تتمة الحلقات التي يحيكها المحتل التركي بحق المدنيين العُزّل بشكل عام والمرأة الحرة بشكل خاص في مناطق شمال وشرق سوريا كانت في قرية حلنج بكوباني، إلا أن الشعب لم يصمت كما يفعل المجتمع الدولي إزاء جرائم نبع الإرهاب، بل ارتفع صوت الشعب والمرأة لمحاسبة مرتكبي الجريمة بحق الشهيدات في المجزرة الأخيرة.
تستمر الانتهاكات التركية بحق أبناء شمال وشرق سوريا الأبرياء, ويستمر حمام الدم بالنزيف من باشور كردستان إلى عفرين المحتلة وكوباني, في سلسلة جرائم الفاشي أردوغان التي تستهدف شعوب المنطقة بشكل عام والوجود الكردي أينما كان, هي اعتداءات ليست بجديدة بل هي تتمة الحلقات التي يحيكها المحتل التركي في استهداف المدنيين وآخرها مجزرة (حلنج) وهي قرية في ريف كوباني, والتي راح ضحيتها العضوتان في مؤتمر ستار بإقليم الفرات (زهرة بركل وهبون ملا خليل وصاحبة المنزل أمينة ويسي).
من يحقن دماء الأبرياء ويحميهم من يد الغدر
هؤلاء النسوة لم يحملن سلاح ولم يهاجمن أحد, أنهن فقط كنَّ في مرمى طيران أردوغان المجرم, حيث استشهدن على يد الغدر العثمانية والتي لا تفرق بين حجرٍ أو بشْر, وهنا نسأل؟؟؟ من يدّعي بأنه حامي الحمى ودافع الخطر عن الأبرياء, ألا وهي المنظمات الدولية وحقوق الإنسان والتي تقف صامتة بكل خزي وخذلان أمام كل تلك الجرائم, أو ليسَ الجدير بها أن تردع الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة له, عن كل الأفعال الشنيعة التي يمارسها بحق البشرية جمعاء, المتمثلة بالخطف والقتل والتنكيل, خارجةً عن سباتها المزعوم والذي يُعرّيها أمام العالم أجمع من كلُّ الشعارات التي تنادي بها.
وقفة احتجاجية
بكل شجاعةٍ وإقدام واحتجاجاً على الصمت الدولي حيالَ انتهاكات الدولة التركية التي ترتكبها بحق المدنيين في شمال وشرق سوريا واستهدافها للنساء, نظم مؤتمر ستار في مقاطعة الحسكة وقفة احتجاجية أمام مقر قوات التحالف الدولي في مدينة الحسكة تحت شعار (شهادتكم تزيدنا إصراراً في مواصلة النضال للوصول إلى حرية المرأة), وحملت المحتجات لافتاتٍ كُتب عليها “نحن لا نموت، الشهادة حياة لنا”, ” كما حملن صور الشهيدات اللواتي استشهدن في قرية حلنج بمدينة كوباني, ورفعن أعلام مؤتمر ستار وطالبن بإحقاق الحق ودحر الظلم عن كل الأبرياء العزل.
بعد الوقفة الاحتجاجية والتي استمرت أكثر من ساعة ونصف تحت أشعة الشمس الحارقة, والتي لم تثنيهن عن التنديد والاستنكار وترديد شعارات الحق والحرية للمرأة في عموم سوريا والمطالبة بتأمين حياة آمنة للنساء أينما كن, تشكل وفد من المحتجات لطرح المطالب التي قدموا من أجلها وإيجاد الحلول المناسبة لوضع حد لكل هذه التدخلات والانتهاكات التركية, حيث تم تسليم رسالة إلى مكتب الأمم المتحدة والتي لاقت التعاطف من قبل التحالف على حد وصفهن.
تكرار الجرائم بحق المرأة
بعد تقديم الرسالة ألقت عضوة مؤتمر ستار في مقاطعة الحسكة “أفين باشو” بياناً جاء فيه: جريمة تلو الأخرى يرتكبها النظام التركي الفاشي بحق شعبنا المنتفض من أجل حريته وضمان وجوده، بتاريخ الـ 23 حزيران 2020 تم اغتيال ثلاث نساء مدنيات, الأم أمينة ويسي وعضوتا مؤتمر ستار زهرة بركل وهبون ملا خليل في قرية حلنج التابعة لمدينة كوباني من قبل الجيش التركي، كانت كل من زهرة وهبون ناشطات في مجال حقوق المرأة، هدفهما الأساسي بناء مجتمع حر وديمقراطي تسوده العدالة والمساواة.
أشارت في البيان إلى الجرائم المتكررة بحق المرأة, في محاولةِ كسر إرادتها وإضعاف عزيمتها, لأن المحتل التركي يدرك تماماً أنه بتحرر المرأة تتحرر المجتمعات من العبودية, ويعلم أن المرأة التي” تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها.
وطالبت عضوات مؤتمر ستار من خلال البيان التحالف الدولي بالوفاء لشعوب وطوائف شمال وشرق سوريا، والامتثال لمبادئ الاتفاقية الموقع عليها في تشرين الأول 2019 بين الولايات المتحدة وتركيا, وأن تتم محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وكل من يقدم الدعم لأردوغان , ومساندته في حروبه المستمرة على دول الجوار.
أهالي الشدادي يناشدون الأحرار للوقوف في وجه عدو المرأة
وفي الشدادي أيضاً خرج الأهالي في تظاهرة للتنديد بجرائم الاحتلال التركي ومرتزقته في شمال وشرق سوريا وفي باشور أيضاً.
انطلقت التظاهرة من أمام مبنى مجلس ناحية الشدادي وتوجهوا إلى ساحة الجبسة، وسط ترديد الشعارات التي تندد بجرائم الاحتلال التركي في شمال وشرق سوريا وهجماتها على مناطق شنكال.
ورفع المتظاهرون صور الشهيدات اللاتي استشهدن قبل أيام في قصف الطائرة المسيّرة التابعة للاحتلال التركي على قرية حلنج في كوباني ويافطات تندد بجرائم الاحتلال وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك.
وتجمع المتظاهرون في ساحة الجبسة وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ألقت الإدارية في مؤتمر ستار في ناحية الشدادي أميرة السعد كلمة ناشدت فيه الأحرار في العالم بالوقوف في وجه ممارسات الفاشية التركية ومرتزقتها من قتل واعتقال النساء واختطافهن وترويع للأمنين في مناطق شمال وشرق سوريا وشنكال.
وذكرت بأن الهجمات الأخيرة وقتل النساء الأبرياء دليل على خوف الاحتلال التركي وحزب العدالة والتنمية من مقاومة المرأة الحرة، وناشدت جميع النساء والأحرار في العالم للتضامن مع المرأة في شمال شرق سوريا ووضع حد لانتهاكات الاحتلال التركي.
وألقى الرئيس المشترك لمؤسسة عوائل الشهداء في مقاطعة الحسكة سالم السالم كلمة أدان من خلالها الاعتداءات التركية المتكررة واستهدافهم الأبرياء دون تمييز بين الطفل والمرأة والشيوخ.
وأضاف أن هذه الاعتداءات هدفها أن تضيع فرحة النصر التي حققته قوات سوريا الديمقراطية على مرتزقة داعش.
وأشار أنهم سينتصرون عليهم مثلما خط النصر بدماء الشهداء على مرتزقة داعش.
وانتهت التظاهرة وسط ترديد الشعارات التي تحيي مقاومة شعوب المنطقة والشعب الكردي بشكل خاص.
نبع الإرهاب يستهدف المرأة
كما وأصدرت منسقية المرأة في الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة بياناَ للرأي العام استنكرت فيه الصمت الدولي تجاه اعتداءات الاحتلال التركي بحق النساء كما في قرية حلنج والتي استشهد على إثرها ثلاثة نساء.
عدوان جديد لنبع الإرهاب يستهدف إرادة المرأة الحرة ويهدف إلى زرع الإرهاب في نفوس النساء ومحاولة جديدة لنظام أردوغان الوحشي لهز وكسر إرادة المرأة بعد قيامه مؤخراَ باستهداف منزل بقرية حلنج.
وألقت الناطقة الرسمية باسم المرأة في الإدارة المدنية الديمقراطية في الطبقة بياناَ للرأي العام جاء فيه: “في الأمس قامت الفاشية التركية بقصف قرية مأهولة بالسكان بطائرات مسيرة راح ضحيتها مدنيين من بينهم ناشطات نسويات ناضلن بتنظيم المرأة في جنوب شرق مدينة كوباني في قرية حلنج حيث طالت يد الغدر زميلتنا ورفيقتنا في النضال زهرة بركل عضوة في منسقية مؤتمر ستار ومعها شهيدتان قضوا ضحايا بالقصف الهمجي اللاأخلاقي والبعيد كل البعد عن الإنسانية.
وأكد البيان: “نحن اليوم باسم منسقية المرأة بالإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة ندين ونستنكر العدوان التركي السافر على أرضنا ونرفض الانتهاكات المستمرة بحق نساءنا في شمال وشرق سوريا خاصة ونعاهد الشهيدات اللواتي روت دمائهن الطاهرة أرضنا المقدسة أننا سنبقى على طريق النضال وأن نقف أمام العدوان التركي وكل من تسول له نفسه لكسر إرادتنا فكلنا مشاريع شهادة رجالاَ ونساءَ وأطفال”.
واختتم البيان: “ها هنا نحن اليوم نرفع صوتنا ونطالب المنظمات الدولية والإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان بأخذ مواقف حاسمة ضد هذه الجرائم ووضع حد لها ونعزي أنفسنا ونعزي ذوي الشهداء والشهيدات ونسأل الله الصبر والسلوان لهم”.
صمت مخزي تجاه جرائم المحتل
ضمن الإطار ذاته أصدرت إدارة المرأة في الطبقة بياناَ للرأي العام تنديداَ بالقصف التركي الوحشي للنساء في قرية حلنج.
وألقت الإدارية في إدارة المرأة سمر الشهابي البيان إلى الرأي العام جاء فيه: في الأمس كانت قضية المختطفات العفرينيات وقضية فتاة بريئة اغتالها مرتزقته واعتقاله لليلى كوفن وقصفه لشنكال ومخيم مخمور الآهل بالأبرياء الذين هربوا من بطش إرهاب داعش فتقتلهم قنابل طائراته اليوم، يستكمل مسيرة إجرامه بقتله لثلاث نساء في قرية حلنج الواقعة جنوب شرق مدينة كوباني بمُسيرة استهدفت المنزل الذي كُن فيه وقد كان من بين الشهيدات الشهيدة زهرة بركل”.
وأضاف البيان بأن هذه الجرائم المتكررة والتي تستهدف المرأة بشكل خاص دليل على نوايا هذا الاحتلال المجرم في تحطيم إرادة وقوة وعزيمة المرأة التي تحارب للوقوف في وجهه وتسعى للتصدي له بكل السبل المتاحة.
وباسم إدارة المرأة في منطقة الطبقة عزت العضوات ذوي الشهيدات؛ شهيدات الحرية من كن ضحية إجرام الدولة العثمانية التي تسعى للنيل من إرادتهن كنساء عشقن الحرية وأبين الانصياع له.
ووجهت الإدارة من خلال البيان كلمة شددت فيها على عدم الرضوخ لإجرامه ولو كلف ذلك سفك دمائهن ففي سبيل الوطن سيقدمن أرواحهن فداء لحمايته.
واختتم البيان بإدانة واستنكار الصمت المخزي للمجتمع الدولي والرأي العام العالمي أمام هذا الإجرام الوحشي الذي تتعرض له المنطقة من قبل دولة الاحتلال التركي والمطالبة بالتحرك لإيقافه عند حده ومحاسبته على كل الجرائم التي ارتكبها ويستمر بارتكابها بحق الشعوب العزّل.