مركز الأخبار ـ ارتفعت حصيلة الهجمات الدموية في السويداء إلى 246 ولا تزال قابلة للارتفاع, فيما تواصل قوات النظام هجماتها على مناطق حوض اليرموك غرب درعا.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حصيلة الخسائر البشرية تواصل ارتفاعها في مدينة السويداء وريفها على خلفية الهجمات الدموية الأعنف (الأربعاء) حيث ارتفع إلى 246 شخصاً. وتأتي عملية الارتفاع هذه على خلفية مفارقة عدد من الجرحى لحياتهم متأثرين بجراحهم، بالإضافة للعثور على مفقودين وقد جرى إعدامهم ميدانياً في هجمات مرتزقة داعش على ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي، كذلك لا تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع، لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة بالإضافة لوجود مفقودين لا يزال مصيرهم مجهول إلى الآن. وكان عناصر من مرتزقة داعش تمكنوا صباح الأربعاء من التسلل إلى مدينة السويداء ونفذوا ثلاثة تفجيرات، الأول قرب السوق والثاني عند دوار المشنقة والثالث استهدف دوار النجم وجاءت سلسلة التفجيرات التي هزت مدينة السويداء بالتزامن مع الهجوم الذي يشنه مرتزقة داعش على قرى المتونة ودوما وتيما بريف السويداء أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وفي درعا تواصل قوات النظام هجماتها على مواقع مرتزقة «جيش خالد بن الوليد» التابع لداعش في منطقة حوض اليرموك بالقطاع الغربي من ريف درعا، وأقصى ريف القنيطرة الجنوبي المحاذي لحوض اليرموك. وتترافق الهجمات مع استمرار الضربات الجوية المكثفة على مواقع جيش خالد في المنطقة، حيث تمكنت قوات النظام من مواصلة تقدمها وقضمها لمزيد من المناطق بشكل متسارع وذلك بغطاء ناري مكثف ليرتفع إلى 22 على الأقل عدد البلدات والقرى التي سيطرت عليها قوات النظام خلال الـ 24 ساعة الفائتة في حوض اليرموك وجنوب القنيطرة، وأبرزها أبو حارتين وصيدا الجولان وعين ذكر.
وفي القنيطرة أفاد المرصد السوري أنه جرى التوصل إلى اتفاق بين النظام والمجموعات المسلحة في بلدة جباتا الخشب في منطقة وقف الاشتباك بريف القنيطرة الشمالي، حيث ينص الاتفاق على تسليم المسلحين لأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة، وأن تدخل قوات النظام للمنطقة، فيما سيتم نقل جميع الرافضين للاتفاق من مقاتلين وعوائلهم ومدنيين آخرين إلى الشمال السوري، وبدأت قوات النظام هجوماً على الجنوب السوري بهدف الوصول إلى الحدود الأردنية والإسرائيلية، حيث عقدت روسيا سلسلة من الاتفاقيات مع المسلحين سمحت للنظام بالتقدم بسرعة.
واستنكرت مؤسسات شمال سوريا هذه التفجيرات، حيث أشار مركز العلاقات الدبلوماسية لحركة المجتمع الديمقراطي إلى أن الهدف من تفجيرات السويداء هو الهدف نفسه مما حصل ويحصل في مقاطعة عفرين، قائلاً «حان الوقت لحل المعضلة السورية».
أصدر مركز العلاقات الدبلوماسية لحركة المجتمع الديمقراطي بياناً إلى الرأي العام، أشار فيه إلى الانتهاكات التي تجري في عفرين وتفجيرات السويداء. وجاء في نص البيان: «نندد بأشد العبارات باسم مركزنا ما حصل في مدينة السويداء بتاريخ 25-7-2018 ونتضامن مع شعبها وهذا الهجوم في الهدف مماثل للهجوم على عفرين حيث أن مكافحة شعبنا للإرهاب كان ولا يزال دفاعاً عن عموم سوريا، نترحم على الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل لجميع الجرحى، ما حصل يؤكد مرة أخرى بأن الوقت قد حان من أجل حل المعضلة في سوريا ومن أجل منع المزيد من الهجمات الإرهابية ومنع المزيد من إراقة الدم السوري لا بد من التوجه نحو بذل كل الجهود فيما يخدم الحل في سوريا ويؤدي إلى بناء سوريا ديمقراطية خالية من مظاهر العنف والتفرقة».
وقدمت الهيئة الوطنية العربية العزاء للشعب السوري عامة وأهالي السويداء خاصة «بما فُجعوا به من ضحايا تفجيرات وهجمات استهدفت الأبرياء والمدنيين العزل»، وقالت الهيئة:» نحمّل أطراف الصراع الذين يستمرون بتعنتهم، المسؤولية عما يعانيه شعبنا والذي جرّ البلاد لهذا الجحيم وجعلها ساحة للصراع الدولي والإقليمي». وجاء ذلك عبر بيان أصدرته الهيئة الوطنية العربية قالت فيه: «تعرضت مدينة السويداء وريفها لهجمات إرهابية الأربعاء راح ضحيتها أكثر من 200 شخص بين قتيل وجريح من المدنيين الأبرياء. نحن في الهيئة الوطنية العربية ندين بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف الأبرياء ونعتبره وصمة عار على من قام به. كل ما يتعرض له الشعب السوري على امتداد البلاد من قتل وتهجير وإرهاب هو نتيجة لغياب الإرادة الحقيقية لأطراف النزاع للوصول إلى الحل السياسي وتغليب لغة التهديدات على لغة الحوار والتفاهم الوطني مما يسمح للاعبين الإقليميين والدوليين بتمرير ألاعيبهم القذرة عبر أدواتهم المتمثلة بالتنظيمات الإرهابية التي جلبت الويلات والمآسي للشعب السوري».
كما ونددت الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية بالمجزرة التي تعرض لها شعب السويداء على يد مرتزقة داعش؛ وأكدت أن «هذا الإرهاب موجه بالأساس لمحو ثقافة الموحدين الدروز التي تتميز بها السويداء، وأنها تذكرنا بما فعله هذا الإرهاب بأهلنا من المكون الإيزيدي في شنكال ومجزرة قامشلو»؛ وجاء ذلك عبر بيان أصدرته الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية حول ما ارتكبه مرتزقة داعش من مجازر اليوم في محافظة السويداء السورية، وقالت في بيانها: «تعرضت السويداء؛ المدينة وبعض قراها اليوم لهجوم إرهابي ممنهج راح ضحيته مئات الشهداء والجرحى والمفقودين جلّهم من المدنيين العزل أطفالاً ونساء وشيوخاً، بحسب المصادر المحلية. إننا في الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد) في الوقت الذي ندين فيه بأشد العبارات المجزرة التي تعرض لها شعب السويداء على يد مرتزقة داعش؛ فإننا نؤكد بأن هذا الإرهاب موجه بالأساس لمحو ثقافة الموحدين الدروز التي تتميز بها السويداء وتساهم في إغناء الثقافة السورية ذات التنوع والتعدد القومي والديني والطائفي، وأن آلة الموت الداعشي السوداء تعبّر عن نفسها فقط ولا علاقة لها بأي دين؛ فلها العلاقة بمن يستفيد من بقاء مثل هذه التنظيمات الإرهابية من ترسيخ لسطوة الاستبداد في فرض نمط معيّن على عموم شعب سوريا المعروف بثقافاته المتنوعة، وأنها تذكرنا بما فعله هذا الإرهاب بأهلنا من المكون الإيزيدي في شنكال، وأيضاً قبل سنتين من اليوم نفسه في مدينة قامشلو، المجزرة التي تعرضت لها مُخلِفة العشرات من الشهداء والجرحى.
إن مجزرة السويداء تؤكد حقيقة بأن داعش لا تزال موجودة بالرغم من الضربات القاصمة التي وجهتها لها قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا وشرقي الفرات مدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. والأخطر في هذا الوجود هي الأسباب التي تتركز عليها عموم التنظيمات الإرهابية والحاضنة التي تتبناها والفكر التكفيري الذي يسيّرها؛ لذا فإن مجلس سوريا الديمقراطية وقواته على كامل الاستعداء للقيام بواجبها لرد التهديد الذي يتعرض له أهلنا في السويداء والتعامل مع ذلك كحالة وطنية تستهدف التكاتف والتعاضد، واعتبار إنهاء الإرهاب في أي شبر من الجغرافية السورية من حالات المنجز الوطني المحض وفي الوقت نفسه بالمهيأ لأجواء الحل، وهذا ما أكدناه في مؤتمرنا الثالث الاعتيادي والحوار السوري ـ السوري الذي أعقبه بأن إنهاء الاحتلالات التي تتعرض لها سوريا وتجفيف مصادر الإرهاب يجب أن تكون في رأس الأجندة الوطنية السورية».