روناهي/ الطبقة ـ تعد المواد الاستهلاكية من أكثر المواد الغذائية رواجاً في الأسواق نتيجة للاستهلاك الكبير لها من قبل الإنسان، إلا أن تلفها يسبب عدة أضرار وخصوصاً في الصحة العامة وذلك نتيجة تغيرات في حالات المظهر والنكهة والرائحة وغيرها من صفات المواد الغذائية بسبب تكاثر الجراثيم ما يؤدي إلى تغير في مواصفاتها وتحللها وتعفنها فتصبح غير قابلة للطعام البشري وأن جودتها تقل بالرجوع لعوامل خارجية أهمها سوء التخزين من خلال تأثرها بالبيئة المحيطة.
في حين أن أسباب فساد المواد الغذائية نتيجة عدة عوامل أهمها تكاثر الأحياء الدقيقة ونشاطها وتبعاً لانتشار الحشرات والقوارض وكذلك بدء النشاط الانزيمي في الغذاء النباتي أو الحيواني ووجود تفاعلات كيميائية وتفاعلات فيزيائية وأيضاً تؤثر البيئة المحيطة من حرارة ورطوبة وهواء وضوء في صفات المادة الغذائية. وكما يعتبر البائعين من أكثر المعنيين بمتابعة حالة المادة المخزنة من تاريخ إنتاج المواد الغذائية وصلاحيتها للحفاظ عليها بينما يلعب سوء التخزين دوراً كبيراً في فساد صلاحية المادة الغذائية وهو من أهم العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على المادة وخسارة جودة المنتج وفساده ،حيث تؤدي سمة عدم الاهتمام بالتخزين لتعرض المواد الغذائية لمختلف أنواع الجراثيم والخمائر وفطريات العفن النامية في الغذاء التي تحدد بدورها نوع فساد الغذاء.
كل منتج له طريقة تخرين تختلف عن غيره
وللاطلاع على ضرورة حماية المواد الاستهلاكية عند الباعة والتعرف على بعض الطرق لمعرفة أن المادة الغذائية باتت فاسدة وغير قابلة للاستهلاك البشري؛ التقت صحيفتنا “روناهي” مع أحد أصحاب المحلات الغذائية حسام العلي والذي بدأ حديثه: “إن المواد الغذائية متنوعة ومختلفة في طرق انتاجها وأساليب حفظها وتخزينها ومواصفاتها وأن هناك ضرورة الالتزام بمدة الصلاحية والانتهاء فبعض المواد مثل الجبن والحليب واللبن و غيرها من مواد تستهلك بشكل يومي ولا يمكن أن تخزن دون طريقة معينة لحفظها، بينما هناك بعضها الآخر يخزن لفترة من الزمن حتى يتم بيعها وهي معدة لتحفظ ضمن عبوات خاصة بها ومنها معلبات السردين والمرتديلا والسمن التي قد تفسد نتيجة تعرضها للحرارة أو تعرضها للشمس بشكل دائم أو قد تفسد لتسرب الهواء لداخل العلبة أو الكيس المغلف وكذلك القهوة وأكياس الحليب المجفف. وللمحافظة عليها يجب حفظها والاستمرار بالكشف الدوري على المواد المعروضة للبيع أو التي تعد للتخزين خوفاً من انتهاء مدة المنتج أو تغير مواصفاته”.
وتابع العلي قائلاً: “بالمقابل تعمل أنواع من الأحياء الدقيقة على جعل الظروف ملائمة لتكاثرها ويمكن توضيح ذلك بالمثال التالي، حيث يُحدث الحليب الطازج في درجة حرارة معينة التخمر الحامضي بواسطة جراثيم ليتشكل بعدها جراثيم حمض اللبن لتنمو الخمائر وفطريات العفن على سطح الحليب مما يسمح للجراثيم المحللة للبروتينات بالنشاط، في حين أن هناك أنواع من الحشرات كالسوس و النمل التي تظهر على مواد غذائية مثل الرز والبرغل بينما يظهر الذباب على المادة المتعفنة، وهناك مواد أخرى تصيبها الرطوبة كمادة السكر وغيرها ما يجعلها بحالة من التجبل، حيث تتجمع ذرات السكر ككتلة واحدة حول بعضها ما يحدث تغير في مواصفاته يعطيه لون وطعم ليس سائغاً أو محبباً”.
ضرورة إتلاف المواد الفاسدة
واختتم حسام العلي حديثه قائلاً: “إن طعم المواد الغذائية يتغير بتغير مذاقها وقد يعود ذلك كما المواد الأخرى في سوء تخزين المادة التي تؤثر فيها عدة عوامل ومنها زيت الزيتون الذي يتأثر وفق حالات التخزين، فإذا تعرض للشمس لفترة طويلة من الزمن تغير طعمه، أو في حال تم تخزينه في مكان رطب أو خزنه في التنك لمدة طويلة ما يعرضه للتأثر بحالة الصدأ وهذا يؤثر بشكل مباشر على نقائه وجودته وطعمه, يجب التركيز على المواد الفاسدة لضرورة إتلافها لما تسببه من أمراض للمستهلك”.