سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سياسة كم الأفواه ديدن تركي لوأد الحقائق

استطلاع/ غاندي إسكندر –

 كسر الأقلام، وكبت الحقائق، واغتيال الإعلاميين ،والتضييق المستمر عليهم؛ ديدن تتبعه تركيا الأردوغانية في سبيل السيطرة على المشهد الإعلامي التركي، وتحويله بجميع وسائله إلى أبواق تعمل فقط لتسليط الضوء على المشروع الذي يتبناه حزب العدالة، والتمية الرامي إلى بناء أرضية خصبة متوافقة مع منهج العثمانيين الجدد الحالمين بعودة الأوضاع في تركيا، والعالم العربي إلى عهد الصدر الأعظم، والباب العالي، وحول حرية الإعلام وما يتعرض له الإعلاميون والمؤسسات الإعلامية في تركيا والمناطق التي احتلتها في شمال وشرق سوريا؛ استطلعت صحيفتنا “روناهي” آراء عدد من الإعلاميين حول هذه الظاهرة.
تركيا في حرب مستمرة مع الإعلام
“كانت، ولا زالت للصحافة دور كبير في التأثير على الرأي العام العالمي، فصورة واحدة كفيلة أن توقف حروب كما حدث في الحرب الفيتنامية عندما قصفت الطائرات الفيتنامية الجنوبية بالتنسيق مع القوات الأمريكية قرية “ترانج بانج” بقنابل النابالم الحارقة، فكانت صورة التقطها صحفي لفتاة عارية متأثرة بحروق بليغة كفيلة بإيقاف حرب فيتنام”؛ بهذه الكلمات بدأت الإعلامية في قناة آريان أفين إبراهيم حديثها معنا، وبينت أفين أن الدول الاستعمارية وعلى رأسها تركيا كانت، وما تزال تحارب الإعلام الحر، فكل يوم نسمع بممارسات غير إنسانية من اعتقال، وقمع ووصلت في الكثير من الأحيان إلى التصفية الجسدية، وأضافت: “ففي العام 2007 اغتالت تركيا الصحفي التركي الأرمني رئيس تحرير صحيفة أكوس الذي كان يدافع عن المصالحة بين الأرمن، والأتراك هيرانت دينك أمام مكتبه، وفي العام 2016 أغلقت تركيا وكالة أنباء jin heber واعتقلت الصحفية الكردية زهرة دوغان وتم الحكم عليها بأكثر من ثماني سنوات بتهمة العضوية في تنظيم إرهابي وهناك إحصائية تقول أنه في عام 2018 اعتقلت الدولة التركية أكثر من 150 صحفي بتهم الدعاية للإرهاب، أو العضوية في تنظيم إرهابي كما أنها قامت بإغلاق العديد من القنوات التلفزيونية، والمحطات الإذاعية هذه أمثلة بسيطة عن الكثير من حالات القمع التي تحدث في تركيا تجاه الصحافة الحرة”.
سجل حافل من الانتهاكات
ومن جانبه؛ أوضح مراسل قناة الحرة هيبار عثمان جملة من الحقائق حول العداء التركي للإعلام والممارسات المرعبة التي قامت بها حكومة أردوغان في شمال وشرق سوريا، فأكد عثمان أن تركيا بعد إن احتلت عفرين وسري كانيه وكري سبي، ترتكب يومياً العديد من الانتهاكات من قطع للمياه، وحرق للمحاصيل وسلب للممتلكات، وغيرها من الإجراءات، وفيما يتعلق بالحرب على الإعلام نوه عثمان أن تركيا تقوم بتجييش إعلامي مدروس ضد شمال وشرق سوريا ولا سيما روج آفا من خلال دعمها وتمويلها لبعض القنوات كأورينت، والجزيرة القطرية، وقناة سوريا، وغيرها من وسائل الإعلام كما أنها تمد ثلاثة آلاف صحفي عربي بالمال من أجل تلميع صورة تركيا في مناطق شمال وشرق سوريا وتابع عثمان: “لقد قامت تركيا بقصف إذاعة روج آفا في جبل قرجوخ عام 2017 وأثناء عدوانها على سري كانيه وكري سبي في العام 2019 وفي سبيل إخفاء الحقائق قتلت عمداً أربعة صحفيين تابعين لوكالة أنباء هوار. وبعد العدوان وفي سبيل الانتقام من الصحفيين استولت تركيا وصادرت منازل عدد من الصحفيين في سري كانيه كمنزل الصحفي رودي سعيد مراسل وكالة رويترز، ومنزل سردار ملا درويش من شبكة آسو الإخبارية، ومنزل الصحفي محي الدين عيسو. وأنا على الصعيد الشخصي تم استهدافي بالنيران الحية في محيط خط نهر الساجور في منبج من قبل الفصائل المرتبطة بتركيا في العام 2018″. مضيفاً أن تركيا تستهدف باستمرار الإعلام غير الموالي لها في كل مكان. لذلك؛ نناشد عبر منبركم جميع المنظمات الدولية المهتمة بالشأن الإعلامي أن تحمي الصحفيين من آلة القمع التركية، وتوفر لهم الحماية؛ كي يقوموا بإيصال الحقائق على الأرض كماهي وليست كما يُراد”.
الإعلام في المناطق المحتلة هي أداة دعاية للاحتلال
وفي السياق؛ ذاته أشار الصحفي، والمحرر في قناة اليوم نور الدين عمر أن الاحتلال التركي، والفصائل المسلحة التابعة له يمارسون انتهاكات غير إنسانية في المناطق المحتلة بحق المدنيين من قتل، وتعذيب، وخطف بدافع الحصول على الفدية والاستيلاء على المنازل، وسرقة الممتلكات، وإجراء تغيير ديمغرافي في المنطقة بهدف إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين وتوطين المهجرين من المناطق الأخرى، وكذلك توطين عناصر المرتزقة وعوائلهم، وبشكل خاص في عفرين، وسري كانيه كل هذه الانتهاكات، والممارسات تجري وسط تكتم إعلامي إذ يفرض الاحتلال رقابة شديدة على كافة المواقع، والقنوات، والوسائل الإعلامية بهدف السيطرة كلياً على الإعلام وذكر عمر إن ما يتم ممارسته في باكور كردستان ضد الإعلام، والإعلاميين يتم كذلك في المناطق المحتلة من شمال سوريا، وأصبحت وسائل الإعلام في المناطق المحتلة مجرد أداة دعاية للمحتل، ولمرتزقته من الإرهابيين، وتلك الأدوات تحاول إخفاء كل الحقائق، لا بل تنشر الأكاذيب والدعايات المغرضة بحق القوى الديمقراطية التي ترفض الاحتلال.