بيّنت شخصيات حزبية وثقافية لصحيفتنا أن ما تم التوصل إليه مؤخراً من تفاهمات بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية وأحزاب المجلس الوطني الكردي سيُمهّد الأرضية المناسبة لتقوية مسارات الحل للأزمة السورية مؤكدين أنها بمثابة الخطوة التاريخية التي يجب أن يحافظ الجميع عليها.
الوحدة الكردية من الأحلام التي طالما حلم الكردي بها لأنها بمثابة البلسم الشافي لجميع مشاكل الكرد منذ فجر التاريخ، لذلك عندما تتهيأ الظروف التاريخية لتحقيق أماني وآمال الشعب الكردي بالوحدة لا بد من إزالة العقبات، والمعوقات التي تحول دون الوصول إلى المبتغى المأمول والمتمثل في توحيد الصف حزبياً وجماهيرياً لنيل الحقوق المغتصبة منذ مئات السنين. ولمعرفة صدى التفاهمات الحاصلة بين الأحزاب الكردية؛ أجرت صحيفتنا الاستطلاع التالي:
على الأحزاب النظر بعين المسؤولية إلى طموحات شعبنا
وفي البداية؛ حدثتنا عضوة اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني الكردستاني شيرين محمد قائلة: “إن أكثر شعب تعرض للظلم والاضطهاد، والتنكيل وهضم الحقوق، وكبت الحريات هو الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة، وهو الشعب الوحيد الذي يعيش على أرضه التاريخية دون أن يكون له كيان، وكل ذلك بسبب الهمجية الممارسة بحقه من قبل محتلي الجغرافية الكردية”.
وأضافت شيرين محمد بقولها: “إننا كشعب كردي عانينا وما نزال نعاني من التشتت، والفرقة، والانقسام؛ بسبب التآمر المريب الذي مورس بحقنا ولا يزال يُمارس كشعب، فكم من ثورة كردية لم يكتب لها النجاح وكم من مذبحة ارتكبت بحقنا من قبل الأعداء، وكم من مرة تم تهجيرنا من أرضنا، كل مآسينا هي بسبب عدم توافقنا، ورصنا لصفوفنا أمام من يحاولون بتر أحلامنا”.
واختمت عضوة اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني الكردستاني شيرين محمد قائلة: “كي لا تتكرر أخطاء الماضي، ولاسيما نحن أمام مرحلة مصيرية، وحاسمة من تقرير مصيرنا في سوريا، علينا أن نسارع خطانا لتحقيق اتفاقية الوحدة، والتغلب على جميع المعوقات التي تعترض تحقيقها. وعلى جميع الأحزاب أن تنظر بعين المسؤولية إلى طموحات شعبنا التواق إلى تحقيق وطن ديمقراطي ينعم فيه الجميع بحقوقه”.
بوحدة الصف سنُشكّل سداً منيعاً أمام من يعادينا
ومن جهتها؛ علقت عضوة اللجنة المركزية لحزب الوفاق الديمقراطي الكردي السوري جاندا يوسف على التفاهمات الحاصلة بين الأطراف السياسية الكردية بقولها: “نبارك لشعبنا التفاهمات التي تمت بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، والأطراف المنضوية تحت راية المجلس الوطني الكردي، وهذه خطوة كانت يجب أن تكون قبل مدة من الزمن، نأمل أن تتدارك الأحزاب الكردية أن التدخلات والمؤامرات التي تحاك على سوريا وعلى شعوب شمال وشرق سوريا كبيرة جداً، من هذا المنطلق بتوحدنا والتفافنا مع جماهيرنا المتعطشة للحرية وممارسة الديمقراطية؛ سنعزز السلم الأهلي وسنشكل سداً منيعاً أمام كل من يعادينا ويعادي تطلعاتنا المشروعة”.
وأنهت جاندا يوسف حديثها بالقول: “نحن في حزب الوفاق؛ ننظر بعين الرضا إلى هذا التفاهم ونتمنى أن يتطور وتنجح المرحلة الثانية من الحوارات، حتى نصل إلى اتفاق نهائي ننهي به حالة التشرذم التي نخرت الجسد الكردي منذ عقود، كما نشد على أيدي جميع الأحزاب والقوى السياسية أن يكونوا على قدر المسؤولية التاريخية ويحققوا ما كان يتمناه الشهداء ولا يكونوا حجر عثرة أمام مطالب الشعب الوحدوية”.
التفاهمات والتوافقات الحاصلة طريق لبناء سوريا ديمقراطية
وفي السياق ذاته؛ أشاد القاص وعضو اتحاد المثقفين في كركي لكي حمدين شرو بالتفاهمات الحاصلة بقوله: “إننا كمثقفين منذ أن أعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي عن مبادرته للوحدة الكردية دعمنا هذه المبادرة، وسعينا إلى تحقيقها بكل الوسائل المتاحة، فالوحدة الكردية هي من كبرى الأحلام التي يسعى إليها الكرد منذ زمن بعيد. وباعتقادي بالوحدة وحدها نستطيع أن نتجاوز معظم خلافاتنا”.
وتابع شرو حديثه فقال: “من خلال تحقيق وحدة الرؤى والأهداف سنتمكن من تحقيق وحدة الصف مع جميع الشعوب الأصيلة في شمال وشرق سوريا، وسنبني سوريا ديمقراطية تستوعب جميع أبنائها على اختلاف قومياتهم، ومشاربهم الفكرية”.
واختتم القاص وعضو اتحاد المثقفين في كركي لكي حمدين شرو حديثه بالقول: “على الأحزاب الكردية جميعاً أن يحافظوا على ما تم التوافق عليه، ويسعوا إلى التعجيل في الإعلان عن الاتفاق النهائي، واضعين نصب أعينهم توحد الأعداء ضدهم رغم اختلافاتهم ومشاكلهم، والشعب الكردي لن يرحم أي كيان يفرط بآماله وطموحاته”.