها عام 2013، كبار مسؤولو السلطات التركية، وهذا دليل على أن تركيا هي الداعم الأساسي لداعش والجماعات الإرهابية في سوريا وغيرها من الدول.
الحدود التركيّة ممر لعبور المرتزقة
وحول هذا الموضوع تحدث رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين شيخموس أحمد لوكالة فرات للأنباء ANF قائلاً: إن ما جري في مخيم الهول من عملية تهريب المولدوفية وأربعة من أطفالها، ليس بجديد على الدولة التركية وخلاياها ضمن مرتزقة داعش، وهذا يدل على أن هناك علاقة قوية بين الجهتين. فمنذ بدء الأزمة السورية في 2011 أصبحت الحدود التركية ممرًّا لدخول آلاف المرتزقة من الدواعش وغيرهم إلى سوريا عبر البوابات الحدودية التركية الرسمية وطرق أخرى، وجلهم من المرتزقة الأجانب والعرب الذين اتخذوا من البوابات التركية معبراً للوصول إلى سوريا ومن ثم العراق”.
وأشار أحمد على أن الدولة التركية تهدد المجتمع الدولي والدول الأوروبية من خلال إرسال المجموعات المرتزقة واللاجئين الموجودين في تركيا إلى تلك الدول، واصفاً الدولة التركية على أنها منبع خلايا مرتزقة داعش وإنتاج داعش من جديد، وإرسالهم إلى عدة دول ومنها ليبيا وأرمينيا وكل بقاع العالم.
أن اعتراف الأجهزة التركية بتهريب امرأة مولدوفية وأربعة من أطفالها “دليل دامغ على تورطها بالعلاقة مع خلايا مرتزقة داعش”. في كل مكان، بحسب أحمد.
ولفت أحمد خلال حديثه، إلى أن الدولة التركية هي الداعم الأساسي لمرتزقة داعش في محاولة لإعادة لملمة صفوفه من جديد، والهدف من ذلك هو القضاء على مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية ومشروع الأمة الديمقراطية الذي يعتمد على العيش المشترك وأخوّة الشعوب أساساً للبناء عليه، كون تركيا لم تتقبل مثل هذا المشروع، ولذلك تقوم بتحريك خلايا مرتزقة داعش وتقويتها وإعادة هيكليتها من جديد في مناطق شمال وشرق سوريا عامةً، وتابع بالقول: مخيم الهول الذي بإمكاننا تسميته بالدولة المصغرة لمرتزقة داعش، هذه الأفعال والداعم المباشر لمرتزقة داعش يشكّل خطرًا وتهديدًا على أمن واستقرار العالم برمته، وليس فقط على شمال وشرق سوريا فقط، فالدولة التركية تبتز كافة الدول من خلال هذه المجموعات المرتزقة”.
على المجتمع الدولي الوقوف في وجه الابتزاز التركي
وتعمل تركيا حاليًّا وعبر المنظمات التي تدّعي بأنها تعمل في مجال الإغاثة على تهريب نساء داعش الأجانب، وإرسالهن إلى الدول الأوربية والدول الأخرى لتنفيذ مخططات وعمليات ضد شعوب تلك الدول، وقالت مصادر أمنية في مخيم الهول أن ما تسمى هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات (IHH) التركية تعمل تحت ستار منظمة خيرية على تهريب نساء داعش ذوات الجنسيات الأجنبية، واستخدامهن كورقة ضغط، وإرسالهن إلى دولهن، في خطوة تهدد الأمن الأوروبي كون غالبية النساء من ذوات الجنسيات الأوربية.
المصادر الأمنية اطلعت على اعترافات الداعشيات، ونوهت أن الأموال التي تصل إلى هؤلاء اللواتي يحاولن الهرب، تأتي من تركيا عن طريق داعشيات تركستانيات ينظمن حملات يسمينها “الصدقات” في تركيا، ويجمعن الأموال بهدف تهريب الأسر التي لا يوجد لديها مصدر مادي.
وشدد رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا شيخموس أحمد في نهاية حديثه، بأنه يقع على عاتق المجتمع الدولي الوقوف في وجه هذا الابتزاز ومخططات الاحتلال التركي والوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه، وخاصة في الفترة الأخيرة، وعليهم الوقوف في وجه كل ما تقوم به تركيا فأنها تهديد للعالم العربي والعالم أجمع”.