No Result
View All Result
المشاهدات 1
نوري سعيد-
بالرغم من أن وطننا سوريا أصبح ميداناً للحرب العالمية الثالثة وحقل تجارب لمدى فعالية أسلحة القوى المتصارعة على أرضها، ورغم أننا كسوريين ندرك أن كافة القوى تُبيّت لنا شراً، مع ذلك فنحن منشغلين ببعضنا البعض، ففي الوقت الذي نبحث فيه عن بصيص أمل علّهُ يقودنا لحل أزمتنا التي نعاني منها منذ تسع سنوات، يأتي تصريح نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد يصف فيه قوات سوريا الديمقراطية بالانفصالية والعمالة. رغم أنها تضم كافة مكونات شمال وشرق سوريا ولا تقتصر على الكرد فقط، ليعيد بذلك الأمور من جديد إلى المربع الأول علماً بأن مجلس سوريا الديمقراطية لم يرفض يوماً دعوات النظام للحوار معه، لأنها تتبع الخط الثالث، وكما هو معلوم قدمت قوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد الإرهاب الآلاف من الشهداء ولا تزال، وأكثر من عشرين ألف جريح فأين الانفصالية والعمالة من كل ذلك؟! وإلى متى سنظل على هذه الحال ونحن نرى وطننا ينهار ويتكالب عليه الجميع؟
إن الوجود التركي على الأراضي السورية كافٍ لوحده لرص صفوف كل السوريين، ونبذ كافة الأحقاد والخلافات فيما بيننا، وأردوغان لا يهدف من حربة الحالية إقامة إسكندرون ثانية في شمال وشمال شرق سوريا، بل يطمع بكافة التراب السوري ويريد إقامة الإمبراطورية العثمانية من جديد التي أكل عليها الدهر وشرب. وإذا كان أردوغان يتحجج بأنه يريد حماية أمنه القومي بإقامة ما تسمى بالمنطقة الآمنة على طول حدوده الجنوبية مع سوريا، فهل ليبيا تهدد الأمن القومي التركي؟! أو هل وجود مليون ليبي من أصول تركية يعطي الحق لأروغان لقبرصة ليبيا؟ وعليه فإن كل ما جرى ويجري لنا كسوريين حتى الآن من ويلات وتدمير وتشريد إن لم يقودنا إلى الوحدة والتكاتف والكف عن التراشق بالاتهامات فمتى سنتوحد، هل بعد أن يضيع الوطن بأكمله لا سمح الله؟ وكلنا نعلم بأن الحل في سوريا لن يكون عسكرياً، أو أن تعود سوريا إلى ما كانت عليه قبل الحراك الشعبي، بل العكس هو الصحيح فإن أي حوار أو صفقات بين الأطراف المتصارعة بدون إشراك مكونات شمال وشمال شرق سوريا لن يكتب لها النجاح وسيبقى ناقصاً.
ونحن واثقون بأن شعوب ومكونات المنطقة يقبلون مبدأ الحوار ويريدون بناء سوريا جدية لا وجود للأحقاد فيها، تليق بكل السوريين وأن تكون لكل السوريين أيضاً، وهي لن تقبل إلا بسوريا ديمقراطية لا مركزية تعددية، لأن ما حصل للسوريين خلال السنوات التسعة الماضية من أحداث لم يكن بالشيء القليل. ولا أحد يقبل أن تعود سوريا إلى ما كانت عليه قبل 2011 ولا بد من صيغة توافقية جديدة تتفق عليها كافة شعوب ومكونات سوريا عبر حوار سوري – سوري، بحيث تتمتع كافة الأطراف بحقوقها المشروعة التي حرمت منها منذ عقود من الزمن، على أساس دولة المواطنة التي يتساوى في ظلها الجميع بنفس الحقوق والواجبات والعدالة والحرية والمساواة ومن دون تمييز أو استثناء لأي طرف على حساب الطرف الآخر، وبدون ذلك لن نتمكن من إفشال مخطط الشرق الأوسط الجديد وأداة تنفيذها الفوضى الخلاقة.
وعلى صخرة تلاحم أبناء سوريا سوف تتحطم كافة المشاريع التآمرية والاستعمارية، وسوريا ستكون مقبرة للجميع أولهم أردوغان ولعنة سوريا ستلحق بالكل جرّاء ما اقترفته أياديهم بحق شعبنا العظيم، وسوريا ستبقى كما كانت درة الشرق، وكما انتصرت على الغزاة والمحتلين قديماً سوف تنتصر حالياً ولن يحصد المتآمرون سوى الخيبة والعار، وستبقى نبراساً للأحرار ولن تركع ولن تساوم على ذرة تراب من أرضها، وعلينا أن نفتخر جميعاً بأننا سوريون لأن سوريا هي أيقونة الشرق الأوسط، وشعوبها ستدحر كل من يفكر بالنيل من إرادتها الحرة.
No Result
View All Result