شهدت البطولة الأولى لسيدات كرة القدم في شمال وشرق سوريا الكثير من النقاط السلبية والإيجابية، كما وصَدقت التوقعات قبل البطولة بأن اللقب سيكون من حصة منتخب من منتخبات إقليم الجزيرة، بسبب عامل الخبرة واللياقة مع المنتخبات الأخرى.
وانطلقت برعاية من هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا بتاريخ 26/9/2022، منافسات أول بطولة لسيدات كرة القدم، وبمشاركة ستة منتخبات قُسِّمت على الشكل التالي:
المجموعة الأولى:
كري سبي / تل أبيض ـ كوباني ـ المرأة الشابة من إقليم الجزيرة.
هذه المنتخبات لعبت سوياً كي يتأهل منها منتخبين للدور نصف النهائي، وشهد ملعب الصداقة (1) مباريات المجموعة كافة، وتصدّرت سيدات كوباني المجموعة بعد فوزهن على سيدات كري سبي / تل أبيض بنتيجة كبيرة بلغت تسعة أهداف دون رد، كما فازت سيدات المرأة الشابة من إقليم الجزيرة على سيدات كري سبي / تل أبيض بثمانية أهداف دون رد، وفازت سيدات كوباني على سيدات المرأة الشابة بهدفين مقابل هدف واحد، ليتأهلن سيدات المنتخبين للدور النصف نهائي من البطولة.
المجموعة الثانية:
منتخب إقليم الجزيرة (أ) ـ منتخب إقليم الجزيرة (ب) ـ منتخب الرقة.
بينما على صعيد النتائج لهذه المجموعة فقد فازت سيدات إقليم الجزيرة (ب) على سيدات منتخب الرقة بخمسة أهداف دون رد، كما فازت سيدات منتخب إقليم الجزيرة (أ) على سيدات منتخب الرقة بنتيجة 12 هدف دون رد، كما فازت سيدات إقليم الجزيرة (أ) على سيدات إقليم الجزيرة (ب) بنتيجة ثلاثة أهداف دون رد، وعلى ضوء هذه النتائج تأهل كلاً من منتخبي إقليم الجزيرة (أ) و (ب).
وفي الدور نصف النهائي استطاعت سيدات إقليم الجزيرة (ب) وقف انتفاضة سيدات كوباني وفزن عليهن بهدفين مقابل هدف واحد، ليتأهلن للمباراة النهائية في مباراة مثيرة من الطرفين، كما فزن سيدات إقليم الجزيرة (أ) على المرأة الشابة بهدفين دون رد، وتـأهلن بدورهن للمباراة النهائية أيضاً.
وفي المباراة النهائية التي كانت مثيرة بين سيدات إقليم الجزيرة (أ) وسيدات إقليم الجزيرة (ب) والتي انتهت بوقتها الأصلي بهدف لهدف، فتحولن لاعبات المنتخبين إلى ركلات الترجيح أو كما يقال عنها ركلات الحظ، والتي ابتسمت لسيدات منتخب إقليم الجزيرة (ب) بنتيجة 3×2، وحققن بذلك لقب بطولة شمال وشرق سوريا لكرة القدم للسيدات بنسختها الأولى.
ونالت اللاعبة آهين محمد من منتخب إقليم الجزيرة (أ) لقب أفضل لاعبة، والحارسة بيلين مصطفى الأحمد من منتخب إقليم الجزيرة (أ) لقب أفضل حارسة في البطولة، واللاعبة منال حاجي من منتخب إقليم الجزيرة (ب) لقب هدافة البطولة.
نقاط هامة عن البطولة
نقاط هامة نود أن نذكرها لكم عن البطولة، وأولها إقامة بطولة للسيدات على مستوى شمال وشرق سوريا وهي الأولى من نوعها في مدينة الرقة عاصمة داعش كما كانوا يسمونها، يعتبر إنجازاً كبيراً، وكانت بمشاركة ستة منتخبات ومن بين هذه المنتخبات كان هناك من يشارك للمرة الأولى في بطولات رسمية مثل سيدات الرقة وكري سبي / تل أبيض، وسيدات كوباني، كل ذلك لعب دوراً هاماً في ترجيح كفة منتخبات إقليم الجزيرة للمباراة النهائية وبالفعل كان كذلك، بسبب فارق الخبرة واللياقة والتجربة.
ولكن عكست عملية ضغط المباريات دوراً كبيراً على أداء المنتخبات، بحيث كانت هناك مباريات بشكلٍ يومي أي كل منتخب يلعب كل يوم مباراة، وهذا شكّل مجهوداً كبيراً على اللاعبات بشكلٍ عام، وخلق معاناة خاصة لمنتخب سيدات كوباني فقد كنَّ يسافرن من كوباني للرقة والعكس كل يوم، ورغم ذلك فقد قدّمت لاعبات منتخب كوباني أداءً بطولي، ومجرد المشاركة ببطولة يعتبر إنجازاً كبيراً للاعبات في كوباني في ظل مجتمع مازال يعارض لعب الفتاة لرياضة كرة القدم.
كما لم يظهر الجانب الإعلامي بالشكل المطلوب، وضاعت الطاسة ببعض نتائج المباريات بسبب العدد الكبير من الأهداف التي كانت تُسجل، مما دعا نشر نتائج مختلفة عن بعضها البعض ولنفس المباراة عبر بعض الصفحات الرياضية.
رغم أننا نوهنا على هذه القضية سابقاً عبر تقارير لصحيفتنا روناهي قبل انطلاق البطولات على مستوى شمال وشرق سوريا في بداية العام 2022، وذكرنا بأنه يتطلب وجود منسق إعلامي أو لجنة إعلامية خاصة بالبطولات بشمال وشرق سوريا، ولكن لا حياة لمن تنادي؟.
وتفوقت خبرة سيدات إقليم الجزيرة على المنتخبات الأخرى بسبب البطولات الرسمية في الإقليم ضمن الملاعب المغطاة منذ عام 2017 “السداسيات” واللعب في دوري على الملاعب المكشوفة أي ملاعب كبيرة وبـ 11 لاعبة في الموسم 2020/2021، هذا غير لاعبات هذه المنتخبات الثلاثة لم يتوقفن عن المران منذ فترة طويلة، والاستمرارية من أهم سمات الفرق الناجحة.
وتعتبر البطولة كمعسكر استعدادي لسيدات إقليم الجزيرة واللواتي سوف يشاركن في الدوري السوري التابع لحكومة دمشق والذي من المقرر أن ينطلق بتاريخ 29/10/2022 بأسماء أندية: الجهاد ـ عامودا ـ الهلال.
وكانت لاعبات من أندية إقليم الجزيرة قد حققن لقب الدوري السوري الأول باسم سيدات عامودا للموسم 2019 ـ 2020، وباسم الخابور للموسم 2020 ـ 2021، كما حققن مؤخراً باسم الهلال بطولة دوري الناشئات في سوريا، وجاءت ناشئات عامودا في المركز الثاني وناشئات الجهاد في المركز الثالث.
أما سيدات الرقة وكري سبي / تل أبيض، فقد قدّمن عرضاً جيداً، وتعتبر المشاركة بحد ذاتها إنجازاً في ظل قلة الإمكانيات، بالإضافة إلى استمرار هاجس الخوف من قبل الكثيرات في الانخراط بلعب كرة القدم، وذلك بسبب تواجد خلايا داعش النائمة في المنطقة، وحتى عدم تقبّل فكرة فتاة تلعب كرة القدم في المجتمع.
إجمالاً تعتبر البطولة هامة وذات فائدة كبيرة وخاصةً كانت سيدات الرقة وكري سبي / تل أبيض، وكوباني بحاجة للمشاركة في بطولة من هذا القبيل حتى يحصلن على الاحتكاك والخبرة، بالإضافة إنها مثّلت معسكراً استعدادياً للاعبات منتخبات إقليم الجزيرة للاستحقاقات القادمة.