No Result
View All Result
المشاهدات 1
سامر عثمان –
عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين مؤتمراً صحفياً مشتركاً عقب قمتهما في مدينة سوتشي الروسية بتاريخ 17/9/2018 وحسب زعمه أراد أردوغان من هذا الاتفاق إنقاذ المدنيين من كارثة محتومة قد تحصل كما حصل في حلب وحي الوعر في حمص والغوطتين وغيرها من المناطق التي تنازل أردوغان عنها إلى مدن خالية من السكان بسبب التغييرات الديمغرافية التي ارتكبها بحماقاته عبر الاتفاق مع روسيا. فحلب التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة منذ عام 2012 وحتى عام 2016 لم يتمكن النظام ومعه روسيا من دخولها إلى أن دخلت تركيا إلى المعادلة فجمعت وطرحت حتى أصبح الناتج باصات خضراء نقلت من في حلب إلى إدلب، وأضاف أردوغان في خطابه إلى سلة التين عنباً ليثبت أنه سيسلم إدلب إلى النظام حيث يقول: “إن المعارضة التي تسيطر على بعض الأراضي ستبقى فيها. لكننا؛ مع روسيا سنبذل كل الجهود لإزالة الجماعات المتطرفة من تلك الأراضي”.
فهل ستكون جبهة النصرة ربيبة مطيعة لولي نعمتها تركيا كما كانت داعش مطيعة لها في جرابلس عندما أجلاها أردوغان من المدينة بمسرحية شبيهة بالكوميديا السوداء أم سترفض النصرة لتتملص روسيا من الاتفاق المبرم بينهما بحجة وجود جماعات راديكالية والتي أكد وجودها أردوغان في خطابه، فهو قال إنه سيسعى مع روسيا لإخلاء المنطقة من المجموعات المتطرفة وهنا يقصد بها إدلب. وعلاوة على ذلك كان لا بد من أن يقول جملته الشهيرة التي باتت عنواناً لخطاباته المريضة فأعادها للمرة الألف وهي “ضرورة تحرير الأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب”، هذه الوحدات التي جعلت أردوغان يتناسى المصائب التي باتت كالموت المحتوم على شعبه ودولته، فالليرة التركية الآن باتت في الحضيض، وأصبحت من أرخص العملات عالمياً، ناهيك عما يحصل من تخوف وقلق في الشارع التركي من سقوط الحكم الحالي، بسبب الإفلاس الاقتصادي إلى جانب الركود التجاري الذي تشهده المدن التركية كافة وانخراط الناس في شراء الذهب تحسباً لما قد يحصل. في الوقت الذي يتوجه فيه أردوغان إلى شعبه طالباً منهم بيع الذهب لشراء الليرة التركية التي فقدت الكثير من قيمتها، غير إن الأتراك تجاهلوا دعواته لتحويل ذهبهم إلى ليرة، حيث كان أردوغان قد دعا الأتراك في عام 2016 لتحويل مدخراتهم بالعملات الأجنبية إلى الليرة والذهب، عندما بدأت علاقات بلاده مع الولايات المتحدة تتدهور. لكنه؛ عاد هذا الأسبوع وقال إنه ينبغي عليهم استبدال المعدن الأصفر بالليرة، وعلى الرغم من التعليمات الواضحة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي طالب فيها الأتراك ببيع الذهب واستبداله بالليرة، فإن محاولته لإنقاذ العملة من أزمتها باءت بالفشل، مع إقبال المواطنين على شراء الذهب كملاذٍ آمن لهم، حتى زاد متوسط حجم التداول اليومي إلى أكثر من الضعف، ليصل إلى 40 ألف عقد، من حوالي 17 ألفاً سجلت في شهر آذار مارس الماضي، فيما ارتفعت قيمة أونصة الذهب مقابل الليرة، خلال الفترة نفسها، بأكثر من 30 بالمئة.
ويأتي ذلك بالرغم من أن مستويات التداول التركية لا تزال صغيرة وفقاً للمعايير العالمية، مع وجود كمية ضئيلة من المعادن المتداولة في البورصة، مقارنة بالمراكز الرئيسية في لندن ونيويورك، إلى جانب إفلاس الليرة أيضاً هناك خسارة في العلاقات الدولية والإقليمية فتركيا التي كانت تقول بأنها على علاقة جيدة بالكثير من الدول اليوم تزداد علاقتها سوءاً مع الكثيرين منها في ظل حكومة العدالة والتنمية ورئيسها أردوغان، إلا إن كل هذه الأمراض المنتشرة في تركيا لم تكن رادعاً لأردوعان للالتفاف إلى حلها وحل مشاكلها التي قد تودي بها إلى التهلكة، وأيضاً لم تردعه عن التدخل في شؤون غيره وكيف سيساهم في حل الأزمة السورية وهو بحاجة إلى من يحل له مشكلاته المتفاقمة.
No Result
View All Result