سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

وحشية داعش في شنكال تتكرر في عفرين بتوقيع تركي

وكالة انباء الفرات –

 تتزايد انتهاكات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها في عفرين المحتلة يوماً بعد يوم، إذ لم ينجو من شرهم أحد، من خطف وقتل وابتزاز وسرقة للآثار والمحاصيل الزراعية وتجنيد الشباب ومن أجل إرسالهم للقتال في ليبيا، وصولاً إلى ارتكاب الجرائم بحق الإيزيديين.
الناشط العراقي الايزيدي الشهير اسماعيل مراد العامل في مجال الدفاع عن حقوق الإيزيديين الذين تعرضوا لمحاولة الإبادة على أيدي تنظيم داعش الإرهابي إثر دخوله إلى مناطقهم في العراق سنة 2014 لا سيما في شنكال، أن “الإيزيديين في عفرين يتعرضون لإبادة جديدة”.
كما أكد أن الفصائل المرتزقة التي تأخذ أوامرها من دولة الاحتلال التركي، هجرت عشرات العائلات من ديارها وأراضيها، واستولت على بيوت الإيزيديين، وحولتها إلى ثكنات أو مقرات عسكرية أو سجون.
مأساة شنكال تتكرر
واعتبر المدير التنفيذي لمنظمة يزدا المعنية بحقوق الإنسان في مقابلة مع شبكة العربية، أن “ما حصل في شنكال عام 2014 يتكرر اليوم في عفرين، حيث يُجبر الإيزيديين على تغيير دينهم، كما يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل والتهجير، تماماً كما فعل داعش عند اجتياحه شنكال ذات الغالبية الإيزيدية، وارتكب مجزرة راح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب الإيزيدي.
كما أوضح أن ” ما يقارب الـ 22 قرية إيزيدية أفرغت مع دخول الجيش التركي والمجموعات المرتزقة  “حيث اضطر أغلبية أبناء تلك المناطق في سوريا إلى ترك قراهم والذهاب إلى مخيمات أقيمت جنوب عفرين، ومن هناك خرج الكثير منهم إلى لبنان والعراق، مؤكداً وجود أكثر من 140 عائلة من عفرين فقط في لبنان، هربت خوفاً من بطش تركيا ومرتزقتها، في حين هربت نحو 70 عائلة إلى العراق منذ الاحتلال التركي لعفرين.
على خطى داعش
كما لفت مراد الانتباه إلى أن ” الأتراك هدموا عدداً من المزارات وأماكن العبادة الإيزيدية في ممارسات متناغمة من حيث سياسة الإبادة والإنكار، مع ممارسات داعش من قتل واغتصاب وخطف تجاه الإيزيديين في شنكال.
كما اعتبر أن تركيا استباحت كل شيء في عفرين، مناشداً المجتمع الدولي التدخل لحماية شمال سوريا من بطش الأتراك ومرتزقتهم، واصفا ما يجري بالتطهير العرقي.
من جانبه، قال علي عيسى مدير مؤسسة إيزيدينا ” إن تعداد الايزيديين في عفرين قبيل الغزو التركي، كان يقدر بـ 35 ألف نسمة، ولكن حوالي 90 % من الإيزيديين نزحوا أو هجروا إلى خارج عفرين”.
فقد أجرى فريق رصد الانتهاكات بحق الايزيديين في عفرين، إحصاءً ميدانياً للايزيديين الذين كانوا متوزعين في أكثر من 22 قرية ايزيدية، بعد احتلال عفرين في أواخر عام 2019، وجاءت النتيجة مفاجئة بحسب ما أفاد به عيسى، حيث انخفض عدد الإيزيديين إلى حوالي 1500 شخص فقط، معظمهم من كبار السن.
وأضاف أن الانتهاكات بحق الإيزيديين عديدة ومستمرة من قتل متعمد للمدنيين الإيزيديين لدوافع متطرفة، وتدمير واسع للمزارات الدينية التي يتجاوز عددها الـ 18 مزاراً موزعين في منطقة عفرين، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى من خطف وتعذيب للنساء والتعدي عليهن جسدياً ونفسياً.
وناشد الراي العام بخصوص الممارسات الوحشية التي ترتكب بشكل يومي من قبل الفصائل المرتزقة الموالية لدولة الاحتلال التركي، من اعتقالات تعسفية وعمليات خطف بحق نساء ايزيديات وانتهاكات جسدية.
كما وثقت مؤسسة إيزدينا شهادات العديد من الفتيات اللواتي تعرضن للاعتقال أو التحقيق، فضلاً عن شهادات لذوي النساء اللواتي قتلن بدوافع متطرفة، ومنها شهادة ذوي “نرجس دادو” التي قتلت بعشرات الرصاصات في 17 تشرين الثاني 2019. بالإضافة إلى شهادات لأطفال تعرضوا للتحرش، وقد تم تقديم تلك الملفات إلى عدد من المنظمات الحقوقية الدولية، لا سيما لجنة التحقيق الدولية المستقلة للأمم المتحدة.