No Result
View All Result
المشاهدات 0
نوري سعيد –
لا أعتقد أن الكرد قد أظهروا العداء لروسيا في أي وقت من الأوقات، وإذا كانوا قد انتقدوا بعض مواقفهم بسبب سياساتهم في المنطقة فهذا لا يُعدُّ قطيعة أو عداء للروس، وبالرغم من أن شرق الفرات تعد المنطقة الأكثر أمناً واستقراراً وتقدماً قياساً بالمناطق السورية الأخرى. ولذلك؛ كانت التصريحات الروسية الأخيرة مثار استهجان. والجميع استغرب تصريح لافروف الذي أبدى قلق روسيا إزاء محاولة الأمريكان إقامة دويلة كردية في شرق الفرات، وليعلم وزير الخارجية الروسي لافروف بأن الكرد يرفضون فكرة التقسيم منذ بداية الأزمة السورية وحتى الآن؛ ذلك لأنهم ربطوا مصيرهم بمصير أشقاءهم العرب والسريان والكلدو آشور ولا يمكن أن يقبلوا إلا بالعيش المشترك مع جميع المكونات؛ لأن الحركة الكردية في أجزاء كردستان كافة رفضت فكرة تقسيم أي بلد يتواجدون فيه ويعتبرون أنفسهم جزءاً من النسيج الوطني في تلك الدول، ومجلس سوريا الديمقراطية الذي يضم كل المكونات ومن ضمنهم الكرد، إنما يعمل على بناء سوريا ديمقراطية لا مركزية وهو ليس مع فكرة إقامة دويلة لأي مكون، وهي تصر على وحدة وسيادة سوريا أرضاً وشعوباً ومكونات. ولكننا بالمقابل نقول: إن مَن يبدي قلقه عن نية أمريكا إقامة دويلة للكرد لا يفصل القرم عن أوكرانيا رغم احترامنا للافروف الذي يطالب دوماً ضرورة إشراك الكرد في المؤتمرات كافة التي تعقد سواءً في جنيف أو أستانا أو سوتشي، والموقف التركي موقف لا هدف له سوى معاداة الكرد وقضم الأراضي السورية، من هنا يأتي استغراب الكرد من تصريح لافروف لأن أي طرف كردي لم يرحب بأي طرح يؤدي إلى تقسيم سوريا. ولهذا لا يوجد أي مبرر للقلق الروسي، وإن التاريخ الكردي في سوريا مشرف لأننا كنا ولا نزال وطنيون مخلصون وأوفياء وكل ما نطالب به هو الاعتراف بنا وبحقوقنا، فلقد حُرِمنا حتى من لغتنا الأم وبقيت نتائج إحصاء 1962 سارية المفعول حتى بدء الحراك الشعبي في سوريا، ومع ذلك اتهمَنا أشقاءنا في الوطن بالخيانة والعمالة. إن تصريح لافروف يوحي بوجود تفاهم أمريكي ـ كردي لإقامة دويلة كردية في شرق الفرات، وهذا لا أساس له من الصحة لأن الكرد أصحاب فكرة الأمة الديمقراطية التي تدعو إلى التعايش الأخوي المشترك، وحصول المكونات كافة في سوريا على حقوقهم المشروعة في إطار دستور جديد يشارك في صياغته الكل دون استثناء. وأن يكون للأمم المتحدة دور في ذلك حتى تضمن حقوق الجميع مع الحفاظ على وحدة وسيادة البلد. نقول ونؤكد وهذا ما تؤكده جميع الحقائق على الأرض، أن الكرد في سوريا ما كانوا ولم يكونوا في يوم من الأيام عامل قلق لأي طرف، بل عانوا من القلق والظلم والتهميش وحتى الجنسية أكثر من أي شعبٍ من شعوب المنطقة. وفي الختام من المؤسف أن يصدر مثل تصريح كهذا من وزير خارجية دولة تعتبر سليلة الاتحاد السوفيتي، وتعتبر من القوى الفاعلة في المنطقة وهي دولة مؤثرة على القرار الدولي، وكانوا يوماً من الأيام يمثلون الاشتراكية التي كانت تنادي بحق تقرير المصير للشعوب المظلومة والمضطهدة كافة.
No Result
View All Result