الحسكة/ محمد حمود ـ أشار مدير المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب، سيامند علي، إن عملية “الأمن الدائم” في مخيم الهول ومحيطه مستمرة في تحقيق أهدافها، وأوضح، أنهم قاموا بتمشيط أماكن المهاجرات وجناح العراقيين، واستولوا على الكثير من الذخائر والأسلحة والخنادق، وأكد استمرار العملية حتى قطع الإمداد عن المرتزقة، وأيضاً لتحقيق الأمن الدائم في المخيم ومنطقة الهول وما حولها.
يشكّل مخيم الهول في مقاطعة الجزيرة بشمال وشرق سوريا، خطورة دائمة ومتصاعدة، لوجود أسر مرتزقة داعش، ويسعى المرتزقة لتحويله إلى بؤرة لخلاياهم، وبيئة للاستفادة منها في التجنيد واستقطاب العناصر، ولبث الدعاية التحريضية لخلاياه الطليقة في سوريا والعراق والعالم.
ونتيجة لعمليات القتل ومحاولة السيطرة على المخيم خلال السنوات الماضية، أطلقت قوى الأمن الداخلي بمساندة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، ووحدات حماية الشعب، المرحلة الأولى من حملة “الإنسانية والأمن”، في 28 آذار 2021، واستمرت خمسة أيام، وشارك فيها أكثر من خمسة آلاف من قوى الأمن الداخلي، وقوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة.
وخلال المرحلة الأولى من العملية، ألقي القبض على 125 مرتزقاً من خلايا داعش النائمة، 20 منهم متزعمون عن الخلايا والاغتيالات، التي حدثت في المخيم، كما عُثر على مستلزمات عسكرية أثناء حملة التفتيش، بالإضافة إلى دارات إلكترونية تستخدم في تحضير العبوات الناسفة.
بعد ذلك؛ أطلقت قوى الأمن الداخلي، وبمساندة قوات سوريا الديمقراطية، والتحالف الدولي لمحاربة داعش، المرحلة الثانية من عملية “الأمن والإنسانية”، لملاحقة خلايا داعش وتجفيف البيئة الإرهابية في بعض قطاعات مخيم الهول شرق الحسكة، في 25 آب 2022، واستمرت العملية 24 يوماً، وحققت العديد من النتائج الملموسة.
وتمكنت خلال المرحلة الثانية من عملية “الإنسانية والأمن” من اعتقال 226 شخصاً، بينهم 36 امرأة، شاركن في جرائم القتل والترهيب، والكشف عن 25 خندقاً ونفقاً، وكمية كبيرة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
كما أطلقت قوى الأمن الداخلي في 27 كانون الثاني عام 2024، المرحلة الثالثة لعملية “الإنسانية والأمن”، في مخيم الهول التي استمرت تسعة أيام، وجاءت للقضاء على نشاط خلايا مرتزقة داعش ضمن المخيم؛ فتم القبض على 85 مرتزق لداعش، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة وتدمير خمسة أنفاق للمرتزقة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه العملية، المسماة بعملية “الأمن الدائم” تستمر في مهامها في مدنية الهول والأرياف المحيطة بها، ومخيمها الذي يحوي الآلاف من عوائل مرتزقة داعش؛ حتى تحقيق الأهداف المرجوة منها.
2024 العام الأكثر هجمات لداعش
حول ذلك، تحدث لصحيفتنا، مدير المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب، سيامند علي: “العام 2024 كان من الأكثر الأعوام، الذي ازدادت فيه هجمات خلايا مرتزقة داعش، في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وتنوعت العمليات الإرهابية للمرتزقة بين الهجمات المتنوعة أو زرع الألغام، ومن الأماكن المهمة والاستراتيجية التي تعدُّها مرتزقة داعش أماكن مستدامة، للقيام بعمليات لزعزعة الأمن والاستقرار في شمال وشرق سوريا، هي منطقة الهول، وبالأخص المناطق المحيطة بمخيم الهول ناهيك عن داخله”.
وأضاف: “من هذا المنطلق وبدراسة لكثافة ومركزية مناطق عمليات مرتزقة داعش، توجب علينا إطلاق عملية أمنية بغرفة عمليات مشتركة تقودها قوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي، ووحدات حماية المرأة، وبدعم من قوات التحالف الدولي، إن عملية “الأمن الدائم” جاءت لتجفيف منابع الإرهاب المتواجدة في المنطقة، ومنها الخلايا، التي باتت تنشط في الآونة الأخيرة، و”عملية الأمن الدائم بدأت بتمشيط مساحة تقدر بأكثر من 100 كيلو متر مربع؛ حيث تشمل هذه المساحة أكثر من 200 قرية في محيط بلدة الهول”.
وأردف: إن “العملية شملت مناطق تمتد من بلدة جزعة المتاخمة لمدينة تل حميس، ووصولا إلى “الطريق السياسي” لمدينة الهول في القسم الشمالي، أما القسم الجنوبي فامتد من مدينة الهول، وصولا إلى أرياف مدينة الشدادي، وشرقاً حتى الحدود السورية – العراقية”.
وأوضح علي، في معرض حديثه، إلى إن “الخلايا التابعة لمرتزقة داعش، كان لها العديد من المحاولات لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، فقامت المرتزقة بعمليات استهدفت قوى الأمن الداخلي، وكان آخرها في 26 أيلول المنصرم؛ فهاجمت خلايا المرتزقة دورية لقوى الأمن الداخلي، ما أدى إلى ارتقاء ثلاث أعضاء من قوى الأمن الداخلي إلى مرتبة الشهادة”.
القضاء على خلايا مرتزقة داعش
وأضاف: “مثل هذه الهجمات تستهدف الأمن والاستقرار في المنطقة، بشكل عام، ومخيم الهول بشكل خاص، والمناطق التي تحاذيه، لذا كان القرار بانطلاق عملية “الأمن الدائم”، في الهول وأريافها وداخل المخيم، ومن أبرز أهداف العملية هو القضاء على خلايا مرتزقة داعش، والبحث عن الفارين والمرتزقة الذين قاموا بتلك العمليات، حتى يكون بإمكاننا الوصول إلى مرحلة بسط الأمن والاستقرار الكامل في المنطقة، التي استهدفتها عملية “الأمن الدائم”.
وحول مجريات العملية وما تحقق حتى الآن، قال علي: إلى إنها “تسير بوتيرة عالية، وتحقق أهدافها المرجوة منها حتى الآن، ومن الأهداف الأساسية التي تم الوصول إليها، هو إلقاء القبض على العشرات من مرتزقة داعش، بالإضافة إلى العثور على عشرات المخابئ التي كانت تضم أسلحة وذخائر وأدوات تستخدم في عمليات الاتصال والتفجير وصناعة القنابل وغيرها من المراد المتفجرة”.
وأضاف علي: إن عملية “الأمن الدائم”، دخلت إلى وسط مخيم الهول وتم تمشيطه، وبعد الانتهاء من مرحلتها الأولى التي تمثلت بتفتيش وتمشيط محيط مدينة الهول في نطاق جغرافي واسع، وداخل المخيم، وبخاصة ما تم في قطاع المهاجرات، الذي يضم أعضاء داعش من المهاجرات المنتسبات إلى مرتزقة داعش، أو المتزوجات من عناصرهم ويحملن جنسيات أجنبية، من غير سوريا والعراق، لأن هذا القطاع يؤوي الآلاف من النساء والأطفال من مرتزقة داعش”.
ولفت علي: إن “عمليات التفتيش تشمل كذلك “القطاع العراقي” داخل المخيم، وهم من العراقيين المنتسبين لمرتزقة داعش، حيث ضبطت القوات المشاركة في عملية “الأمن الدائم”، كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، ولا زالت القوات تقوم بمهامها في تمشيط القطاعين المذكورين”.
قطع طرق الإمداد والتمويل للمرتزقة
وتطرق كذلك إلى عمليات مرتزقة داعش خلال العام الحالي 2024، بقوله “مرتزقة داعش وخلال هذا العام، شنت العديد من الهجمات على قوات سوريا الديموقراطية، وعلى المنطقة بشكل عام، وقد تزامن ذلك مع هجمات الدولة التركية الفاشية على إقليم شمال وشرق سوريا، ناهيك عن هجمات المجموعات التابعة لقوات حكومة دمشق في مقاطعة دير الزور”.
وتابع علي: إن “هجمات الفاشية التركية ومرتزقتها، وأيضاً هجمات قوات حكومة دمشق، أثرت بشكل سلبي على جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، والتي تقودها قوات سوريا الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، لاسيما مع انشغال العالم والمجتمع الدولي والقوى الضامنة بالمعارك والحروب الدائرة في الشرق الأوسط، والعالم؛ كالحروب في غزة ولبنان وأوكرانيا”.
واستطرد علي: “أهداف عملية “الأمن الدائم”، تحقق منها الكثير، وسوف نسعى لتحقيق المخطط الذي وضع من القوات المشتركة التي تقوم بالعملية، حيث سيتم قطع طرق الإمداد التي حاولت مرتزقة داعش بناءها، بهدف الوصول إلى هذه المناطق والربط بينها وبين المخيم الشديد الخطورة”.
وأكد: إن “المرتزقة يحاولون الدخول إلى المخيم لإخراج الأطفال والشبان الصغار، وتدريبهم فكريا وإيديولوجيا وإيصالهم إلى مناطق تدريبية لمرتزقة داعش في بادية حمص، لإعادة إنتاج جيل جديد من المتطرفين الذين يخدمون أجندات أعداء الشعوب”.
واختتم، مدير المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب، سيامند علي، حديثه: “انطلاق عملية “الأمن الدائم”، جاءت تتويجا لسلسلة العمليات، التي خاضتها القوات خلال الفترة الماضية، عبر العديد من المداهمات في مناطق عديدة من إقليم شمال وشرق سوريا، وهناك أعداد كبيرة من المتورطين والمتعاونين الذين يخضعون للتحقيقات، وسوف يتم الإعلان عن أعدادهم وأسمائهم بعد استكمال التحقيقات، والعملية ستستمر حتى تحقيق كامل الأهداف التي وضعت لها”.