سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سننتقم للمجازر الـ 74 بفلسفة “المرأة.. الحياة.. الحرية”

الشهباء/ فريدة عمر –

في الذكرى العاشرة لمجزرة شنكال، أكدت نساء إيزيديات في مقاطعة عفرين والشهباء، بضرورة تعزيز التنظيم ورفع النضال، على أساس فلسفة “المرأة الحياة الحرية”، لعدم تكرار المجازر ولضمان حماية الشعب الإيزيدي والمرأة الإيزيدية على وجه الخصوص.
يصادف يوم الثالث من آب، مرور عشرة أعوام، على أكبر مجازر العصر وحشية، مجزرة شنكال، والتي حدثت عام 2014، بحق الشعب الإيزيدي، على يد داعش والجهات، التي خططت للمجزرة كالاحتلال التركي والديمقراطي الكردستاني، حيث تعرض المجتمع الإيزيدي لجرائم قتل بوحشية أمام أعين العالم، حيث وقع 6417 طفلاً وامرأة في أيدي داعش، استشهد 5000 شخص، وأُقيمت 80 مقبرة جماعية إثر خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني في شنكال، ودمروا الأماكن المقدسة والمقابر، واعتدوا على النساء الإيزيديات وباعوهن في الأسواق، ولا يزال مصير آلاف النساء الإيزيديات مجهولاً، وهجر عشرات الآلاف من شنكال ونُهبت ممتلكاتهم، ولا يزال الشعب الإيزيدي ينتظر المحاسبة، في خضم مقاومة عظيمة لحماية وجودهم وهويتهم.
تاريخ أسود.. وللمرأة النصيب الأكبر فيه
وحول الذكرى العاشرة، لمجزرة شنكال، استذكرت الرئيسية المشتركة لاتحاد الإيزيديين، لمقاطعة عفرين والشهباء، “مريم جندو” شهداء المجزرة: “مرة أخرى، نصادف الذكرى الأليمة العاشرة لمجزرة شنكال، التي راح ضحيتها الآلاف من الإيزيديين، أطفالاً ونساءً ورجالاً، وبخصوص هذا اليوم، تستذكر بكل إجلال الشهداء، كما نأمل أن يتحرر كل إيزيدي وإيزيدية ممن لا زال مصيرهم مجهولاً، وأن تنتهي الخيانة ويحاسب كل مجرم كانت له يد في هذه المجزرة”.
وأشارت مريم، إلى أن المجزرة كانت استهداف الكرد بشخصية الإيزيديين: “إن ما تعرض له الشعب الإيزيدي، في شنكال، في اليوم الأسود، الثالث من آب من العام 2014، كان استمراراً لمخطط إبادة الشعب الكردي، وسلسلة من المجازر، التي نفذت بحق الكرد على مدى التاريخ، ولأن الإيزيدية جذور الكرد وتاريخهم، وعبر المجزرة سعوا لإبادة الكرد وإنهاء وجودهم وهويتهم، الكرد الذين لهم تاريخ عريق وطويل من النضال في وجه الأنظمة الاستبدادية، والقوى التي حاولت على مر التاريخ أن تنهي الكرد والقضية الكردية”.
وتعد مجزرة شنكال، أكثر مجازر العصر وحشية، وضمن حديثها نوهت مريم، بأنه كان للمرأة نصيب أكبر في تلك المجزرة: “حقيقة، إن ذلك كان أكبر بكثير من مجرد هجوم، كانت إبادة جماعية، قتلوا ونهبوا، واستحلوا قتل الإيزيدي، وأن كل من يقتل أكثر من خمسة إيزيديين يذهب إلى الجنة، وقالوا بأن المرأة الإيزيدية حلال لهم، اغتصبوها، وجعلوا منها سبية وبيعت في الأسواق، بكل هذه الوحشية، لأنهم يعملون تماماً بأن المرأة الإيزيدية لها هوية وارتباط وثيق بحماية التاريخ والثقافة والهوية الإيزيدية، وسعوا في البداية إلى استهداف المرأة كأول وسيلة لإبادة الإيزيديين”.
التعاون الخفي بين داعش والديمقراطي الكردستاني
وأضافت مريم، أن الهجوم كان داعشياً، إلا أن تنفيذ المجزرة كان بتعاون وتواطؤ العديد من الجهات، منها الاحتلال التركي، والحزب الديمقراطي الكردستاني: “بكل تأكيد، ما حدث في شنكال، لم يكن هجوم منفذاً من مرتزقة داعش الإرهابي فقط، هو من هاجم، لكن الخطط كانت مدروسة، وكانت من العديد من الأطراف الأخرى، التي ساهمت في وصول داعش إلى شنكال وتنفيذ المجزرة، من بينهم الاحتلال التركي، الذي لا يزال يسعى لاستكمال ما فعله في شنكال، بحق الكرد الإيزيديين في عفرين أيضاً، لكن نعلم بأن تركيا هي عدوة الشعب الكردي منذ تاريخ طويل، ونفذت العديد من المجازر بحقهم من روبوكسي ونوالا قصابان وزيلان، وصولاً إلى عفرين، سريه كانيه، وكري سبي، لكن ما يؤلم أكثر هو أن الطرف الثاني كان كردياً مع الأسف، كان حزب الديمقراطي الكردستاني، الذي مهد الطريق لدخول داعش وارتكاب المجزرة”.
واستكملت: “مسبقاً، كنا نتردد في أن نصف الحزب الديمقراطي الكردستاني، بالخيانة، ليس لأننا لم نعرف حقيقته، لكن لأنهم كرد، إلا أنه تاريخ نضال الكرد، سيذهب بهم إلى لعنة التاريخ، لأن الديمقراطي الكردستاني تكون له يد الخيانة في كل ثورة كردية ضد الأنظمة المستبدة، وبكل مجزرة حدثت بحق الكرد، فإن كانت خيانته مسبقاً بشكل مخفي، فالآن يفعل ذلك بكل وضوح، مع الأسف، وأثبت عبر العديد من الوثائق بأنه كان يخطط لتنفيذ المجزرة، وتركت قوات البيشمركة، شنكال والشعب الإيزيدي بين مخالب داعش، وتركت الطريق مفتوحاً أمامهم”.
نسيان المجزرة خيانة 
وفي ختام حديثها، دعت الرئيسة المشتركة لاتحاد الإيزيديين، في مقاطعة عفرين والشهباء، “مريم جندو”، بعدم نسيان المجزرة ومحاسبة مرتكبيها، ودعت الشعب الإيزيدي بضرورة النضال والتنظيم: “إن المجزرة التي حصلت، لم تكن مجزرة عادية، كانت مجزرة لإبادة الدين والهوية، وضع داعش إبادة الإيزيديين والإيزيدية نصب عينيه، واستهدف العقيدة الإيزيدية والإيزيديين في شخص المرأة، لذلك، لا يمكن نسيان هذه المجزرة ونسيان هذه المجزرة خيانة للإيزيديين.، وأعظم خيانة هي غض النظر عن أولئك، الذين تسببوا في المجزرة، وسوف نطالب بحقنا، لأن التهديد لا يزال مستمراً علينا نحن الإيزيديين والشعوب من الأديان الأخرى، يجب علينا، نحن النساء في كل مكان، أن ندعم بعضنا من أجل منع هذه المجازر، انظروا إلى الحقائق ولا تثقوا أبداً في القوى السلطوية والمهيمنة، ظهرت حقيقتهم في الثالث من آب. لقد ضحوا بنا من أجل مصالحهم الخاصة وسلطتهم، تركوا ثقافتنا وإيماننا في مواجهة الإبادة، على هذا الأساس، لن نتخلى نحن الإيزيديات عن إرادتنا ووجودنا”.
نحن مدينون للكريلا ووحدات حماية المرأة
من جانب آخر، أثنت عضوة منسقية المرأة الإيزيدية في روج آفا “فلة شاكرو”، إلى دور قوات الكريلا ووحدات حماية المرأة، بحماية الإيزيديين والدفاع عنهم منذ اللحظة الأولى للمجزرة، وحتى اليوم في النضال لتحرير النساء الإيزيديات: “في الوقت الذي تركت فيه قوات البيشمركة، وحزب الديمقراطي الكردستاني، شنكال بين أيدي داعش، حاربت قوات الكريلا ووحدات حماية المرأة، للدفاع عن شنكال بكل بسالة وقوة، ونحن مدينون لهم، حتى هذه اللحظة، حيث لا تزال وحدات حماية المرأة تعمل على تحرير النساء والشابات الإيزيديات اللواتي وقعنَ سبايا بين أيدي داعش، ولا يزال مصير أغلبهن مجهولاً، كما أن الإيزيدين لا زالوا وفيين لفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وإيلاء الأهمية الكبرى منه للشعب الكردي الإيزيدي”.
نعزز تنظيمنا ونكثف نضالنا
وشددت فلة، على ضرورة تعزيز التنظيم ورفع وتيرة النضال، لعدم تكرار المجازر: “إننا اليوم أقوى، لن نقع في فخ وغفلة الأنظمة الاستبدادية، والقوى الظلامية أمثال داعش ومن يديرها، والذين يرون المرأة عائقاً أمامهم، وعلى هذا الأساس، نفعل كل ما يلزم لحماية أنفسنا، وسننتقم للمجازر الـ 74 بشعار “المرأة، الحياة، الحرية”، فلسفة القائد عبد الله أوجلان، وسنكون في الساحات بهذه الروح، دعونا ندعم النضال حول العالم. وسننتصر بتنظيم ووحدة المرأة والدعم معاً”.
وناشدت عضوة منسقية اتحاد المرأة الإيزيدية في روج آفا “فلة شاكرو”، بضرورة العمل للاعتراف بالإدارة الذاتية لشنكال وضرورة الحوار مع الشعب الإيزيدي وحمايته من مخاطر إبادة جديدة: “يجب أن نكون يقظين أكثر من أي وقت مضى ولا نسمح للعدو زرع بذور الفتنة والقضاء على المجتمع الإيزيدي وشنكال، ونحث ألا يصبح أي شخص أو قوة إيزيدية، حلفاء للقوى والدوائر، التي تنفذ مخططات خبيثة، وتنفذ خطط الإبادة ضدنا، من أجل المصالح الفردية أو الأسرية أو القبلية أو الحزبية، وأن تتخذ موقفاً قوياً ضد هذه القوى الظلامية، وأخيراً يكمن الحل بالاعتراف بالإدارة الذاتية لشنكال”.