سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شعوب شمال وشرق سوريا: “وحدة الصف الكردي تُزيدنا قوةً وتماسكاً”

استطلاع / إيفا ابراهيم – 
جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته في مناطق شمال وشرق سوريا لا تعد ولا تحصى، حيث تستهدف بالدرجة الأولى المشروع الديمقراطي القائم، وتحاول زرع الفتنة بين شعوب المنطقة؛ لتسهيل تنفيذ مخططاتها العثمانية فيها واحتلالها؛ هذا ما أكدته شعوب شمال وشرق سوريا الذين لم يقفوا مكتوفي الأيدي ضد هذه الفتنة فرصوا صفوفهم ووقفوا خلف قواتهم، وأشاروا إلى أن  مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي حول وحدة الصف الكردي خطوة تاريخية لاقت النجاح في المجتمع.
وحول هذا الموضوع؛ أجرت صحيفتنا استطلاعاً رصدت من خلاله آراء شعوب شمال وشرق سوريا من العرب والكرد حول وحدة الصف الكردي. 
وحدة الصف الكردي تقوي الروابط الأخويّة
وفي البداية؛ حدثنا الرئيس المشترك لمجلس ناحية تل كوجر نواف الفهد قائلاً: “وحدة الصف الكردي لا بد أن تنجح، لما لها من أهمية في تعميق أسس الأخوّة بين شعوب المنطقة، وأيضاً لها عمق استراتيجي في أجزاء كردستان الأربعة، وبكل تأكيد سيكون لها تأثير على بقية الشعوب في المنطقة من حيث الاستقرار والأمن والتكاتف. ونحن كعرب نبارك هذا النجاح الذي تحقق في المرحلة الأولى من الاتفاق على جميع أبناء الشعب الكردي”.
وأكد الفهد قائلاً: “بالنسبة للتقسيمات السياسية والعسكرية وما شابه ذلك، نحنُ كعرب نتفق مع توصل الكرد إلى وحدة الصف لأنه عامل قوة بالنسبة لنا، ونتأمل النجاح لهذا الاتفاق؛ كونه يخلق حالة من الارتياح بين الشعوب في شمال وشرق سوريا ومنها أبناء الشعب العربي”.
وحول هجمات الدولة التركية المحتلة على مناطق شمال وشرق سوريا تحدث الفهد قائلاً: “للوقوف في وجه أي عدوان أو أية هجمات من قبل تركيا أو غيرها؛ لا بد من وحدة الصف الكردي أولاً ومن ثم وحدة الصف بين جميع شعوب المنطقة، وكما نعلم أن المحتل التركي يحاول زعزعة الاستقرار وزرع الفتن بين شعوب المنطقة بشكلٍ عام، وخير دليل على ذلك الهجوم الأخير على شنكال ومخمور وحلنج، وهذا يثبت بأنهم يسعون للنيل من حرية وإرادة هذا الشعب. نتمنى من جميع الأطراف والقوى الكردية، أن تكون جادة في الوصول للوحدة، ولا تعير اهتماماً لتهديدات الدولة التركية، وذلك لتحقيق مطالب الشعوب”.
وأضاف: “نحنُ أبناء الشعب العربي؛ ننظر إلى الشعب الكردي بأنه شعب مكافح ومناضل يطالب بحقوقه المشروعة؛ كونهم أصحاب حق، وسنكون يداً واحدة في جميع الظروف التي نمر بها في مناطقنا، ولا يمكن أن يتم التفرقة بيننا لأن دماء شهدائنا هي التي تربطنا، ومن الضروري تكاتف الجميع لتحقيق مبدأ الأمة الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا”.
وفي الختام؛ طالب الرئيس المشترك لمجلس ناحية تل كوجر نواف الفهد حديثه؛ قائلاً: “على المجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف انتهاكات جيش الاحتلال التركي، في مناطق شمال وشرق سوريا وعدم التدخل في الأراضي السورية، كون الحل في سوريا يكمن في الحوار بين السوريين أنفسهم”.
الوحدة تحقق مصالح شعوب المنطقة كافة
وفي السياق ذاته؛ حدثتنا عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي دلال حسين قائلةً: “المبادرة التي أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لتوحيد الصف الكردي لها أهمية بالغة وإيجابية بالنسبة للشعب الكردي في المستقبل، حيث جاءت في الوقت الذي يتطلب توحيد الآراء من أجل مصالح الشعب الكردي وشعوب المنطقة أيضاً”.
وتابعت دلال حسين حديثها بقولها: “الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا انتهاكات صارخة للمواثيق الدولية. دولة الاحتلال التركي تحاول سلب إرادتنا وإفشال مشروع الأمة الديمقراطية الذي ينادي بالحرية والعدالة والمساواة وأخوّة الشعوب، فالوحدة الكردية ستحقق الكثير من المكاسب وستكون لها نتائج إيجابية على مناطق شمال وشرق سوريا، بالرغم من مرورها بالظروف الصعبة”.
واختتمت عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي دلال حسين حديثها؛ قائلة: “وحدة الصف يزيدنا قوةً وإرادة وتمسكاً بالوطن والدفاع عنه، وهجمات المحتل التركي ستبوء بالفشل، فالأرض أرضنا، والسماء سماءنا، والتاريخ تاريخنا، والمؤامرات مهما كانت صعبة النصر حليفنا، والديمقراطية نظامنا واللامركزية مطلبنا”.
مبادرة وحدة الصف الكردي تشمل الجميع
وحول الموضوع ذاته؛ حدثنا الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في تل حميس أحمد العباوي قائلاً: “أبناء الشعب الكردي مُنذ مئات السنين تم تهميشهم وحرموا من الكثير من حقوقهم. ولكن؛ بفضل فكر وفلسفة الأمة الديمقراطية، وقيام ثورة 19 تموز في مناطق شمال وشرق سوريا وصلوا إلى مرحلة هامة للحصول على حقوقهم، ونحنُ أبناء الشعب العربي نفتخر بهؤلاء المناضلين والمناضلات بالدفاع عن هذه المناطق، ونتمنى أن يكونوا في طليعة الشعوب في المناطق السورية كافة”.
وأشار العباوي في حديثه؛ قائلاً: “نحن على يقين بأن مبادرة وحدة الصف الكردي، لا تشمل الشعب الكردي فقط بل تشمل جميع شعوب شمال وشرق سوريا، ونجاح الاتفاق في وحدة الصف الكردي يعني نجاح التجربة الديمقراطية، نتمنى أن تحقق هذه المبادرة في المراحل المقبلة نجاحٍ أكبر، كونها تخلق ارتياحاً بين أبناء شعوب المنطقة بشكل عام”.
واختتم الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في تل حميس أحمد العباوي حديثه؛ قائلاً: “الاحتلال التركي العثماني احتل الوطن العربي أربعمئة عام، ويحاول الآن إعادة أمجاد أجداده واحتلال مناطق شمال وشرق سوريا؛ كونها غنية بثرواتها الباطنية والزراعية. ولكن؛ بفضل وحدة الشعوب وتماسكهم استطعنا تحرير أراضينا من فكر المرتزقة ورجسهم، سنناضل حتى تحرير آخر ذرة من ترابنا”.